قصة صاحب الجنتين كاملة والدروس المستفادة منها
قصة صاحب الجنتين، من القصص المذكورة في القرآن الكريم وهي عبرة لكل متكبر مختال بماله وجاهه متعالياً على الجميع، منكراً للبعث والآخرة ونهايته المناسبة لأفعاله وجحود قلبه. تعرف معنا في هذا المقال على قصة صاحب الجنتين والدروس المستفادة من قصة صاحب الجنتين ومعلومات أخرى مثيرة للتفكير والتأمل والمقارنة بين مَن امتلأ قلبه بالإيمان وبين مَن تمسك بالكفر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة صاحب الجنتين
بداية قصة صاحب الجنتين
تدور أحداث قصة صاحب الجنتين بين اثنين أصدقاء من الرجال، أحدهما فقير ولكنه تقي يخاف الله سبحانه وتعالى والآخر غني رزقه الله من الأموال الكثير وبُستانين محاطين بالنخيل والأعناب، ولكنه عنيد ومتكبّر يتباهى بما لديه وينكر قدرة الله سبحانه. ويقال أيضاً أنهما شقيقان، أنفق أحدهما أمواله وميراثه على الفقراء بينما بنى الآخر قصراً وزرع بستانين.
وتباهى الغني بماله أمام الفقير وعايره بفقره بل زاد في غروره وقال للآخر أن ما لديه من مال وجاه سيظل قائماً إلى الأبد، كما أنكر البعث والآخرة. كما جاء في قوله تعالى (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا* وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا).
فوبخه الفقير على كفره بالله وذكره بنعم الله عليه وأن سبحانه هو الذي خلقه وسواه رجلاً وأعلن تمسكه بالإيمان بالله حتى لو كفر الغني المتعالي، وأخبر الفقير صاحب الجنتين أن ما لديه من بساتين ونعم هي من فضل الله تعالى وقد يعاقبه الله عز وجل على غروره بزوال النعم، وجاء في قوله تعالى (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا* لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا* فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا).
عقاب صاحب الجنتين على غروره وكفره
بسبب كفر صاحب الجنتين، وكما حذره الفقير التقي، عُوقب بزوال جنتيه فأرسل الله عز وجل نارًا أكلت جنتيه، فأحرقت الخُضرة والجمال، حيث لم تُبق له النار أي نبات، كما ذهب النهر الذي كان يجري بين الجنتين. وأصبح صاحب الجنتين نادماً على ما فعل، وتمنى لو أنه لم يشرك بالله وشكر الله عز وجل على ما أتاه من فضله. قال تعالى (وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا).
تلخيص قصة صاحب الجنتين
إليك تلخيص قصة صاحب الجنتين في النقاط التالية:
- تلخيص قصة صاحب الجنتين، تروي حكاية رجلان، أحدهما فقير لا يملك إلا الإيمان بالله في قلبه وأفعاله والآخر غني ررزقه الله بسانين عامرين بالنحيل والأعناب لكنه عنيد القلب متعالي وسليط اللسان ومشركاً بالله وبالآخرة.
- عاير الغني صاحب الجنتين، الفقير بفقره وتباهي بما لديه من جاه ومال وبساتين عامرة وأعلن شركه بالله، فحذره الفقير من جزاء الشرك وزوال النعم وذكره بفضل الله عليه من لحظة كونه جنيناً في بطن أمه إلي أن سواه رجلا.
- لكن زاد صاحب الجنتين في عناده، فعاقبه الله بزوال النعم فأصبحت البستان يابسة وأصبح النهر خراب، فأصبح من النادمين على ما فعل.
سورة الكهف قصة صاحب الجنتين
ذكر الله عز وجل قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف:
- قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا* كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا* وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا* وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا).
- وقوله تعالى (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا* لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا* فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا* أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا).
- وفي قوله تعالى (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا* هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا).
الدروس المستفادة من قصة صاحب الجنتين
إليك أهم الدروس المستفادة من قصة صاحب الجنتين:
- النعم تدوم بحمد الله عز وجل عليها، وأسرع طريقة لزوال النعم هي التكبر والتعالى.
- الإيمان بالله والتقوى والاعتراف بفضل الله سبحانه وتعالى هي الطرق لبقاء النعم والنجاة من العقاب الذي لا ينفع معه الندم.
- جزاء المتكبر والمتعالي والمشرك بالله شديد ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يعاير غيره بما لديه وينكر فضل الله عليه.
أسئلة عن قصة صاحب الجنتين
لماذا كفر صاحب الجنتين؟
تذهب الأقاويل إلى أن صاحب الجنتين كان كافراً ولم يؤمن بالله مثل صاحبه، حيث تمكن العناد من قلبه ولم يعترف بفضل الله عليه بل تكبر وعاير الآخر بفقره ونكر يوم القيامة والبعث وظن أن ملكه وماله لن يُكتب لهما الزوال أبداً.
من هم الرجلين في سورة الكهف؟
قال تعالى (واضرب لهم مثلا رجلين) وقيل أن الرجلين المذكورين في قصة صاحب الجنتين، كانا أخوين في بني إسرائيل وقيل: هما المذكوران في سورة الصافات في قوله تعالى (قال قائل منهم إني كان لي قرين) وأنهما ورثا من أبيهما آلاف دينار، فتقاسموا المال، واشترى الكافر أرضا وتصدق الآخر بماله وجاء في قوله تعالى (جعلنا لأحدهما جنتين).
ما الأخطاء التي وقع فيها صاحب الجنتين كما وردت في الآيات؟
- ظلم أول مَن ظلم نفسه، بالغرور والتعالي.
- تنكر لفضل الله عليه وتجرأ بالظن أن الفضل في ذلك راجع له وحده.
- أنكر البعث والآخرة.
ما هي ديانة صاحب الجنتين؟
ديانة صاحب الجنتين حسب بعض التفسيرات أنه كان كافراً من بني إسرائيل واسمه باراطوس، وكان له أخ مؤمن واسمه يهوذا، وقيل أنهما ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار، فأخذ كل واحد منهما النصف، فاشترى الكافر أرضاً، وبنى قصراً أما المؤمن فقد تصدق بماله على الفقراء.