قصة طالوت وجالوت وداود عليه السلام
قصة طالوت وجالوت وداود عليه السلام، من القصص الجميلة المذكورة في القرآن الكريم ويمكننا أخذ دروس وعبر من قصة طالوت وجالوت وأهمها أن الإيمان بالله ينصر المؤمنين مهما بلغ طغيان وقوة الظالم والمشرك بالله.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعرف معنا بالتفصيل على قصة طالوت وجالوت وداود عليه السلام وأهم العبر والدروس منها، ونص قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة بكتاب الله الكريم.
قصة طالوت وجالوت وداود
بداية قصة طالوت وجالوت
تدور بداية قصة طالوت وجالوت، عندما انقطع نسل الأنبياء من بني إسرائيل، وتم حكمهم من قبل ملوك جبابرة، وتعرضوا على أيديهم لمختلف سبل الذل والهوان والظلم وسفك الدماء، وتمكن منهم الأعداء الذين كانوا لا يقدرون عليهم من قبل، حيث كان فيهم تابوت الميثاق وكان ضياع التابوت منهم سبب انكسارهم وكان ذلك جزاء لهم لقتلهم الأنبياء وسلط الله عز وجل عليهم أعداؤهم وظل بني إسرائيل على هذا الحال حتى بعث الله فيهم شمويل بن بالي نبياً.
تنصيب طالوت ملكاً
وكعادة بني إسرائيل، شرطوا الإيمان بإثبات النبوة، وطلبوا من نبي الله شمويل بن بالي أن يعزز نبوته بدليل، فقال لهم شمويل: عسى إن كُتِبَ عليكُم القِتالُ وفيكُم ملكٌ إلَّا تُقاتِلوا، وتفوا بِما التزَمتم، فقالوا: وما لنا ألّا نُقاتِلَ في سَبيلِ اللهِ، فأرسل الله له عصا يكون الملك بطولها.
قاس جميع الموجودين العصا فلم تكن بنفس قياس طول أي منهم، وكانَ طالوتُ سقَّاء يبحث عن حماره وأثناء البحث وصل لهم، فدعوه لقياس العصا، فكان بطولها، فاختارَهُ نبي الله شَمويلُ ليكون ملكاً عليهم، فاعترض بني إسرائيل، إذ ليس له نسب الملوك ولا جاههم، فنصره الله بآية في كتابه الكريم تُثبت ملكه فقبل بني إسرائيل طالوت ملكا عليهم.
معركة طالوت وجالوت وداود
وبعد تنصيب طالوت ملك على بني إسرائيل، خرج ذات ليلة مع جيش مكون من ثمانين ألف مقاتل، وقالَ طالوت للمقاتلين الذين يتبعونه (إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي).
ولما بلغ طالوت وجيشه النهر، قيل: إن المقاتلين شكوا عطشهم وطلبوا أن يَفصِلَ الله بنهر بينهم وبين جالوتَ بِنهرٍ، فكانَ ابتِلاؤهم ألَّا يشربوا، إلاَّ من اغتَرَفَ الماءَ بكفِّهِ فمعفيٌّ عنه، وتراجع معظم المقاتلين وثبت مع طالوتَ أربعةُ آلافِ مُقاتل، وبعد أن عَبرَ طالوتُ النَّهر بمن مَعه، قالوا (لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ).
فلم يبقَ سوى نحو ثلاثمئةِ مُقاتِل معَ طالوت وفيهم أبو داودَ وداود عليهما السَّلامُ، فلمَّا بدأ القِتالُ رَمى داودُ جالوتَ بحجر بعد أن ثبته على مقلاع، فأصابهُ بينَ عينيهِ، فأسقَطَه قتيلاً، فأنفَذَ طالوتُ عَهداً كانَ قَد قَطعهُ إلى داود إن قتل جالوت، بأن يزوجه ابنته وينقل له الملك بعد موته.
اقرأ أيضاً: قصة داود عليه السلام في القرآن الكريم والكتاب المقدس
قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة
إليك قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة بالقرآن الكريم:
- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)(الآية 246).
- وقال سبحانه عز وجل في كتابه الكريم: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (الآية 247).
- وجاء في قوله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (الآية 248)
- وقال تعالى: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (الآية 249).
- وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (الآية 250).
- فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (الآية 251).
ملخص قصة طالوت وجالوت
إليك ملخص قصة طالوت وجالوت وادود في النقاط التالية:
- خرج طالوت ومن معه من جنودة للقاء العدو الجبار والظالم جالوت وقبل لقائه اختبرهم الله بنهر ليفرق بين المؤمن وضعيف الإيمان وبينما أصابهم العطش الشديد، سُمح لهم بأن يشربوا غرفة واحدة من النهر فمن نفذ العهد عبره بسلام ومن اعترض على الاختبار أصابه التعب ولم يستطع على عبور النهر.
- ولما عبر طالوت ومن نجحوا في الاختبار، اعترض البعض على عدم قدرتهم على قتال جالوت المعروفة بقوته وبأسه، إلا أن فئةً قليلة ثبتت مع طالوت وآمنوا بقدرة الله على نصرتهم ضد جالوت، وقال تعالى (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
- واستجاب الله تعالى لتوسلهم ودُعائهم وونصرهم على يد داود عليه السلام والذي كان ضعيف البنية وصغير السن آنذاك.
- وحين طلب جالوت من الملك طالوت أن يقاتله أحدًا من جيش الآخير، فنادى طالوت على أفراد جيشه ووعدهم: بأن الذي سيقدر على قتل جالوت سيزوجه ابنته ويمنحه نصف مُلكه.
- فتطوع نبي الله داود عليه السلام وعلى الرغم من استهزاء جالوت به لصغر حجمه وسنه إلى أنه قتله بضربة حجر. قال تعالى عز وجل في كتابه (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين).
دروس وعبر من قصة طالوت وجالوت
إليك أهم دروس وعبر من قصة طالوت وجالوت:
- عصيان أمر الله آخرته الخسارة.
- الغطرسة والاستهزاء بالخصم بسبب هيئته أو حجمه أو صغر سنه قد تتسبب في هلاك صاحبها.
- أضعف الناس وأصغرهم قد يكون خلاص شعبه أو مجتمعه إذا كان ثابت الإيمان بالله.
- الدعاء والصبر والإيمان بالله في أوقات الشدة تنصرك وتخرجك من أشد الابتلاءات.