قصة ناقة صالح عليه السلام مكتوبة كاملة
قصة ناقة صالح عليه السلام تحمل الكثير من العبر والدروس ودليلاً قاطعاً على أن بعض البشر إن تمكن من قلوبهم الشرك بالله والحقد والجشع، فلن يؤمنوا ولو أتاهم الله بأعظم المعجزات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعرف معنا على قصة ناقة صالح عليه السلام، وملخص قصة ناقة صالح، والعبر والدروس المستفادة منها.
قصة ناقة صالح عليه السلام
من هو صالح عليه السلام؟
صالح عليه السلام هو صالح بن عبيد بن إساف، وينتسب إلى قوم ثمود بن عاد، من ذرّية إرم بن سام بن سيدنا نوح عليه السلام.
سيدنا صالح هو نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى، أرسله عز وجل إلى "قبيلة ثمود" ليدعوهم إلى التوحيد بالله وعبادته وحده لا شريك له. قال تعالى في كتابه الكريم ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أخاهم صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾ ولكن طلب قوم ثمود من سيدنا صالح عليه السلام أن يأتيهم بمعجزة إلهية ليؤمنوا برسالته وصدقه لأنه بشر مثلهم، وفي قوله تعالى ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾. فأنعم الله تعالى على صالح عليه السلام بمعجزة ناقة صالح.
ما هي قصة ناقة صالح عليه السلام؟
قصة ناقة صالح عليه السلام، هي الناقة التي اشترط قوم ثمود أن تخرج من بين صخرة ضخمة وتكون ناقة حاملاً بوليد، كمعجزة دالة على نبوته، فأنعم الله على نبيه بالمعجزة، فتحركت الصخرة وخرجت من بينها ناقة حاملاً.
وأقامت الناقة بين قوم ثمود تشرب من البئر يوماً وتدعه لهم ليشربوا منه يوماً، كما جاء في قوله تعالى ﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ وقال الله تعالى ﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾.
ولكن عزم قوم ثمود على قتل الناقة، ليستأثروا بماء البئر كل يوم، فقتلوها، على الرغم من تحذير صالح عليه السلام لهم من أن يمسوها بسوء، قال الله تعالى ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
وجزاء لهم على مخالفة العهد مع نبي الله صالح عليه السلام، أهلكهم الله بصيحة واحدة، وقال الله تعالى ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾.
ما هو مصير وليد ناقة صالح؟
روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه "لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله عز وجل من تحت أديم السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله عز وجل" قيل "من هو يا رسول الله هو أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه".
وأما مصير وليد ناقة صالح، فلا يوجد قول قاطع فيه، ولكن ما ذكره بعض من أهل التفسير، هو ما يلي:
قال القرطبي في تفسيره "وجاء السقب وهو ولدها إلى الصخرة التي خرجت الناقة منها فرغا ثلاثا وانفجرت الصخرة فدخل فيها". وقال ابن إسحاق "أتبع السقب أربعة أنفار ممن كان عقر الناقة مصدع وأخوه ذؤاب فرماه مصدع بسهم فانتظم قلبه ثم جره برجله فألحقه بأمه".
قصة ناقة صالح في القرآن
ذُكرت قصة ناقة صالح في القرآن الكريم في الآيات التالية:
- (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة الأعراف).
- (فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (سورة الأعراف).
- (وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) (سورة هود).
- (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) (سورة الإسراء).
- (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) (سورة الشعراء).
- (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ( سورة القمر).
- (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) (سورة الشمس).
ملخص قصة ناقة صالح
إليك ملخص قصة ناقة صالح في النقاط التالية:
- أرسل الله نبيه صالح عليه السلام إلى قوم ثمود ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولكنهم ربطوا إيمانهم بمعجزة: أن تخرج ناقة عشراء من قلب صخرة ضخمة، فوافق نبي الله صالح عليه السلام بشرط إن أنعم الله عليهم بالمعجزة أن يؤمنوا بالله.
- دعا صالح عليه السلام الله عز وجل أن يمن عليه بالمعجزة، وبالفعل انشقت الصخرة أمام أعين قوم ثمود وخرجت منها الناقة حاملاً في وليدها.
- وبقيت الناقة بين قوم ثمود بشرط أن تشرب هي والوليد في بطنها من البئر يوم ويشرب قوم ثمود يوماً آخر، فحقد بعضهم على الناقة ورغبوا في الاستئثار بالبئر لهم وحدهم فعزموا النية على إيذاء الناقة ووليدها.
- حذرهم نبي الله صالح عليه السلام وأنذرهم بالهلاك إن مسوا الناقة بسوء ولكنهم لم يسمعوا له وقتلوها بالفعل.
- فأخبرهم نبي الله أن يلازموا ديارهم ثلاثة أيام وبعدها سيهلكهم الله جزاء لهم على ما فعلوا.
- وبالفعل بعد انقضاء المهلة، أهلكهم الله بصيحة من السماء وبزلزلة من تحت أقدامهم ولم ينج من هذا الهلاك إلا نبي الله صالح عليه السلام والذين آمنوا.
قصة ناقة صالح للأطفال
يمكن رواية قصة ناقة صالح عليه السلام للأطفال بهذا الشكل المبسط:
- كان سيدنا صالح عليه السلام واحد من أنبياء المتقين، والذي دعا قومه للإيمان بالله لينصرهم وينجيهم الله من الهلاك.
- وعندما دعا صالح عليه السلام قومه للإيمان وهم "قوم ثمود" وضعوا له شرطاً للإيمان.
- كان الشرط أن يروا معجزة من الله تتمثل في أن تخرج ناقة حامل من بطن صخرة ضخمة.
- ولأن الله رحيم وكريم، سمع دعاء نبيه وعبده صالح عليه السلام وأرسل إليه المعجزة.
- وكان بعض من قوم ثمود لا يتقون الله فحقدوا على الناقة لأنها كانت تشرب من بئرهم وقرروا قتلها.
- وحذرهم نبي الله من قتلها لأن عقابهم سيكون أشد العقاب فلم يسمعوا له وقتلوها، فأهلكهم الله بصيحة واحدة.
عبر ودروس من قصة ناقة صالح
من أهم الدروس من قصة ناقة صالح عليه السلام، ما يلي:
- من رحمة الله الواسعة أنه يرسل أنبيائه ورجاله الصالحين إلى غير المؤمنين ويريهم معجزاته ليؤمنوا.
- من يؤمن بالله وبأنبيائه ويتق الله، ينجيه ربه من الهلاك ولو هلك كل قومه.
- شر النفوس قد يعمي الأبصار حتى عن أعظم المعجزات.
- لا يهلك الله عبده إلا بعد تحذيره مرات ومرات ولكن من يبق على كفره يهلك لا محالة.