قصة ثلاجة تعمل بدون كهرباء عمرها 2500 سنة.. اختراع عجيب

  • تاريخ النشر: منذ ساعة

من خلال دراسة وتطبيق هذه التقنيات القديمة، يمكننا تطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الطاقة والمياه التي تواجه العالم اليوم

مقالات ذات صلة
إختراع رائع ، مروحة تعمل بدون كهرباء
مجموعة إختراعات عجيبة ورائعة
الفواق المستمر: وداعاً في ثواني مع هذا الاختراع العجيب

قبل أن يصبح الكهرباء جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نعتمد عليها بشكل كبير في تشغيل أجهزتنا المنزلية، مثل الثلاجة التي أصبحت ضرورية لحفظ الطعام، كان أسلافنا يواجهون تحدي الحفاظ على طعامهم طازجا. ولكن كيف كانوا يحافظون على طعامهم؟

الإجابة على هذا السؤال تأخذنا في رحلة عبر الزمن إلى بلاد فارس القديمة، حيث تم اختراع نظام تبريد مبتكر منذ حوالي 2500 عام. هذا النظام، الذي كان يعرف باسم "يخجال"، والذي يعني حرفيا "آبار الجليد"، كان عبارة عن قباب ضخمة تم بناؤها بطريقة هندسية متقنة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كانت هذه القباب تستخدم لحفظ الجليد والثلج خلال فصل الشتاء، ثم استخدامها لتبريد الطعام والشراب خلال فصل الصيف الحار.

كيف يعمل اليخجال؟

تعتبر "اليخجال" إنجازا هندسيا رائعا، حيث كانت تستخدم مواد طبيعية وعوامل بيئية لتحقيق هدفها في التبريد. كانت تبنى عادة في مناطق مظللة، وتستخدم مواد عازلة للحفاظ على البرودة في الداخل، كما كانت تستفيد من الرياح الموسمية والتبخر لتبريد الهواء.

خلال عملية البناء، كان المهندسون المعماريون القدماء يحفرون حفرا عميقة تحت سطح الأرض، حيث تبقى درجة الحرارة منخفضة بشكل طبيعي. فوق هذه الحفرة، كانوا يقيمون قبة متينة مصنوعة من مواد طبيعية متوفرة محليا، مثل الطين والرمل وشعر الماعز وبياض البيض. هذه المواد، عند مزجها بمهارة، كانت تشكل مادة عازلة قوية تحافظ على البرودة في الداخل.

تم تصميم هذه القبة بطريقة ذكية تسمح للهواء البارد بالتسرب من أسفل، بينما يدفع الهواء الساخن صعودا إلى الأعلى خارج القبة، تماما كما تعمل الأبراج الريحية التقليدية. وفي فصل الشتاء، كانت هذه الحفر تتجمد بشكل طبيعي، ثم يتم تخزين كتل الجليد فيها للاستخدام خلال فصل الصيف الحار.

وبفضل جهود السكان الذين كانوا يجوبون الصحاري القاحلة بحثا عن كتل الجليد، ليحملوها إلى اليخجال ويضعوها في مكامنها المخصصة، كانت الحرارة تشتعل في الخارج لتصل إلى 40 درجة مئوية، بينما داخل اليخجال تعم البرودة.

معلم أثري بارز

أصبح اليخجال الآن معلما بارزا، وبناءً أثريا يمثل شهادة على عبقرية الإنسان القديم وقدرته على التكيف مع البيئة واستغلال مواردها بطريقة مستدامة. هو ابتكار معماري فريد من نوعه، صمم خصيصا لمواجهة التحديات المناخية.

واليوم، ومع تزايد الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، نجد أن اليخجال القديمة قد عادت إلى الواجهة مرة أخرى، حيث يرى الكثيرون فيها مصدر إلهام لابتكار تقنيات تبريد صديقة للبيئة. تصميمها البسيط والفعال، والذي يعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والمواد الطبيعية، يمثل بديلا جذابا للثلاجات التقليدية التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

من خلال دراسة وتطبيق هذه التقنيات القديمة، يمكننا تطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الطاقة والمياه التي تواجه العالم اليوم.