كريستيانو رونالدو: من صخب أوروبا إلى أحضان الثقافة السعودية

  • تاريخ النشر: منذ 5 أيام
مقالات ذات صلة
كريستيانو رونالدو: سعيد بالانضمام إلى النصر السعودي..وجئت لحصد الألقاب
كريستيانو رونالدو: يشرفني أن ألتقي مرة أخرى مع الأمير محمد بن سلمان
كريستيانو رونالدو: قرار جديد في قضية اغتصاب عارضة الأزياء.. فماذا حدث؟

لم يكن أحد يتوقع أو يتخيل رؤية الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات بقميص أحد أندية الدوري السعودي، إلا أن النصر نجح في إقناع أيقونة ريال مدريد بالقدوم إلى المملكة في ديسمبر 2022 في صفقة قياسية من حيث الأجور.

كان لهذا التعاقد وقع غير مسبوق على جميع الأصعدة، إذ سارع عشاق كرة القدم من شتى بقاع الأرض لمتابعة مستجدات وصول "الدون" إلى الرياض للدفاع عن ألوان "العالمي".

حظي اللاعب المخضرم باستقبال حار وكان محط إعجاب مشجعي النصر ومتابعي الدوري السعودي (دوري روشن) بشكل عام، مما عزز شعوره بالاحترام والتقدير.

تأقلم رونالدو سريعا مع الأجواء في السعودية وانعكس ذلك على مردوده في أرض الملعب بتسجيل 74 هدفا في 83 مباراة رسمية حتى الآن بجميع المسابقات.

ساهم هذا التألق في جذب نجوم بارزين آخرين، ولعب دور حاسم في إقناعهم بالاحتراف في السعودية، على غرار الفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي نيمار والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز وغيرهم.

وبدا جليا احترام صاحب الـ 39 عاما وتقديره الكبير للثقافة المحلية على الصعيدين الشخصي  والمهني، إذ أنه تكيف في زمن قياسي مع متطلبات الحياة اليومية والعادات المتبعة مثل أوقات الصلوات والحشمة في اللباس وتفهم التقاليد الدينية والاجتماعية.

ومع أن رونالدو يعتنق الديانة المسيحية، إلا أنه تعامل بحنكة مع العادات الدينية ومحيطه كونه يقدّر الالتزام الديني ممن حوله، إذ أكد وليد عبد الله حارس مرمى النصر السابق في مقابلة مع برنامج "الحصة الأخيرة" السعودي أن الهداف المخضرم اعتاد على حث اللاعبين على الصلاة، وكان يطلب من الطاقم الفني إيقاف التدريبات عند سماع صوت الآذان للسماح لزملائه بأداء الصلاة.

كما واظب "صاروخ ماديرا" على المشاركة في الفعاليات الثقافية والمناسبات المحلية وأبدى انسجاما مع المجتمع المحلي بارتداء اللباس التقليدي في بعض الأحيان.

فضل رونالدو التواجد في الرياض مع عائلته، إدراكا منه لدور الأسرة والقيم العائلية في الثقافة السعودية الأكثر هدوءا، ما يعد تغييرا واضحا مقارنة بما اعتاد عليه حينما كان يتواجد في أوروبا.

في الجانب المقابل، شجعت احترافية رونالدو العالية من حوله من اللاعبين على الالتزام بالتمرين وتقديم كل ما بجعبتهم على أرض الملعب، كونه يعد مثالا يحتذى به في عالم كرة القدم.

ورغم الاختلافات في النظام الرياضي السعودي مقارنة بأوروبا لأي لاعب أجنبي محترف، إلا أن الدعم المالي الهائل من صندوق الاستثمارات العامة للارتقاء بمستوى البطولات المحلية ساهم في تقليص الفجوة ورفع مستوى الأداء.

توجه القائمون على كرة القدم في السعودية لضم رونالدو نظرا لتأثيره العالمي وشعبيته الجارفة، إذ رأوا أن قدومه يسهم في تحقيق النمو الذي يسعى صندوق الاستثمارات العامة لتحقيقه ضمن رؤية 2030، مما سيفتح أبوابا جديدة وفرصا تسويقية وإعلامية لم تكن ممكنة في السابق من شأنها زيادة القاعدة الجماهيرية وتسهيل فرص الاستثمار مستقبلا.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا