قصة هاروت وماروت البداية والنهاية وتفسيرات العلماء
قصة هاروت وماروت من القصص التي شغل تفسيرها الكثير من الناس وفُسرت بأكثر من طريقة، ولكن حسب جمع من العلماء فإن هاروت وماروت هما ملكان من السماء مذكوران في سورة البقرة في القرآن الكريم ونزلا في أرض بابل، وأُنزِل عليهما السحر بإذن الله، امتحاناً وابتلاءً للناس وكانا قبل أن يعلما الناس السحر، يقولان لهم أنهما فتنة فلا تكفروا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعرف معنا على قصة هاروت وماروت كاملة وتفسيراتها حسب العلماء وصحة قصة هاروت وماروت وبدايتها ونهايتها.
قصة هاروت وماروت مكتوبة
قصة هاروت وماروت مكتوبة، هي كما يلي حسب جمع من تفسير العلماء: إن بعض اليهود اتبعوا ما كانت تقرؤه الشياطين على الكهنة من السحر وكانوا يسكنون مدينة "بابل" كان فيها الصابئون يعبدون الكواكب والشياطين، وكان منهم أناس يزاولون السحر، ويدعون الناس إلى الكفر ويسيطرون عليهم به.
واتبعوا كتب السحر والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمن سليمان عليه السلام ويقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا هذا في زمان سليمان عليه السلام، حتى قالوا إن الجن قد تعلم الغيب.
فأنزل الله هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم الناس السحر وتحذيرهم منه وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء وكلام السحرة.
وسخر الله عز وجل"هاروت وماروت" لتحذير الناس من السحر وشروره، حيث ألقى الله في قلبيهما علم السحر، فكانا يعلمانه للناس لكي يتخلصوا بتعلمه من سيطرة السحرة وكانا يمزجان التعليم بالتحذير، فيقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة، أي امتحان من الله لعباده.كما أرشدا الناس إلى الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وبين الباطل الذي جاء به الكهنة من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
قصة هاروت وماروت في القرآن الكريم
ذُكر اسمي "هاروت وماروت" في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (سورة البقرة، الآية 102).
اقرأ أيضاً: قصة موسى عليه السلام مع فرعون.. النبي الملقب بـ"كليم الله"
تفسير قصة هاروت وماروت
قصة هاروت وماروت ابن باز
قصة هاروت وماروت ابن باز: (الأظهَرُ: أنَّهما مَلَكانِ نَزَلا ابتلاءً وامتِحانًا، كما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وماروت).
قصة هاروت وماروت ابن عثيمين
قصة هاروت وماروت ابن عثيمين: (هَارُوتَ وَمَارُوتَ عَطفُ بَيانٍ على الْمَلَكَينِ لِبَيانِ اسمِهما) .وقال أيضًا: (هذه الآيةُ امتحن اللهُ سُبحانَه وتعالى عبادَه، وهو سُبحانَه وتعالى يفعَلُ ما يشاءُ، أنزل مَلَكينِ من المَلائِكةِ بمكانٍ يقالُ له: بابِلُ، وهو معروفٌ في العِراقِ، والمَلَكانِ اسمُ أَحَدِهما: هاروتُ، والثَّاني: ماروتُ).
قصة هاروت وماروت ابن كثير
قال ابنُ كثيرٍ: (من المَلائِكةِ المنصوصِ على أسمائِهم في القُرآنِ: هاروتُ، وماروتُ، في قَولِ جماعةٍ كَثيرةٍ مِنَ السَّلَفِ. وقد ورَد في قِصَّتِهما وما كان من أمْرِهما آثارٌ كَثيرةٌ غالِبُها إسرائيليَّاتٌ).
قصة هاروت وماروت تفسيرات أخرى
- قال ابنُ جريرٍ: (بَيِّنٌّ أنَّ معنى: ما التي في قَولِه: وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَينِ بمعنى الذي، وأنَّ هاروتَ وماروتَ مُترجَمٌ بهما عن المَلَكينِ).
- قال المعَلِّمي اليمانيُّ: (هَارُوتَ وَمَارُوتَ مَلكَان أذِنَ اللهُ تبارك وتعالى لهما في تعليمِ السِّحرِ بعد أن يقولا: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ).
- قال ابن عاشور: (الوجه أن قوله: وما أنزل عطف على ملك سليمان فهو معمول لتتلوا الذي هو بمعنى تكذب فيكون المراد عدم صحة هذا الخبر أي ما تكذبه الشياطين على ما أنزل على الملكين ببابل، أي ينسبون بعض السحر إلى ما أنزل ببابل.
- وأنكر أبو مسلم أن يكون السحر نازلا على الملكين إذ لا يجوز أمر الله به وكيف يتولى الملائكة تعليمه مع أنه كفر أو فسق.
- وقيل: (ما) نافية معطوفة على (ما كفر سليمان) أي وما كفر سليمان بوضع السحر كما يزعم الذين وضعوه، ولا أنزل السحر على الملكين ببابل).
قصة هاروت وماروت الشعراوي
قصة هاروت وماروت حسب تفسير الشعراوي: فريقا من اليهود نبذوا كتاب الله واتبعوا ما تتلوه الشياطين، واتبعوا يعني اقتدوا وكان السياق يقتضي أن يقال ما تلته الشياطين على ملك سليمان ولكن الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نفهم أن هذا الاتباع مستمر حتى الآن.
ولأنه من تمام الإيمان أن يؤدي المخلوق كل ما كُلِّف به من الله عز وجل. وهذان الملكان كلفا بأن يعلما الناس السحر وأن يحذرا بأن السحر فتنة تؤدي إلى الشرور والكفر.
والفتنة هي الاختبار ولذلك يقول الله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المرء وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بضارين بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله). إذن فهذان الملكان حذرا الناس من أن ما يعلمانه من السحر فتنة تؤدي إلى الكفر ولا تنفع إلا في الشر وإن ضررها لا يقع إلا بإذن الله وبأمره.
اقرأ أيضاً: قصة سيدنا يوسف كما وردت في القرآن الكريم وملخصها للأطفال
قصة هاروت وماروت البداية والنهاية
كما ذكرنا سابقاً أن قصة هاروت وماروت تم ذكرها في موضع واحد بالقرآن الكريم، ولكن إن كنت تبحث عن قصة هاروت وماروت البداية والنهاية، فحسب جمع من المفسرين فإن بداية قصة هاروت وماروت، أنهما ملكان أُنزلا ليعلما الناس السحر، وأنهما يفعلان ذلك بإذن من الله لينذرا الناس من شرور السحر ويخبرونهم أنه لا يجوز هذا التعلم.
كيف كانت نهاية هاروت وماروت؟
نهاية هاروت وماروت ابن جرير
روى ابن جرير بسنده عن السدي وعن الربيع ومجاهد وابن مسعود وابن عباس روايات مفادها أن نهاية هاروت وماروت جاءت كما يلي:
قال هاروت وماروت: ربنا لو أعطيتنا تلك الشهوات ثم نزلنا لحكمنا بالعدل. فقال لهما: انزلا فقد أعطيتكما تلك الشهوات العشر فاحكما بين الناس! فنزلا ببابل، فكانا يحكمان حتى إذا أمسيا عرجا فإذا أصبحا هبطا. فلم يزالا كذلك حتى أتتهما امرأة تخاصم زوجها، فأعجبهما حسنها، فقال أحدهما لصاحبه: إنها لتعجبني. فقال الآخر: قد أردت أن أذكر لك فاستحييت منك. فقال الآخر: هل لك أن أذكرها لنفسها؟ قال: نعم، ولكن كيف لنا بعذاب الله؟
قال الآخر: إنا نرجو رحمة الله . فلما جاءت تخاصم زوجها ذكرا إليها نفسها، فقالت: لا حتى تقضيا لي على زوجي، فقضيا لها على زوجها. ثم واعدتهما خربة من الخرب يأتيانها فيها، فأتياها، فلما أراد الذي يواقعها، قالت: ما أنا بالذي أفعل حتى تخبراني بأي كلام تصعدان إلى السماء؟ وبأي كلام تنزلان منها؟ فأخبراها فتكلمت فصعدت.
فأنساها الله ما تنزل به فبقيت مكانها، وجعلها الله كوكبا فكان عبد الله بن عمر كلما رآها لعنها وقال: هذه التي فتنت هاروت وماروت، فلما كان الليل أرادا أن يصعدا فلم يستطيعا فعرفا الهلك، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا من عذاب الآخرة، فعلقا ببابل فجعلا يكلمان الناس كلامهما وهو السحر.
نهاية هاروت وماروت ابن كثير
ونفى ابن كثير صحة الرواية السابقة فى كتابه "البداية والنهاية"، حيث قال: "أما ما يذكره كثير من المفسرين فى قصة هاروت وماروت من أن الزهرة كانت امرأة فراوداها على نفسها فأبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم فعلماها فقالته فرفعت كوكبا فى السماء فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بنى إسرائيل".
صحة قصة هاروت وماروت
يتساءل البعض عن مدى صحة قصة هاروت وماروت وهل هما ملكان أم من البشر. من الثابت أنه ورد ذِكر اسمي " هاروت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ، وبتأمل الآية الكريمة فسر جمع من العلماء ما يلي:
- أنهما من الملائكة ، لا من البشر ومرسَلان من الله عز وجل تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر، لا أنها معاقبان على ذنب.
- وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ، من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر، امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر.
العبرة من قصة هاروت وماروت
- يتعلم الناس من هاروت وماروت علم السحر الذي يكون سبباً في الكثير من الشرور ومنها التفريق بين الزوجين، ولكن لا يستطيعون أن يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى وبمشيئته.
- تعليم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الناس.
- من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة.