قضية "شراء الصمت".. تفاصيل إدانة ترامب بـ 34 تهمة ورد فعله

  • تاريخ النشر: الجمعة، 31 مايو 2024

في عام 2016 كشف الإعلام عن أن ترامب قام بتقديم مدفوعات سرية إلى امرأتين ادعتا وجود علاقات معه

مقالات ذات صلة
أمريكي تظهر براءته بعد أن قضى 34 عاماً في السجن.. تُرى ما الدليل؟!
هل يستطيع ترامب الترشح للرئاسة رغم إدانته بـ34 تهمة جنائية؟
أمانة القصيم تحتفي باليوم الوطني بـ 40 فعالية في 34 موقعًا

في عام 2016، كشف الإعلام عن أن دونالد ترامب قد قام بتقديم مدفوعات سرية إلى امرأتين ادعتا وجود علاقات جنسية معه من أجل إسكات قصتهما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. المرأتان هما الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز والعارضة كارن ماكدوجال.

تم توجيه اتهامات جنائية إلى المحامي الشخصي السابق لترامب، مايكل كوهين، بسبب هذه المدفوعات. وادعى كوهين أنه قام بالتكليفات النقدية بتوجيه من ترامب نفسه. وفي النهاية، أقر كوهين بالذنب وحكم عليه بالسجن.

كما ثار جدل حول ما إذا كانت هذه المدفوعات تعد مساهمات انتخابية غير قانونية. وما زال المحققون يبحثون في هذه القضية للوصول إلى نتيجة نهائية.

إدانة دونالد ترامب

تم إدانة دونالد ترامب بالتآمر لـ"شراء صمت" ممثلة إباحية قبل أيام قليلة من انتخابات عام 2016 من أجل التستر على ذلك في السجلات التجارية، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي سابق يدان بجريمة بينما يسعى لولاية رئاسية ثانية.

جاء الحكم الإجماعي في القضية التي عرفت إعلاميا باسم "شراء الصمت" في مانهاتن بعد نحو يومين ونصف من مداولات هيئة المحلفين المؤلفة من سبعة رجال وخمس نساء. وتعد هذه الإدانة التاريخية تبرئة للمدعي العام في مقاطعة مانهاتن الديمقراطي ألفن براغ، الذي رفع القضية العام الماضي بعد أن تم التخلي عنها من قبل سلفه والمدعين الفيدراليين.

على مدار خمسة أسابيع، استمع المحلفون بانتباه إلى شخصيات بارزة سابقة في محيط ترامب، لمعرفة تفاصيل وقصة الاتهامات الموجهة بشأن علاقة خارج إطار الزواج مع ستورمي دانيالز، بعد أن هددت بالكشف عنها.

حضر ترامب للمحاكمة شخصيًا، وأغمض عينيه بينما يردد المحلفون الحكم في قاعة المحكمة. لتنتهي الإجراءات بإدانته، في لحظة أمسك فيها ترامب أيدي نجله إريك الذي ربط على ظهر أبيه.

كواليس المحاكمة

حاول ترامب تأجيل محاكمته في مانهاتن مرارًا وتكرارًا، لكن دون جدوى. ليواجه في النهاية أقوال شهود تضمنت مساعدين سابقين له، هوب هيكس ومايكل كوهين، بالإضافة إلى ناشر صحيفة التابلويد ديفيد بيكر.

كشف كوهين، الذي قام بدفع مبلغ 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز قبل انتخابات 2016، عن اتفاقه مع ترامب لإخفاء هذه المهمة عن السجلات التجارية.

وادعى ممثلو الادعاء أن هذا السلوك يرقى إلى محاولة "إفساد" الانتخابات من قبل ترامب، بسبب سلوكه سيئ السمعة، حيث يتفاخر بملامسة النساء بشكل غير لائق. كما إنه كان يخشي من رد فعل الناخبين المحتملين عند الكشف على وجود علاقة جنسية خارج نطاق الزواج مع دانيلز.

نفى دفاع ترامب أي علم موكلهم بالمخطط المزعوم، وهاجم كوهين، مساعد ترامب السابق الذي تحول إلى خصم، ووصفه بأنه "محتال مدان ويكذب على الجميع". وطالب محامي ترامب، تود بلانش، هيئة المحلفين بعدم إدانة موكله بناء على شهادة كوهين فقط.

رد فعل ترامب

خارج قاعة المحكمة، ندد ترامب بما وصفه بـ"محاكمة مفبركة وخزي". وقال: "أنا رجل بريء جدًا.. سأواصل القتال من أجل بلدنا ودستورنا.. أعتقد أنها مجرد مهزلة. وسنواصل القتال وسنفوز لأن بلدنا ذهبت إلى الجحيم".

وبعد النطق بالحكم، قال المدعي العام في مانهاتي الديمقراطي ألفين براغ: "تم عرض أدلة مهمة على هيئة المحلفين المكونة من 12 محلفًا، بما في ذلك الفواتير والشيكات وكشوف الحسابات المصرفية والتسجيلات الصوتية وسجلات المكالمات والرسائل النصية وشهادات مباشرة من 22 شاهدًا".

ويتابع براغ: "أثبتت الأدلة أن ترامب لجأ إلى وسائل غير قانونية للكذب بشكل متكرر من أجل حماية نفسه وحملته الانتخابية".

وعن مدة العقوبة التي يمكن أن يحصل عليها ترامب، يقول براغ: "تحمل الـ 34 تهمة التي أدين بها ترامب عقوبة سجن قصوى تصل إلى أربع سنوات لكل منها. ولكن باعتباره مجرما لأول مرة، من غير المرجح أن يسجن". ورفض براغ التأكيد أو التصريح بما إذا سيطالب بعقوبة السجن لترامب أم لا.

رد فعل جو بايدن

بعد الحكم، أصدرت حملة بايدن بيانًا قالت فيه إن الحكم "أظهر أنه لا أحد فوق القانون". الحملة ذكرت أن دونالد ترامب كان يعتقد خطأً أنه لن يواجه عواقب لخرق القانون لتحقيق مكاسب شخصية. ومع ذلك، فإن الحكم لا يغير الحقيقة المتمثلة في أن الطريقة الوحيدة لمنع ترامب من دخول البيت الأبيض هي عبر صناديق الاقتراع.

من جانبه، أصدر المتحدث باسم البيت الأبيض بيانًا قصيرًا قائلاً "نحن نحترم سيادة القانون، ولا نود إصدار أي تعليقات إضافية".

موقف ترامب من الانتخابات الرئاسية

من المرجح أيضًا أن يطعن ترامب على الحكم أمام المحاكم العليا في نيويورك، ولكن ستستغرق هذه العملية عدة أشهر. ومن الجدير بالذكر إنها لن تمنعه، إذا انتخب، من أن يكون أول محكوم عليه في السجن الذي يصبح القائد الأعلى للجيش الأمريكي. لأن الدستور الأمريكي لا يحظر على المحكوم عليهم شغل المناصب الحكومية.

وفي حالة إعادة انتخاب ترامب رئيسًا، لن يتمكن من العفو عن نفسه لأن هذه السلطة تقع على عاتق حاكم نيويورك عند التهم المرفوعة من المدعين العموميين بالولاية.

الغريب، إنه على الرغم من التغطية الإخبارية المكثفة على مدار الساعة خلال محاكمة مانهاتن، فإن ترامب يتصدر استطلاعات الرأي في انتخابات الرئاسة ويتقدم بشكل ثابت على الرئيس جو بايدن، في الولايات المحورية الحاسمة.

كما نجح أيضًا في تأخير بدء المحاكمات الجنائية الثلاث الأخرى التي يواجهها فيما يتعلق بمحاولات مزعومة لإحباط نتائج انتخابات 2020 واحتفاظه بوثائق سرية بعد مغادرته المنصب. ومن غير المرجح أن تذهب أي منها إلى المحاكمة قبل تصويت نوفمبر.

يذكر إن في أوائل عام 2023، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024. هذه المرة الثالثة التي يترشح فيها ترامب للرئاسة، بعد خسارته في انتخابات عام 2020 أمام الرئيس الحالي جو بايدن.

ترشح ترامب للرئاسة يأتي وسط استمرار التحقيقات القانونية والسياسية بحقه على المستويين الفيدرالي والحكومي، بسبب قضايا متنوعة مثل محاولته لإبطال نتائج انتخابات 2020 والأحداث المرتبطة باقتحام الكابيتول في يناير 2021. ورغم ذلك، لا يزال ترامب يتمتع بشعبية كبيرة بين قاعدته الانتخابية المؤيدة له.