كف بوذا.. قصة بصمة يد عملاقة في الصحراء كشفتها خرائط جوجل
تمتد على مساحة مذهلة تبلغ 40 ألف متر مربع أي ما يعادل ستة ملاعب كرة قدم
في واحدة من اللقطات الغريبة التي رصدها البعض عبر خرائط جوجل إيرث، لاحظ أحدهم كفًا ضخمًا مطبوعا وسط الصحراء في منغوليا الداخلية. الأمر الذي أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل، وشغل الكثيرون بحثا عن تفسير له. كما انتشرت العديد من التفسيرات الخيالية والخرافات حول هذا الأثر الضخم.
كف بوذا، هكذا يطلق عليه في منغوليا، حيث يعتبر معلمًا دينيًا وتاريخيًا بارزًا هناك. يقع تحديدًا في الأراضي العشبية بالقرب من مدينة إرينهوت في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يتميز الأثر بتكوين صخري ضخم يشبه راحة يد ضخمة، مما أكسبه اسمه المميز. ويغطي مساحة تبلغ حوالي 40 ألف متر مربع، أي ما يعادل حجم ستة ملاعب كرة قدم كبيرة.
قصة كف بوذا
يعتبر كف بوذا ليس فقط مجرد قطعة فنية غريبة ومذهلة على سطح الأرض، بل دليل غير عادي على الإبداع البشري أو إبداع الطبيعة، نظرًا لتكوينه الضخم على مساحة شاسعة من منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمال الصين، حيث يزين الأراضي العشبية بالقرب من مدينة إرينهوت.
يمتد "كف بوذا" الضخم على مساحة مذهلة تبلغ 40 ألف متر مربع، أي ما يعادل ستة ملاعب كرة قدم. ويأسر الخيال باعتباره علامة مميزة لم يمحها الزمن على الإبداع البشري.
يجمع كف بوذا، بين الدقة المتناهية في التصميم، والتوازن الدقيق والجمال الخام بالقدرة على الإبداع والتنفيذ. لذلك، تجذب راحة اليد الضخمة انتباه المارة، وتثير شعورًا بالدهشة والفضول. كما يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة جدا.
خرافات حول كف بوذا
هناك العديد من الأساطير والخرافات المرتبطة بهذا المعلم الضخم والغريب. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز هذه الخرافات والنظريات الغريبة:
إنسان عملاق
في البداية، تداول البعض أسطورة أن هذا المعلم عبارة عن بصمة يد صنعها إنسان عملاق. لذلك، ربطها سكان المنطقة باسم بوذا، باعتباره رمزًا وصاحب مكانة كبيرة لديهم، واعتبروا أنها أثره على الأرض.
ظواهر خارقة
يعتقد البعض الآخر أنها علامة على غزو كائنات من عوالم أخرى للأرض. أو ربما مرتبطة بسحر ما أو طقوس في زمن قديم.
خدعة
يعتقد بعض الناس أيضًا أن بصمة اليد هي خدعة وليست حقيقة. وأنها مجرد صورة صممها شخص لإثارة الجدل على مواقع التواصل وزيادة التفاعل.
حقيقة كف بوذا
في عام 2012، زعم فريق من العلماء المنغوليين والأمريكيين أنهم قاموا بدراسة كف بوذا. واستخدموا مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك المسح بالليزر والمسح التصويري، لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد مفصل لبصمة اليد. كما قاموا بجمع عينات من الصخور حول بصمة اليد لمزيد من التحليل.
وزعم العلماء أن عمر كف بوذا حوالي 3500 سنة. وأشاعوا أيضا أنهم وجدوا أن بصمة اليد ليست مصنوعة من جلد الإنسان، بل من نوع من المعدن يسمى الليمونيت. وهذا يشير إلى أن بصمة اليد لم تكن من صنع الإنسان، بل من خلال عملية طبيعية.
إلا أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد السبب الدقيق لإصابة كف بوذا التي تظهر في إحدى الأصابع. ويعتقدون أنه من الممكن أن يكون سببها عدد من العوامل، مثل التآكل، أو التجوية، أو التفاعلات الكيميائية.
لكن، بعد سنوات تم نفي هذه المزاعم تماما، واتضح حقيقة أن بصمة اليد العملاقة من تصميم شركة كبيرة، وهي شركة استثمارية تسمى "COSCO Hengfeng Holdings". Co., Ltd." والتي تقوم ببناء فن المناظر الطبيعية بشكل واسع النطاق بدءًا من عام 2013، حيث قامت ببناء هذا التصميم بتكلفة بلغت 600 مليون يوان.
وتنتمي هذه البصمة إلى فن المناظر الطبيعية الذي بدأ في الولايات المتحدة في السبعينيات، وهو امتداد لفن الرسم والنحت في الهواء الطلق باستخدام عناصر الطبيعة، حيث يستخدم هذا الفن بشكل أساسي التضاريس الجيولوجية والظروف الطبيعية لإنشاء أعمال فنية، ويحاول عدم تدمير البيئة الطبيعية، والتأكيد على الانسجام بين الإنسان والطبيعة، وهو شكل فني جديد نسبيًا.
الأنشطة السياحية
لا يزال لغز كف بوذا دون حل، لكنه لا يزال يبهر زوار المنطقة، حيث يعد كف بوذا وجهة سياحية شهيرة. يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة في التضاريس المحيطة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، وزيارة المعابد البوذية القريبة. كما يمكنهم أيضًا المشاركة في احتفالات دينية تقام في الموقع.
ويعتبر أفضل وقت لزيارة كف بوذا من مايو إلى سبتمبر، عندما يكون الطقس دافئًا وجافًا. ويمكن الوصول إلى الموقع بالحافلة أو السيارة. وعلى المسافرين التأكد من ارتداء ملابس مناسبة للمشي لمسافات طويلة، وحمل الكثير من الماء والوجبات الخفيفة.
معلومات عن كف بوذا
منذ ظهور هذه البصمة العملاقة وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت العديد من المعلومات المغلوطة حولها. وفي السطور التالية نستعرض معكم أهم الحقائق المؤكدة عنها.
. بصمة ضخمة شمال شرق مدينة إرينهوت، في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم.
. الموقع الدقيق هو خط عرض 43 درجة شمالًا وخط طول 112 درجة شرقًا.
. البصمة مرئية بوضوح من مسافات بعيدة جدا.
. يظهر تقدير تقريبي أن البصمة هذه تغطي مساحة قدرها 40 ألف متر مربع، وهي أكبر مرات لا تحصى من تلك الآثار العملاقة.
. انتشرت العديد من الخرافات حول بصمة اليد العملاقة، وبدأ بعض الناس في التكهن بأنها أثر لزيارة كائنات فضائية. أو أنه عبارة عن بصمة يد صنعها إنسان عملاق.
. كشفت شركة استثمارية عملاقة أنها صاحبة هذا التصميم الفريد الذي ينتمي إلى فن معروف باسم فن المناظر الطبيعية.
. احتاج هذا التصميم حوالي 30 فنانا الذين جاءوا إلى مدينة إرينهوت لإنشاء هذا التصميم.
. بلغت تكلفة بناء هذا التصميم العملاق 600 مليون يوان.
في النهاية، يعتبر كف بوذا لغزًا فريدًا يجمع بين الأهمية الدينية والتاريخية والجمال الطبيعي. يوفر هذا المكان فرصة رائعة للزوار لتجربة الثقافة البوذية في منغوليا، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، ومعرفة المزيد عن التاريخ الغني للمنطقة.