قصة قرية بالهند اختفى سكانها في ظرف غامض.. هل أصابتها لعنة؟
يشاع بين القرويين إنها ملعونة وتتردد العديد من الأساطير حولها
بين الكثبان الرملية لصحراء ثار، بالقرب من مدينة جايسالمير الذهبية في الهند، تقع قرية منسية مهجورة منذ ما يقرب من قرنين اسمها كولدهارا، وتلقب بأنها "مدينة الأشباح".
كانت المدينة يوما ما موطنًا لمجتمع من البراهمين الباليوال، والذين اختفوا في ظروف غامضة بين عشية وضحاها عام 1825. لذلك، يشاع بين القرويين إن القرية ملعونة، وتتردد العديد من الأساطير حولها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعد كولدهارا واحدة من أكثر الأماكن الغامضة في الهند، وتجتذب السياح والباحثين من جميع أنحاء العالم، الذين يفتنون بتاريخها وغموضها. كما أنها تعتبر من المعالم الأثرية المحمية بموجب هيئة المسح الأثري في الهند، وتقوم الحكومة بترميمها والحفاظ عليها.
تاريخ مدينة الأشباح
في عام 1291، تأسست مدينة كولدهارا على يد البراهمين الباليوال، الذين عرفوا بمهاراتهم في الزراعة ودرايتهم بالتجارة.
كانت القرية تحت حكم ملوك جايسالمير، وفي ذلك الوقت ازدهرت القرية وأصبحت معروفة بقدرات أهلها المميزة على الزراعة والتجارة. كما أن ملوك جايسالمير منحوهم إعفاءات ضريبية وحقوق ملكية الأراضي.
بنى الباليوال منازل ومعابد وآبار وشوارع جميلة في كولدهارا، وتمتعوا بحياة مسالمة ومزدهرة. لم تكن كولدهارا القرية الوحيدة التي يسكنها الباليوال، فقد كان هناك حوالي 84 قرية أخرى استوطنوها أيضًا في نفس الوقت تقريبًا. ومن بين هذه القرى: خابا، وباليوالون كي دهاني، وسوداكوري.
بداية اللغز
بدأ لغز مدينة كولدهارا في عام 1825، عندما وقع حاكم جايسالمير آنذاك، سليم سينغ، في غرام ابنة رئيس القرية، وطالب الزواج منها، وهدد بفرض ضرائب باهظة وعقوبات على القرويين في حالة رفضهم.
عندها، قرر الباليوال، الذين يقدرون شرفهم وكرامتهم، مغادرة القرية بدلاً من الاستسلام لمطالب الطاغية. ويشاع بين القرويين وسكان المدن في الهند العديد من الأساطير حول هذا الموقف. إذ يقال إن أهل القرية قرروا قبل مغادرتها أن يصيبوها بلعنة، حتى لا يستطيع أحد الاستقرار فيها مرة أخرى.
أسطورة اللعنة
وفقًا للأسطورة، غادر الباليوال كولدهارا في ظلمة الليل، آخذين معهم جميع ممتلكاتهم وأشيائهم الثمينة. كما قاموا بمحو أي آثار لرحيلهم، حتى لا يتمكن أحد من تتبعهم أو معرفة إلى أين ذهبوا.
يقول البعض إنهم هاجروا إلى أجزاء أخرى من ولاية راجاستان، بينما يقول آخرون إنهم انتشروا في جميع أنحاء الهند. حتى أن البعض يعتقد أنهم عبروا الحدود واستقروا في باكستان. لا أحد يعلم على وجه اليقين ما الذي حدث لهم، أو أين هم اليوم. لكن الجميع يردد فكرة اللعنة التي أصابت القرية، والتي جعلتها مهجورة من وقتها.
ألهمت أسطورة كولدهارا العديد من الأفلام والوثائقيات والبرامج التلفزيونية.
قرية مهجورة
اليوم، كولدهارا موقع مهجور ومتداع، ولا يوجد سوى بقايا المنازل والمعابد والآبار والشوارع التي تشهد على مجدها السابق. كما أصبحت القرية الآن مفتوحة للزوار الذين يمكنهم استكشاف الآثار والتعرف على تاريخها وغموضها.
ومع ذلك، يزعم الكثير من الناس أنهم شهدوا أنشطة غير طبيعية ومخيفة في كولدهارا، مثل الأصوات الغريبة وظواهر غير عادية. كما يزعم البعض أنهم يعانون من مشاعر الخوف أو الحزن أو الغضب لفترة طويلة بعد زيارتهم القرية.
كذلك، يتجنب العديد من السكان المحليين والسياح زيارة كولدهارا ليلاً، خوفًا من غضب اللعنة. ومع ذلك، تعتبر كولدهارا وجهة شهيرة للباحثين عن المغامرة وعشاق الخوارق الذين يزورون القرية ليلاً لتجربة التشويق والبرودة.
وتشمل بعض الأنشطة التي يتم تقديمها التخييم والنيران ومراقبة النجوم.
في النهاية، يمكن القول إن مدينة كولدهارا المهجورة، عالم ساحر، يجمع بين التاريخ والأسطورة والروحانية. ورغم ما يتردد عنها من أساطير وقصص خرافية، إلا أنها تعد وجهة للمسافرين الباحثين عن خوض تجربة فريدة تدعمهم بالكثير من المعلومات عن ماضي راجاستان الغامض، حيث تنقلهم إلى حقبة منسية مليئة بأسرار وعجائب.
ومن بين البقايا المتداعية للمساكن والآثار، يمكن للمسافرين زيارة معبد بابا رام ديفجي، هناك، والذي يعتبر وجهة للعديد من الهنود الذين يطلبون البركات وسط خراب هذه المدينة المهجورة. إلى جانب الأطلال الخالدة التي يمكن زيارتها والتأمل فيها.