قطار القمر المستقبلي.. مشروع مذهل لنقل الأشخاص والبضائع
يهدف إلى عمل نظام سكك حديدية على سطح القمر لتمكين البشر من التنقل ونقل الإمدادات
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع جديد يهدف إلى تصميم شبكة قطارات على سطح القمر قريبًا، في تصور جديد لا يصدق لشكل الحياة المستقبلية هناك، مشيرة إلى أن ذلك سيساعد على ازدهار البشرية على سطحه.
يأتي المشروع الجديد بدعم من وزارة الدفاع الأمريكية، والذي يهدف إلى عمل نظام سكك حديدية على سطح القمر، لتمكين البشر من التنقل ونقل الإمدادات، في محاولة لتحقيق تنمية اقتصادية جادة ومستدامة على القمر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومن المقرر أن تتولى شركة نورثروب جرومان، عملاق الفضاء، المشروع بالكامل، حيث تعرف بأنها التي أنتجت عددًا من الغواصات النووية وكل حاملات الطائرات الأمريكية. كما أنها ثالث أكبر مقاول للمعدات الدفاعية للجيش الأمريكي وأكبر بان للقطع البحرية.
ويقال ممثلو الشركة عن المشروع: "سيساهم هذا المشروع المتمثل في إنشاء شبكة السكك الحديدية القمرية من دعم التنمية الاقتصادية في الفضاء سواء للولايات المتحدة أو غيرها من الشركاء حول العالم، وذلك من خلال نقل البشر والإمدادات والموارد للمشاريع التجارية عبر سطح القمر".
اختارت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية (DARPA)، شركة نورثروب جرومان، لتتولى المشروع بناءً على مجموعة من المعايير، لتنضم بذلك إلى مشروع عملاق يحمل اسم "لونا-10" يهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية في الفضاء بشكل عام، وعلى سطح القمر بشكل خاص، يضم 14 شركة تم اختيارها في ديسمبر الماضي، من بينها سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك وشركة بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس.
ما الذي ستفعله نورثروب جرومان؟
ستشارك نورثروب جرومان في مشروع "لونا -10" الذي يهدف إلى تأسيس شبكة سكك حديدية على سطح القمر، بعد طرق أهمها:
تحديد الموارد المطلوبة
ستحدد نورثروب جرومان المواد والأدوات اللازمة لبناء شبكة سكك حديدية قمرية.
تقييم التكاليف والمخاطر
ستقوم نورثروب جرومان بتحليل التكاليف المالية والفنية المرتبطة بمشروع السكك الحديدية القمرية.
تصميم النماذج الأولية
ستطور نورثروب جرومان نماذج أولية لنظام السكة الحديدية القمرية لاختبار كفاءته وفعاليته.
تحليل النظام
ستقوم نورثروب جرومان بإجراء تحليلات شاملة لنظام السكة الحديدية القمرية لتقييم تأثيره على البيئة القمرية.
تقنيات البناء المستخدمة
تسعى نورثروب جرومان إلى استخدام الروبوتات لبناء وتشغيل شبكة السكك الحديدية القمرية. كما تشمل تقنيات البناء التي قد تستخدمها:
. التسوية وإعداد الأساس، حيث ستقوم بتحضير سطح القمر لوضع مسار السكة الحديدية.
. وضع المسار ومحاذاته، وذلك من خلال تركيب قضبان السكة الحديدية وضمان دقتها.
. الربط والتشطيب، عن طريق ربط أجزاء السكة الحديدية معًا وإنهاء البناء.
. وأخيرًا ستتولى عملية الفحص والصيانة والإصلاح بشكل دوري لضمان سلامة وكفاءة نظام السكة الحديدية القمرية.
تفاصيل التمويل
حتى الآن، لم تعلن شركة نورثروب جرومان أي تفاصيل بخصوص التمويل الذي ستقدمه للمشروع. ولكن وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية، كانت قد قدمت في أغسطس الماضي رقمًا تقريبيًا، عندما أشارت إلى إن المشاريع المختارة لن تتجاوز تكلفة دعمها وتمويلها حاجز المليون دولار، أي ما يعادل 788 ألف جنيه إسترليني.
ويهدف مشروع "لونا -10" الذي تقوده الولايات المتحدة عن طريق وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية، إلى إنشاء إطار عمل مدني قمري، من خلال تأسيس بنية تحتية مدنية على سطح القمر للاستخدام السلمي من قبل الولايات المتحدة والدول الأخرى.
بالإضافة إلى دراسة التطوير السريع للتكنولوجيا، عن طريق استكشاف تقنيات جديدة لبناء أنظمة قابلة للمشاركة والتوسع على سطح القمر. وكذلك، خلق خدمات قابلة للربح، بتطوير أنظمة يمكن أن توفر خدمات تجارية لمستخدمي القمر في المستقبل.
وفي السياق ذاته، يؤكد مدير البرنامج في مكتب التكنولوجيا الاستراتيجية التابع لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية، الدكتور مايكل نايك، إن مشروعهم يسعى بشكل أساسي إلى تشجيع النشاط التجاري سواء على سطح القمر أو حوله، لخدمة مجتمع الفضاء المدني.
ويضيف "نايك": "جميع الشركات التي تم اختيارها لتنضم إلى مشروعنا العملاق سواء كانت محلية أو دولية، نتوقع منها أن تقدم خطة شاملة ورؤى متكاملة حول آليات تنفيذ مشروعاتها، للمضي قدما بسرعة نحو الهدف الذي نسعى إليه، والمتمثل في عمل بنية تحتية قمرية مكتفية ذاتيا ويمكن إدارتها تجاريا".
ومن المنتظر أن تكشف الشركات عن خططها والرؤية الخاصة بها وغيرها من التفاصيل الأخرى المتعلقة بالمشاريع، نهاية الشهر المقبل. على أن تتقدم الشركات بتقريرها النهائي في يونيو من العام الحالي.
يأتي ذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة سيطرتها على القطب الجنوبي للقمر الشهر الماضي، عندما نجحت في هبوط طائرتها المسيرة التي أطلق عليها اسم "أوديسيوس". في تطور كبير جعل البيت الأبيض يصل إلى أقرب خطوة نحو تأمين قاعدة دائمة على القمر.
هذا ويعتبر مدير ناسا بيل نيلسون، أن الصين هي الخصم الأكثر قدرة على وضع البشر على سطح القمر بحلول نهاية العقد، خاصة أن كلا من الولايات المتحدة والصين تعتقدان أن القطب الجنوبي الغامض للقمر هو الموقع الأكثر جدوى لقاعدة قمرية دائمة.
وتسعى الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة إلى إرسال مركبة جوالة روبوتية تحمل اسم VIPER تابعة لناسا، مخصصة لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، حيث تهدف هذه المهمة إلى جمع معلومات علمية حاسمة حول موارد القمر، بما في ذلك الماء والجليد والمعادن.
وبالفعل، تم حتى الآن الانتهاء من بناء حوالي 80% من هذه المركبة الجوالة المتوقع إطلاقها هذا العام، في مهمة علمية هامة ستساعدنا على فهم القمر بشكل أفضل وتقييم إمكانية استيطانه.
ما هو القطب الجنوبي للقمر؟
يعد القطب الجنوبي للقمر منطقة غامضة لم يتم استكشافها بشكل كامل، حيث لم ترسل أي مركبة فضائية هبوطية إلى سطحه حتى الآن.
ويعتقد أن هذه المنطقة تحتوي على العديد من الأسرار، أهمها وجود الجليد المائي وهو عنصر أساسي للحياة باعتباره مصدرًا للماء الشرب والأكسجين. كما يمكن تحويل الماء إلى هيدروجين وأكسجين، وهما عنصران أساسيان للوقود الصاروخي.
وتواجه البعثات الفضائية المتجهة إلى القطب الجنوبي للقمر العديد من التحديات، منها الظلام الدائم، مما يعيق عمل المركبات الفضائية التي تعتمد على الطاقة الشمسية. وكذلك التضاريس الوعرة مما يعيق هبوط المركبات الفضائية.