كاف الجنون.. جبل "مسكون" في ليبيا يشهد ظواهر غامضة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 20 مايو 2024

تروي قصة أن مجموعة أشخاص ضلوا طريقهم في المنطقة وواجهوا ظواهر غريبة ومخيفة حتى اختفوا

مقالات ذات صلة
هويا باكيو.. الغابة الأكثر رعبًا في العالم تشهد ظواهر غامضة
قصة الغرفة 441 داخل فندق الأشباح.. ظواهر غريبة وأصوات غامضة
عريس يبتكر زفة في غاية الجنون.. شاهدوا الفيديو

نسمع دائمًا عن الأماكن الغامضة والمواقع الغريبة حول العالم والتي يفضلها عشاق المغامرة والرحلات. خاصة تلك التي يتردد بين السكان المحليين إنها مسكونة بالأشباح أو مرتبطة بأساطير وقصص حول ظواهر غامضة تشهدها. ورغم الرعب الذي يحيط بها، إلا إن ذلك لا يمنع أبدا نشاطها السياحي، حيث يتوافد عليها العديد من الزائرين كل عام.

هذا ما ينطبق تمامًا على إحدى المناطق في ليبيا، والمعروفة باسم كهف الجنون أو كاف الجنون، والتي تنتشر حولها قصص وأساطير غريبة ومخيفة، تربطها بالجن والعالم السفلي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة هذه المكان، والأساطير المرتبطة به وأبرز المعلومات المعروفة والمتداولة عنه.

قصة كاف الجنون

يقع جبل كاف الجنون، المعروف أيضًا باسم "جبل أندينان" أو "كاف الأمان"، في منطقة غات بجنوب غرب ليبيا، على مقربة من الحدود الجزائرية. يتميز الجبل بتكوينه الصخري الفريد، حيث يرتفع بشكل شاهق عن سطح الأرض، ليصل ارتفاعه إلى ما بين 700 و1200 متر، بينما تمتد مساحته لأكثر من 7 كيلومترات.

يعتقد أن سبب تسمية الجبل بهذا الاسم يعود إلى الأساطير والحكايات المتوارثة بين سكان المنطقة، حيث يقال إنه موطن للجن، مما أضفى عليه هالة من الغموض والرهبة.

على جانب آخر، تتميز المنطقة بالعديد من المعالم المهمة، ومن أشهر معالم كاف الجنون هي "مغارة الجن" التي تقع في سفح الجبل. وتزعم قصص عديدة وجود كنوز مدفونة داخل هذه المغارة، مما دفع الكثير من المغامرين إلى محاولة استكشافها، لكن دون جدوى.

كذلك، على الرغم من طبيعته القاسية، إلا أن كاف الجنون يزخر بالحياة البرية، حيث يعيش فيه العديد من الحيوانات والنباتات النادرة. لذلك، يعد كاف الجنون وجهة سياحية مميزة لعشاق المغامرة والاكتشاف، ممن يجذبهم الغموض والأساطير التي تحيط به.

وبالفعل، تنظم رحلات سياحية إلى المنطقة، حيث يمكن للزوار تسلق الجبل واستكشاف مغارته، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة للصحراء.

الأساطير والخرافات

تحيط بكاف الجنون العديد من الأساطير والخرافات، حيث يعتقد بعض السكان المحليين أنه مسكون بالأرواح الشريرة، وأنه بوابة إلى عالم الجن. كما تروي قصص عن أشخاص ضلوا طريقهم في المنطقة وواجهوا ظواهر غريبة ومخيفة، ومنهم من اختفى في ظروف غامضة، مما عزز من تلك المعتقدات.

كذلك، وفقًا لأساطير الطوارق البربرية، كان تل الشيطان في يوم من الأيام " قاعة مجلس الجن"، حيث يجتمع الجن لمناقشة شؤونهم. وأفاد البعض عن رؤية غزال في الكهف ليلاً، لا يمكن صيده، حيث يزعمون أنه من الجن على هيئة حيوان.

في نفس السياق، يفيد السكان المحليون وبعض المسافرين أنهم سمعوا أصواتًا غريبة قادمة من الجبل. وآخرون يروون قصصًا مختلفة عن لقاءات مع كائنات أخرى تحدث هناك.

دعم هذه الأساطير، مجموعة من القصص التي حدثت بالفعل. ففي عام 1845، أصيب جيمس ريتشاردسون، أحد المستكشفين للصحراء، بمرض بعد محاولته تسلق قمة هذا الجبل. بينما عانى مستكشف آخر يدعى هاينريش بارث، من الجفاف والتعب عندما وصل إلى القمة، وضل طريقه حتى عثر عليه أحد الطوارق المحليين، وهو مصاب بالحمى وعلى وشك الموت.

هناك أيضًا قصة أخرى متداولة عن سيدة تدعى كيرا سالاك حاولت الوصول إلى القمة المسكونة، وبالفعل وصلت وعادت بأمان دون أي صعوبات. ولكن وفقًا للرواية المتداولة، فإنها بعد حوالي 18 شهرًا، أصبحت تعاني من ظواهر غامضة وصفتها بأنها مسكونة بالأرواح الشريرة التي دخلت جسدها بعدما تسلقت هذا الجبل.

ورواية أخرى عن عائلة وقفت لإصلاح إطار سيارة بالقرب من الجبل، فرأى أحد الصبية سيارة توقفت وخرج منها شخص أعطاه خبزًا، فأخذه الصبي وذهب إلى منزله. فقال له الأب: من أعطاك هذا الخبز، أجاب الصبي: الرجل الذي نزل من السيارة أعطاني إياه. لكن الأسرة لم تر أي سيارة أو شخص، وعندما حاول الأب تناول الخبز، شعر أنه أكل شيئا غير طبيعي، وظل مريضا 6 أيام، حتى ذهب إلى المشايخ للعلاج.

السياحة في كاف الجنون

كاف الجنون، وجهة سياحية فريدة من نوعها، تتيح للزوار فرصة لاكتشاف عالم غامض يحيط به الغموض والأساطير. ولكن تذكر أن الاستعداد الجيد والاحتياطات اللازمة ضرورية لضمان رحلة آمنة وممتعة.

كذلك، عليك التأكد من الحصول على تصريح رسمي قبل زيارة كاف الجنون، وذلك من السلطات المحلية في غات. كما يجب اصطحاب مرشد سياحي متمرس في المنطقة، خاصة للمبتدئين. مع العلم إن هذا المرشد لن يصعد معك الجبل إذا كنت ترغب في ذلك، حيث يكتفي بإقامة معسكر عند قاعدة الجبل منتظرا عودتك من مغامرتك التي ستخوضها بمفردك.

تأكد أيضًا من تجهيز نفسك بما يكفي من الماء والطعام، حيث إن الرحلة إلى كاف الجنون قد تستغرق ساعات طويلة. مع ضرورة احترم العادات والتقاليد المحلية، ومراعاة البيئة الطبيعية.

معلومات عن كاف الجنون

. يعرف باسم كهف الجنون أو قلعة الأشباح الأسطورية أو تل الشيطان. وكذلك مغارة الجن.

. يقع في المنطقة الجنوبية من ليبيا، على بعد حوالي 25 كم شمال مدينة غات.

. يحده من الشرق وادي تنزفت والحدود الجزائرية من الغرب.

. يبلغ ارتفاع الجبل بين 900 إلى 1200 شامل الارتفاعات المتدرجة، وهو جبل رسوبي، ويبعد عن أقرب طريق مأهول 15 كيلومترا.

. يتيح المسار الممتد من الحدود الجزائرية، من مجدات إلى غات، رؤية ممتازة لهذا الجبل الغريب.

. يتميز بوجود تكوينات صخرية غريبة، ومنحوتات ضخمة لأشكال تبدو غير تقليدية. لذلك اعتبرها البعض "شيطانية".

. المقصود بالاسم هو "كاف" بمعنى كهف، و"الجنون" بمعنى الجن، أي "كهف الجن".

. تعلو جبال المنطقة رسومات محفورة في مواقع مختلفة.

. يقال إن الكهف المنحوت في الجبل يعد من أكثر الأماكن المسكونة بالأشباح في العالم.

. يشاع بين سكان المنطقة أن هذا الجبل ليس كأي مكان آخر، حيث يقولون لأي زائر: لن تعود أبدا.

. يوجد في الجبل حفرة تخترقها أشعة الشمس عند غروب الشمس، لا يلاحظها إلا الخبراء.

. صنفت منظمة اليونسكو هذه المنطقة ضمن التراث الإنساني.