قصة سرقة دماغ أينشتاين وتقطيعه إلى 240 شريحة!
يعد ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء الفذ والحائز على جائزة نوبل بنظريته النسبية و التي أصبحت أحد ركائز الفيزياء الحديثة، أحد أعظم العقول العلمية في القرن العشرين. وقدم أينشتاين أيضًا العديد من المبادئ العلمية التي جعلت دماغه مميزًا، لدرجة أنه عندما توفي في مستشفى برينستون في 18 أبريل 1955، سرقه الطبيب الشرعي توماس هارفي.
لم يقم هارفي بحفظ دماغ أينشتاين وتصويره وقياسه فحسب، بل قام أيضًا بتقطيع الدماغ إلى 240 قطعة. ووفقا لبي بي سي، قام أخصائي علم الأمراض هارفي بإنشاء 12 مجموعة من 200 شريحة .
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ظل دماغ أينشتاين مفقوداً لمدة 23 عاماً
كان الدماغ مفقودًا لمدة 23 عامًا عندما أرسل أحد المحررين المراسل ستيفن ليفي للعثور للبحث في لغز فقدان دماغ أينشتاين. اكتشف ليفي أن الطبيب هارفي قد غادر مركز برينستون الطبي وتعقبه في النهاية إلى ويتشيتا، كانساس. ونقل عن ليفي قوله "قلت له: أنا أكتب قصة عن دماغ أينشتاين". وكان أول شيء قاله الطبيب "لا أستطيع حقًا مساعدتك في ذلك". ولم يكن متحمسًا للتحدث".
ولكن تمكن ليفي من مقابلة هارفي مرة أخرى والدي عرف منه، أنه قد درس بالفعل دماغ أينشتاين. وطلب ليفي صورة وأظهر له هارفي مجموعة من الجرار وكانت كتل الدماغ موضوعة في الداخل.
وقال ليفي، وهو يصف محتويات إحدى الجرار، في مقال نشر في مجلة نيوجيرسي الشهرية "كتلة على شكل صدفة محارة من مادة متجعدة بلون الطين بعد الحرق. قطعة بحجم قبضة اليد من مادة مبطنة باللون الرمادي، تماسك واضح للإسفنجة، وفي كيس منفصل كتلة من الخيوط البيضاء الوردية تشبه خيط تنظيف الأسنان المنتفخ". وتحتوي الجرة الثانية الأكبر على "العشرات من الكتل الشفافة المستطيلة، بحجم الفول السوداني ".
نشر دراسة عن دماغ أينشتاين
وبعد هذا الاكتشاف، أصبح هارفي مشهورًا. في عام 1985، نشر أول دراسة عن دماغ أينشتاين، مدعيًا أنه يحتوي على نسبة غير طبيعية من نوعين من الخلايا، الخلايا العصبية والدبقية التي تثبت الخلايا العصبية في مكانها وتبقيها مزودة بالأكسجين والمواد المغذية.
أُجريت المزيد من الدراسات التي زعمت أن دماغ أينشتاين يمكن أن يساعد في الكشف عن الأسس العصبية للذكاء، وفقًا لما ذكرته مجلة ناشيونال جيوغرافيك. لكن العديد من الخبراء، بما في ذلك تيرينس هاينز، أستاذ علم النفس في جامعة بيس، فضحوا هذه الدراسات، ووصفوها بالهراء.
على الرغم من أن الأهمية العلمية للدماغ لا تزال محل جدل، إلا أن قصته كانت مثمرة ثقافيًا، حيث أنتجت رواية وكتابًا هزليًا وحتى مسرحية كتبها نيك باين، مستوحاة من قصة هارفي وسرقته لدماغ أينشاتين.
ومن الجدير بالذكر أنه قبل وفاة هارفي في عام 2007، تبرع بالأجزاء المتبقية من دماغ أينشتاين التي كانت بحوزته للمجتمع العلمي، وتعرض حاليًا في متحف موتر في فيلادلفيا.