قصة ديرينكويو.. جولة داخل أكبر مدينة تحت الأرض في العالم
تم اكتشاف المدينة في عام 1963 عندما عثر رجل على مدخل مخفي في منزله
تعتبر تركيا واحدة من الوجهات السياحية التي يرغب عدد كبير من المهتمين بزيارتها، لما فيها من مواقع أثرية وأماكن تاريخية تستحق الزيارة، سواء بتاريخها الغني أو عمارتها المميزة وغيرها من التفاصيل.
ولكن هل سمعت يومًا عن مدينة تحت الأرض موجودة في تركيا؟ هذا ما يجب أن تفكر في زيارته إذا قررت يوما الذهاب إلى تركيا، حيث مدينة ديرنكويو المنحوتة بالكامل تحت الأرض، وتتمتع بتاريخ وأسلوب مختلف تماما في الحياة يثير فضول الباحثين حتى يومنا هذا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة مدينة ديرنكويو وتاريخها وأبرز المعلومات عنها وعن الحياة فيها.
أين تقع مدينة ديرنكويو؟
تقع مدينة ديرنكويو والمعروفة أيضا باسم "البئر العميق" في مقاطعة نوشهر في منطقة وسط الأناضول في تركيا. وهي موطن لمدينة تحت الأرض متعددة المستويات كبيرة، وهي وجهة سياحية رئيسية.
وتحتوي المنطقة التاريخية لـ كبادوكيا، حيث تقع ديرنكويو، على العديد من المدن تحت الأرض التاريخية، المنحوتة من تكوين جيولوجي فريد. بشكل عام، لم تعد هذه المدن مأهولة بالسكان، حيث تم اكتشاف أكثر من 200 مدينة تحت الأرض على الأقل بمستويين على الأقل في المنطقة، مع حوالي 40 منها على الأقل بثلاثة مستويات. وتعد ديرنكويو من أفضل الأمثلة على المساكن تحت الأرض.
تاريخ ديرنكويو
عمر المدينة بالضبط ما زال محل نقاش مع مجموعة واسعة من التقديرات. يعتقد البعض أن مدينة ديرنكويو تحت الأرض قد تم بناؤها في القرنين السابع والثامن الميلادي من قبل المسيحيين المحليين كملجأ من الغزاة العرب. ثم تم استخدامها كمخبأ للعرب المسلمين خلال الحروب العربية البيزنطية بين عامي 780 و1180 م.
ويعتقد أيضًا أن العمل في الموقع ربما بدأ من قبل الفريجيين منذ ما يصل إلى 2800 عام. وأن الأنفاق كانت تستخدم من قبل الإمبراطورية الأخمينية الفارسية، التي أسسها كورش الكبير عام 550 قبل الميلاد، حيث تم استخدامها كملجأ لسكان المدن المحليين الفارين من الحرب.
وتتكون المدينة من 18 طابقا وتصل إلى عمق 85 مترًا (280 قدمًا). يمكن أن تسع المدينة ما يصل إلى 20 ألف شخص، بالإضافة إلى مواشيهم ومخزون طعامهم. كما تحتوي المدينة على العديد من الميزات، بما في ذلك الغرف التي تستخدم للنوم والتخزين والطهي. بالإضافة إلى الكنائس للعبادة والمدارس لتعليم الأطفال والمصانع لإنتاج الطعام والنبيذ والملابس.
كذلك تتوفر فيها آبار المياه لتوفير المياه للشرب، وأنظمة التهوية لإدخال الهواء النقي وإخراج الدخان. وهناك أيضًا غرف كانت تستخدم في السابق كقاعة اجتماعات، واسطبلات، ومطابخ، وسجن صغير.
اكتشاف ديرنكويو
تم اكتشاف مدينة ديرنكويو تحت الأرض في عام 1963 عندما عثر رجل على مدخل مخفي في منزله. وتشير الرواية المتداولة إلى أن الرجل فقد دجاجاته وظل يبحث عنها، حتى لاحظ أنها تنزلق إلى صدع صغير، ومنه اكتشف ممرًا مظلمًا يؤدي إلى مجمع كامل من المباني، حيث تم الكشف في النهاية عن مئات المنازل الخاصة التي تحتوي على ممرات مخفية.
تم فتح المدينة للجمهور في عام 1985 ومنذ ذلك الحين أصبحت وجهة سياحية شهيرة.
وتعتبر مدينة ديرنكويو كنزًا من كنوز التاريخ، حيث تضم العديد من اللوحات والنقوش التي تصور مشاهد من الحياة اليومية لسكانها القدامى. كما تضم المدينة آثارًا تروي حكاية هذه المدينة العجيبة، والعديد من القطع الأثرية التي تم العثور عليها خلال عمليات التنقيب.
السياحة في ديرنكويو
تعد مدينة ديرنكويو تحت الأرض وجهة سياحية شهيرة. يزور الآلاف من الناس المدينة كل عام لمعرفة المزيد عن تاريخها وثقافتها. تقدم المدينة جولات إرشادية باللغة الإنجليزية والتركية، حيث تتيح للزائرين فرصة استثنائية لاكتشاف حياة سابقة تحت الأرض.
ولكن عليك عند زيارة هذه المدينة الالتزام ببعض النصائح المهمة، منها ارتداء ملابس وأحذية مُريحة، حيث تتطلّب الجولة داخل المدينة الكثير من المشي. بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء، خاصة في فصل الصيف. وبالطبع إحضار كاميرا لالتقاط الصور المذهلة للمدينة واحترام ثقافة وتاريخ المدينة.
معلومات عن مدينة ديرنكويو
تعتبر ديرنكويو، مدينة ساحرة تأخذك في رحلة عبر الزمن، وتكشف لك عن أسرار من حضارات عريقة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز المعلومات عن المدينة.
. تقع مدينة ديرينكويو تحت الأرض على عمق أكثر من 85 مترًا (280 قدمًا) تحت سطح الأرض.
. تتكون المدينة من 18 مستوى.
. أكبر مدينة تحت الأرض في العالم، أو على الأقل أكبر مدينة تم اكتشافها على الإطلاق.
. تستوعب المدينة حوالي 20 ألف شخص.
. يتم تهوية المدينة من خلال ما يزيد عن 15 ألف عمود، يبلغ عرض معظمها حوالي 10 سم وتصل إلى المستويين الأول والثاني من المدينة.
. تم استخدام الطوابق العليا كأماكن للمعيشة والنوم، لأنها الأفضل من حيث التهوية. وتم استخدام المستويات السفلية بشكل أساسي للتخزين. كما تحتوي على زنزانة.
. في منتصف المدينة هناك مساحات تستخدم لجميع أنواع الأغراض، مكان لمعصرة نبيذ والحيوانات الأليفة ودير وكنائس.
. توجد في المدينة كنائس صغيرة. وأشهرها الكنيسة الصليبية في الطابق السابع.
. تم استغلال المدينة أيضا في تخزين محصول الحصاد والحفاظ عليه بعيدًا عن الرطوبة واللصوص.
. عمر المدينة بالضبط مازال محل نقاش مع الباحثين والخبراء.
. تشير الدلائل الأثرية إلى أن تاريخ مدينة ديرنكويو يعود إلى العصر الحجري الحديث، حيث استخدمها سكان المنطقة كمأوى من الغارات والهجمات الخارجية.
. تطورت المدينة بمرور الوقت لتصبح مدينة مكتملة، تضم منازل وكنائس ومدارس ومصانع نبيذ ومستودعات، بل حتى كنيسة ضخمة تتسع لنحو 200 شخص.
. في القرن الحادي والعشرين، أصبحت مدينة ديرينكويو تحت الأرض نقطة جذب سياحية يرحب بالزائرين لرؤيتها.