كل ما تريد معرفته عن التوقيت الشتوي.. أسبابه وآثاره الجانبية

  • تاريخ النشر: منذ يوم

في هذا الوقت من العام، تقوم بعض الدول حول العالم بتأخير عقارب الساعة إلى الوراء للعديد من الأسباب

مقالات ذات صلة
التوقيت الصيفي Daylight saving time وكل ما تريد معرفته عنه
الصداع النصفي.. كل ما تريد معرفته عن أسبابه وأسرع علاج له
الذئبة الحمراء.. كل ما تريد معرفته عن أسبابه وأعراضه وعلاجه

عاد ذلك الوقت من العام الذي تقوم فيه بعض الدول حول العالم بتأخير عقارب الساعة إلى الوراء، فيما يعرف باسم التوقيت الشتوي. ورغم أن هذه العادة لها بعض المميزات الاقتصادية، خصوصا فيما يتعلق بترشيد الطاقة، إلا أنها تأتي أيضا مع بعض الآثار الجانبية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

على سبيل المثال، عندما نقوم بتأخير عقارب الساعة، فإن ساعتنا البيولوجية الداخلية قد لا تتكيف على الفور مع التوقيت الجديد. تؤثر الساعة البيولوجية الداخلية، وهي الساعة التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ والجوع لدينا، بشكل كبير على العديد من العمليات الجسدية والعقلية والسلوكية لدينا. وبالتالي يؤثر تأخير الساعة على كل ذلك.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة التوقيت الشتوي، أسبابه وفوائده وأضراره. وكيف يحتاج الجسم وقتا للتكيف مع هذا التغيير لتنظيم الساعة البيولوجية الداخلية ودورها في جودة النوم.

ما هو التوقيت الشتوي؟

يمكن تعريف التوقيت الشتوي بأنه نظام تعتمد عليه بعض الدول حول العالم، يقوم على فكرة تعديل الوقت الرسمي في منطقة زمنية معينة. يتم هذا التعديل بتحريك عقارب الساعة ساعة واحدة إلى الوراء مقارنة بالتوقيت الصيفي. ويبدأ تطبيق هذا التعديل عادة خلال فصل الشتاء، وذلك بهدف تحقيق أقصى استفادة من ضوء النهار خلال ساعات العمل والدراسة.

متى يبدأ التوقيت الشتوي؟

في أغلب الدول التي تعتمد نظام التوقيت الشتوي، يتم تفعيل هذا الإجراء في الخميس الأخير من شهر أكتوبر. أي قبل بداية شهر نوفمبر مباشرة. وكما سبق وأشرنا، يتم تحريك الساعة إلى الوراء ساعة واحدة، مقارنة بالتوقيت الصيفي. ومعها يتم ترحيل مواقيت الصلاة والشروق وغيرها أيضا ساعة واحدة إلى الوراء.

أي أن تطبيق التوقيت الشتوي يتم عادة في نهاية فصل الخريف. وهذا يعني أن الساعة الثانية صباحا تصبح الساعة الحادية عشر مساءً. وتستمر هذه التعديلات حتى نهاية فصل الشتاء، حيث يتم العودة إلى التوقيت الصيفي.

أسباب تطبيق التوقيت الشتوي

يتساءل كثيرون: ما أسباب تطبيق التوقيت الشتوي؟ في محاولة للتعرف على المبررات التي تلجأ بسببها بعض الدول إلى هذه الاستراتيجية، رغم تأثيرها على جودة حياة الأفراد. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز الأسباب.

ترشيد استهلاك الطاقة

من خلال تأخير بداية النهار بساعة واحدة، يتم تشجيع الناس على الاستيقاظ لاحقا. وبالتالي يؤدي ذلك إلى تقليل الاعتماد على الإنارة الاصطناعية خلال ساعات الصباح الباكر.

المواءمة مع نمط الحياة

يعتبر من أهداف التوقيت الشتوي، جعل ساعات النهار تتزامن بشكل أكبر مع ساعات النشاط اليومي. يوفر ذلك إلى حد ما شعوراً أكبر بالراحة والاستقرار.

التوافق مع الدول المجاورة

في بعض الحالات، يتم تفعيل نظام التوقيت الشتوي من أجل ضمان التزامن الزمني مع بعض الدول المجاورة. يسهل ذلك بعض المهمات والأنشطة التجارية والاتصالات.

أضرار التوقيت الشتوي

مع بداية تطبيق التوقيت الشتوي، يواجه الأشخاص بعض الآثار السلبية التي تؤثر على جودة حياتهم. ويمكن أن تتسبب في مشاكل نفسية وصحية في بعض الأحيان. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرزها:

النوم

في الأيام الأولى بعد تغيير الوقت، قد تواجه صعوبة في الاستيقاظ في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى الاستيقاظ مبكرًا جدًا. قد تجد نفسك تتقلب في السرير لفترة طويلة قبل أن يرن المنبه، مما يتركك متعبًا طوال اليوم.

يشير الباحثون إلى أن ذلك يحدث نتيجة أن هذا التغيير يؤثر على الساعة البيولوجية الداخلية للجسم، مما يجعل الاستيقاظ في الصباح أكثر صعوبة، خاصة في الأيام التي يكون فيها شروق الشمس متأخرا.

الصحة النفسية

يشعر الكثير من الناس بحزن شديد مع اقتراب فصل الشتاء وقصر الأيام. هذا الشعور ليس غريباً، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً باضطراب المزاج الموسمي، المعروف أيضاً باسم "اكتئاب الشتاء". يؤثر هذا الاضطراب على ملايين الأشخاص، ويسبب أعراضاً متنوعة.

من بين هذه الأعراض، يمكن أن يشعر المصابون بانخفاض ملحوظ في حالتهم المزاجية، ورغبة قوية في الإفراط في تناول الطعام. كما قد يفقدون الاهتمام والمتعة في الأنشطة اليومية التي كانوا يستمتعون بها سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، قد يعانون من الشعور بالخمول والرغبة في النوم لفترات أطول من المعتاد.

كذلك، يمكن أن يؤثر تغيير الوقت في الخريف على الصحة النفسية، خاصة للأفراد المعرضين للانتحار.

الصحة البدنية

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي قصر النهار إلى الشعور بقلة الطاقة، مما يؤثر على الحياة اليومية بشكل عام. كما تؤكد الأبحاث العلمية وجود ارتباط مباشر بين تغيير الوقت وتدهور الصحة العامة. فمع بداية فصل الربيع، يؤدي الانتقال إلى توقيت الصيف إلى زيادة ملحوظة في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

أما مع حلول فصل الخريف، فإن العودة إلى التوقيت الشتوي قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما تشير إحدى الدراسات. وقد أكدت دراسة أخرى أجريت في فنلندا ارتفاع معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 8% خلال اليومين الأولين بعد تغيير الوقت.

نصائح للتعامل مع التوقيت الشتوي

على الرغم من الفوائد التي يقدمها التوقيت الشتوي، إلا أنه لا يزال هناك جدل حول فاعليته وأثره على صحة الإنسان وسلوكه. خاصة أن بعض الدراسات تشير إلى أن تغيير التوقيت قد يؤدي إلى زيادة في حوادث المرور والإصابة بالاكتئاب. وفي السطور التالية، نستعرض معكم طرق التعامل مع فكرة تغيير التوقيت.

لا للنوم النهاري

من المهم الالتزام بجدول نوم ثابت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. يمنع هذا المزيد من خلل الساعة البيولوجية الخاصة بجسمك.

بيئة نوم مثالية

حاول توفير بيئة نوم مثالية داخل غرفتك. على سبيل المثال، استخدم سدادة الأذن وأقنعة العين، وأزل الأجهزة الإلكترونية، حيث يمكن أن تغير هذه الأجهزة إحساس دماغك بالليل والنهار.

أشعة الشمس

خلال ساعات النهار، استفد بأشعة الشمس قدر الإمكان. يمكن أن يساعد زيادة الضوء الصباحي في إعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية لديك، وتعزيز مزاجك، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب المزاج الموسمي.

التمارين الرياضية

تلعب التمارين الرياضية دورا مهما في تنظيم النوم العميق في الليل. كلما زادت ممارستك للتمارين الرياضية، زاد نومك العميق. وبطبيعة الحال، يساعدك النوم العميق على الشعور بالانتعاش عند الاستيقاظ.