قصة قيس وليلى كاملة مكتوبة.. حب أسطوري انتهى بمأساة
حكاية شهيرة وأبدية لا يزال يدرسها ويقرأها الكثير من الناس
قصة قيس وليلى، هي قصة حب شهيرة وأبدية لا يزال يدرسها ويقرأها الكثير من الناس، تحمل في تفاصيلها حكايات مأساوية ورومانسية لحب أصبح علامة من علامات التاريخ القديم والحديث والمعاصر، من عصر إلى عصر بسبب مدى عمق وجمال قصة الحب بين قيس وليلى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة قيس وليلى باختصار
قيس شاب، ابن سليل ملك قبيلة بني عامر. كان والداه ينتظران حضوره بفارغ الصبر على أمل جلب السعادة للعائلة. وعندما كبر صار مصدر فخر لهما.
ذات يوم، التقى قيس بليلى، سليلة بني قتبية، ووقع في حبها. ولكن لسوء الحظ، فإن قصة حبهما تعرقلها عادات ومحظورات والدي ليلى.
انبهر قيس بجمال ليلى واستحوذت ليلى على قلبه. سحر ليلى جعل قيس ينسى عالمه الخاص. بالنسبة له، كانت الحياة مجرد ليلى.
لكن بسبب زواج مرتب، تزوجت ليلى من ابن سلام، الرجل الذي اختاره والدها. شخص لم تحبه على الإطلاق، لتصبح مسجونة في القصر وحزنها يقتلها ببطء.
عانى قيس بعد ليلى كثيرا، وصار يغني شعر الحب طوال رحلاته التي لا نهاية له. وبسبب تصرفاته، كثيرا ما أطلق عليه الناس لقب المجنون، أو مجنون ليلى. كان الأطفال الصغار يرشقونه بالحجارة ويسخرون منه على طول الطريق. كما اختار قيس العزلة في البرية. ترك فخامة وروعة القصر، وترك كل شيء وراءه. وأعرب عن أسفه لقصة حبه من طرف واحد مع ليلى.
عاشت ليلى طوال حياتها الزوجية حياة مأساوية، لكنها لم تستطع أن ترى قيس مرة أخرى، بينما قيس يعاني من الوحدة والأسى في غياب حبيبته ليلى. واحتفظ في نفسه بأمل أي يجمعهما القدر مجددا، ولكن للأسف، وبعد مرور سنين، ماتت ليلى.
عرف قيس بالأمر، وكان بمثابة سيف اخترق قلبه. لقد ماتت حبيبة عمره وأصيب بحزن عميق حتى سقط مغشيا عليه، وعندما استعاد وعيه ذهب إلى قبرها وبكى بحرقة شديدة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. واندمجت روحه أخيرًا مع ليلى، متبعًا حبه الحقيقي إلى عالم آخر.
قصة قيس وليلى كاملة مكتوبة
قصة حب قيس وليلى ينظر إليها المجتمع على أنها حب أبدي وأسطوري. الحب الأجمل والمثير للمشاعر والعواطف وحتى الدموع، لأنها قصة حب جميلة لكنها تنتهي بشكل مأساوي.
أبطال القصة هم ليلى بنت مهدي بن سعد بن كعب بن ربيعة، ولدت في أسرة شريفة، وهي ابنة زعيم قبيلة كحيلة قتيبة، وكانت جميل المظهر.
بسبب جمالها ظل والدها يأمل أن تتمكن ليلى من الزواج من رجل ينتمي إلى عائلة معروفة وثرية. وبهذه الطريقة، يستطيع أن يضمن أن تعيش ليلى حياة مريحة في الثراء. إلا أن ليلى لديها أفكار مختلفة، لأن الزواج في نظرها هو رمز للحب المقدس، وبالتالي لا يستحقه سوى رجل تحبه بصدق.
وجدت ليلى الرجل الذي يستحق حبها هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة، ولد قبلي من كاحيلة ومن بيت كبير.
كان قيس مصدر فخر لوالده، خاصة أنه جاء بعد فترة صبر طويلة كان يتمنى فيها من الله أن يرزقه طفلاً، ثم أهداه الله قيس، وكان يأمل أن يحل محله في يوم من الأيام على رأس القبيلة.
وهب الأب لقيس كل الأمور التي تساعده ليكون فخر أسرته، الالتحاق بأفضل المدارس، والحصول على كل التسهيلات للنجاح والتفوق، حيث يقوم بالتدريس هناك أفضل المعلمين في شبه الجزيرة العربية، ولم يدرس هناك سوى عدد قليل من الأطفال، جميعهم من العائلات البارزة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية في هذه المدرسة.
وهناك، التقى قيس برفيقة روحه ليلى. فتاة جميلة وذكية تجعل قلبه يتوهج. بمجرد أن نظرا في عيون بعضهما البعض وقعا في الحب.
عرفت ليلة بأنها ذات عيون جميلة، تتمتع بجمال غير عادي. وكان شعرها وعيناها في سواد الليل. وعلى الرغم من أنها كانت تبلغ من العمر اثني عشر عامًا فقط، فقد تقدم العديد من الرجال بالفعل بطلب الزواج منها، لأنه وفقا للممارسات الشائعة في ذلك الوقت، غالبًا ما يتم تقديم عروض للفتيات في سن مبكرة جدًا، أي في التاسعة من العمر.
هكذا تشكلت قصة الحب بين قيس وليلى. بدا كلاهما أسيرين لمشاعر تطاردهما، جديدة وجميلة. كلاهما يرغب دائمًا في مقابلة بعضهما البعض، ويشعران أنهما يريدان أن يكونا معًا طوال الوقت، وكلاهما يعبر عن مشاعره في شكل قصائد وشعر.
البدايات كلها كانت حلوة، ثم انتهت بشكل حزين، لأن والد ليلى لم يوافق على علاقتهما. ورغم أن قيس ينحدر من عائلة مرموقة إلا أن والد ليلى يمنع علاقتهما، ويطمح لها في زوج من عائلة أخرى.
السبب الرئيسي لعدم موافقة والد ليلى على قصة حبها من قيس، انتشار علاقة حبهما في جميع أنحاء المدينة، مما تسبب في شعور والد ليلى بالحرج وتشويه اسم عائلته بسبب جنون حبهما. ولهذا السبب لم يوافق والد ليلى على علاقتهما ثم قام بتزويجها من رجل آخر.
استسلمت ليلى وتزوجت بـ"ابن إسلام" رجل من الطائف من قبيلة ثقيف كان يضاهي والدها في الثراء والسلطة. وغرقت في حزنها وعاشت في التعاسة مع الرجل الذي زوجها والدها له.
لم يهتم والد بأن عدم موافقته على العلاقة بين قيس وليلى، جعل ابنته تعيش حياة تعيسة. فرغم أنها تزوجت من تاجر ثري، إلا أن حياتها كانت بائسة، لا تشعر بالسعادة في حياتها.
في هذه الأثناء، أصبح عقل قيس مشوشًا، فلم تكن هناك فتاة أخرى يمكن أن تحل محل ليلى. كان اسم ليلى دائمًا على شفتيه، ولا يكتب أي شعر آخر غير في مدح جمال وحب ليلى، وهذا ما جعل قيس يلقب بـ"المجنون" أو "مجنون ليلى"، لشدة حبه وافتتانه تجاه ليلى. حتى أن والد قيس كان حزينا جدا على ما وصل إليه ابنه، وحاول أن يأخذه إلى المسجد الحرام لعلاج قلبه.
في مكة، سجد "مجنون ليلى" أمام الكعبة، لكن ماذا طلب؟. قال "أيها الرحمن الرحيم، ملك العشاق، يا من يمنح الحب، أطلب منك شيئًا واحدًا فقط، عزّز حبي بحيث، حتى لو هلكت، سيبقى حبي وحبيبتي على قيد الحياة".
عندها، عرف والده بعد ذلك أنه لم يعد هناك ما يمكنه فعله لابنه.
على الجانب الآخر، ظلت ليلى تعاني بشكل متزايد في سجن غرفتها الخاصة، وأكدت لزوجها أنها لا تستطيع أن تحبه أبدًا. وقالت: "لن أكون زوجة أبدًا. لذلك، لا تضيع وقتك. ابحث عن زوجة أخرى. أنا متأكد من أنه لا يزال هناك العديد من النساء اللاتي يمكنهن إسعادك."
ومرت سنة بعد سنة، والمجنون، الذي لم يعد يريد الاختلاط بأهل قريته، يعيش في الجبال دون أن يخبرهم بمكان وجوده، منعزلاً عن المجتمع ويعيش فيه. بينما ليلى تتلاشى صحتها لأنها لم تعد تهتم بنفسها، ولا تريد أن تأكل أو تنام جيدًا لعدة ليال.
ماتت ليلى وهي تشعر بمشاعر الشوق العميق إلى قيس. وانتشر الخبر في جميع أنحاء البلاد، وبعد فترة وجيزة وصل الخبر إلى المجنون. ولدى سماعه الخبر، فقد وعيه وسط الصحراء الكبرى وظل فاقدًا للوعي لعدة أيام. وعندما استعاد وعيه، ذهب على الفور إلى قرية ليلى، ثم ذهب إلى قبرها ليعبر عن حزنه ويخبرها بالحب الذي لا يزال يشعر به.
وبعد فترة ليست طويلة مات قيس ودُفن بالقرب من مكانها. وعلى الرغم من أن قيس وليلى لم تتح لهما فرصة الارتباط وترابط حبهما، ولم يستطيعا بناء أسرة معًا، إلا أنهما ما زالا يجمعهما الحب في جميع القصص المتداولة عنهما، وتحولا إلى رمز من رموز الحب في العالم كله.
قصة قيس وليلى للأطفال
في يوم من الأيام، كان زعيم قبيلة بني عامر في شبه الجزيرة العربية يملك كل ما يمكن لأي شخص أن يتمناه، باستثناء شيء واحد: لم يكن لديه أي أطفال. وأوصى المعالجون في القرية بمختلف أنواع الجرعات والأدوية، ولكن دون جدوى. حتى اقترحت زوجته عليهما أن يسجدا لله ويسألا الله تعالى أن ينعم عليهما.
لم يمض وقت طويل حتى استجاب الله دعاؤهم، ورزقهم ولدا اسمه قيس.وسيم وله عيون كبيرة وشعر أسود. ومنذ صغره أظهر ذكاءً وقدرات بدنية خاصة. وكانت له موهبة غير عادية في تعلم فنون الحرب وعزف الموسيقى وتأليف الشعر والرسم.
عندما أصبح كبيرًا بما يكفي للذهاب إلى المدرسة، دخل واحدة من أفضل المدارس. وهناك، التقى ليلى، فتاة تتمتع بجمال غير عادي. ومن النظرة الأولى وقعا في حب بعضهما البعض.
مع مرور الوقت، تحولت شرارة الانجذاب هذه إلى نار حب مشتعلة. وانتشرت قصتهما في جميع أرجاء البلاد، وأصبح قيس معروفًا بلقب "المجنون".
علم والد ليلة بالأمر، وغضب غضبا شديدا، وقرر أن يمنع ابنته من الخروج تماما. ومضى شهر بعد شهر ولم يجد "المجنون" أي أثر لليلى.
عندما علم والد قيس بالأمر، قرر إنهاء الدراما بطلب يد ليلى لابنه، حيث أعد قافلة مليئة بالهدايا وأرسلها إلى قرية ليلى. ورغم كل هذه المحاولات لإرضاء والد ليلى، إلا إنه لم يوافق على الزيجة أبدا. ولم يكتف بذلك، بل زوج ابنته من رجل آخر، ثري للغاية.
عانى قيس من حزن شديد لفراق حبيبته، وعاش في عزلة تامة، بعيدا عن أسرته وأهل قريته، واستمر على هذا الحال لسنوات وسنوات.
في نفس الوقت، عاشت ليلى حياة مأساوية في بيت زوجها، حتى أنها لم تكن تأكل أو تشرب أو تنام من شدة الحزن والأسى. ولما لاحظ زوجها هذا، حاول أن يرضيها بأي شكل. لكن لم يستطع الألماس والهدايا الباهظة الثمن أن تجعل ليلى مخلصة له.
مرضت ليلى من شدة الحزن، وبدأت صحتها تنهار تدريجيا حتى ماتت. وعندما انتشر خبر وفاتها في البلاد، علم قيس بالمأساة، ويقط مغشيا عليه.
استعاد قيس وعيه، وقرر أن يذهب مباشرة إلى قبر حبيبته، ليلى، لينام عليه بالساعات والأيام والشهور، يبكي طوال الوقت، حتى مات من شدة الحزن عليها، على أمل أن يلتقيا في مكان أفضل وعالم آخر لا يمنعهما من الزواج والعيش معا.
اقرأ أيضا: أبيات شعرية وقصائد قيس بن الملوح
هل قصة قيس وليلى حقيقية؟
في الواقع، قصة الحب بين قيس وليلى تأتي من قصة حقيقية موجودة بالفعل، رواها الشعب العربي الفارسي شفهيًا، ثم كتبها نظامي الكنوجي، في القرن الثاني عشر الميلادي، وهو واحد من أعظم شعراء الحب والرومانسية في الأدب الفارسي. وحقيقة هذه القصة أن هذه القصة ألهمت ويليام شكسبير الذي كتب بعد ذلك قصة روميو وجولييت عام 1616م.
هذه القصة على شكل قصيدة كتبها نظامي تحديدا عام 1188. وتحكي عن شاب اسمه قيس وقع في حب ليلى، وكيف انبهر بليلى حتى لقب بالمجنون أو "مجنون ليلى".
انتهت قصة قيس وليلى قبل أن تبدأ بالفعل، انفصل رفيقا الروح وعانوا من الفراق، إض أصيب قيس الجنون بسبب انكاسار القلب، وعاشت ليلى حياة مأساوية في قصر رجل آخر لم تحبه قط، حتى ماتت، ومات بعدها قيس حزنا عليها.
عاش قيس بالفعل في زمن الدولة الأموية (بني أمية). ويُعتقد أنه توفي حوالي عام 65 أو 68 هـ.
العبرة من قصة مجنون ليلى
يمكن استخلاص الكثير من العبر والدروس من قصة حب قيس وليلى، أبرزها:
قوة الحب
يُظهر قيس وليلى ولاء عميقًا لبعضهما البعض، حيث تجاوزا العوائق والمحن الكثيرة من أجل أن يكونا معًا. يشير ذلك إلى أن الحب الحقيقي يتطلب تضحيات كبيرة واستعدادًا للتخلي عن أشياء مهمة في الحياة.
التضحية
ضحى قيس وليلى بالكثير من أجل حبهما، من المال والجاه والمكانة الاجتماعية.
الصبر
قصة قيس وليلى تذكرنا بأن الحب الحقيقي قوي وجميل، ولكنه يتطلب الصبر والتضحية والتوازن. ينبغي علينا أن نتعلم من هذه القصة ونسعى للعثور على الحب الذي يمنحنا السعادة والتوازن في حياتنا.
الأمل
عاش قيس وليلى على أمل اللقاء، حتى بعد موت أحدهما.
الوفاء
وفاء قيس وليلى لحبهما حتى بعد موتهما.
العواطف المتطرفة
على الرغم من أن العشق قد يكون قويًا وجميلًا، إلا أنه يجب علينا أن نتحكم فيه وألا نسمح له بأن يؤثر سلبًا على حياتنا وتصرفاتنا.
التوازن في المشاعر
لم تتمكن قصة حب قيس وليلى من تحقيق حلمها في الواقع، بسبب التقاليد والعادات الاجتماعية. لذلك، يجب علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع العواطف ونتحكم فيها بطريقة تحافظ على صحتنا العقلية والعاطفية. ينبغي أن نتعلم أيضًا من تجربة قيس وليلى ألا نتسرع في اتخاذ القرارات الهامة بناءً على العواطف العابرة.
التخيل
لعب التخيل دورًا كبيرًا في قصة حب قيس وليلى، حيث عاشا في عالم من الأحلام والخيال.
الأثر
تركت قصة حب قيس وليلى أثرًا كبيرًا في الأدب العربي، وخلدت ذكرى حبهما في التاريخ.
اقرأ أيضا: أبيات شعر وقصائد مكتوبة عن الحب
في النهاية، تُعد قصة حب قيس وليلى من أشهر قصص الحب في التاريخ العربي، وتمثل رمزًا للحب العذري. كما تُظهر لنا قوة الحب وقيمته، وتسلط الضوء على التقاليد والعادات الاجتماعية التي كانت تعيق الحب في الماضي. وتلهمنا بالصبر والأمل والوفاء، كما ألهمت الكتاب والمؤلفين حول العالم بالعديد من قصص الحب في الأفلام والدراما العربية والعالمية.