كل ما تريد معرفته عن تأخر النطق لدى الطفل.. العلامات والعلاج
يواجه بعض الأطفال صعوبات في اكتساب مهارات الكلام مما يعيق قدرتهم على التفاعل
تمثل اللغة ركيزة أساسية في حياة الإنسان، فهي الوسيلة التي نعبر من خلالها عن احتياجاتنا ومشاعرنا وأفكارنا. تساعدنا على التواصل، ونكوّن من خلالها علاقات مع من حولنا. وباعتبار إن الكلام أداة رئيسية للتواصل، خاصة عند الأطفال، فمن المقلق أن يتأخر طفلك عن النطق أو التعبير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بالفعل، يواجه بعض الأطفال صعوبات في اكتساب مهارات الكلام، مما يسبب لهم شعورا بالإحباط. كما يعيق قدرتهم على التفاعل مع العالم الخارجي. وهذا ما يطلق عليه اسم تأخر النطق.
وفي التقرير التالي، نستعرض معك كل ما تريد معرفته عن مشكلة تأخر النطق عند الأطفال في السنوات الأولى من حياتهم، وما هي أسبابها وعلاماتها؟ وكيف يمكن علاجها؟ بالإضافة إلى مجموعة من النصائح للأسر والآباء لوقاية أبنائهم من هذه الحالة.
ما هو تأخر النطق؟
تأخر النطق، المعروف أيضًا باسم تعذر الكلام أو البكامة، هو مصطلح يستخدم لوصف الأطفال الذين لا يطورون مهاراتهم اللغوية بمعدل نموذجي مقارنة بأقرانهم. قد يعاني الطفل من تأخر النطق إذا واجه صعوبة في فهم اللغة أو التعبير عن نفسه باستخدام الكلمات.
ويختلف النطق عن اللغة، حيث يشير النطق إلى العملية الفعلية لإصدار الأصوات، وذلك باستخدام أعضاء وتراكيب الجسم مثل: الرئتين، والأحبال الصوتية، والفم، واللسان، والأسنان، وما إلى ذلك.
ما هي أعراض تأخر النطق؟
يشير تأخر النطق إلى تأخرٍ في تطور مهارات الكلام لدى الطفل، مقارنةً بأقرانه من نفس الفئة العمرية. وتختلف علامات تأخر النطق المقلقة حسب الفئة العمرية، وتشمل بعض أعراض تأخر النطق ما يلي:
في عمر 12 شهرًا
يبدأ الأمر بعدم استخدام الإيماءات مثل: التلويح بيده للوداع، والإشارة إلى الأشياء. أو عدم استخدام عدة أصوات متناغمة مختلفة، وعدم إصدار أصوات عالية للتعبير عن الاحتياجات.
في عمر 18 شهرًا
نطق أقل من 5 كلمات. بالإضافة إلى صعوبة فهم ما يقوله الطفل، ومواجهته صعوبة في تقليد أصوات الكلام.
في عمر 24 شهرًا
نطق أقل من 20 كلمة، مع عدم القدرة على تكوين جمل من كلمتين. إلى جانب مواجهة صعوبة في اتباع التعليمات البسيطة.
في عمر 3 سنوات
نطق أقل من 50 كلمة، مع صعوبة فهم ما يقوله الطفل حتى من قبل أفراد الأسرة. وكذلك، ارتكاب أخطاء متكررة في النحو والبناء.
أعراض شائعة في أي عمر
يظهر الطفل صعوبة في اتباع التعليمات، أو يواجه صعوبة في بناء قاموسه اللغوي، أو يفتقر إلى مهارات التواصل الاجتماعي.
ما هي أسباب تأخر النطق؟
هناك العديد من أسباب تأخر النطق، والتي تختلف من طفل إلى آخر، ومن فئة عمرية إلى أخرى. ولكن يمكن أن نذكر أكثرها شيوعا، وتشمل:
الحالات الطبية
يمكن أن تشمل تلك الحالات الطبية بعض المشاكل مثل: فقدان السمع، وشلل الحنك، وتشوهات الفم، واللسان، والأسنان. وتعتبر الأكثر شيوعا عدم تمكن الطفل من سماع الأصوات بشكل صحيح، مما يؤثر على قدرته على تعلم اللغة.
اضطرابات التطور
تتمثل تلك الاضطرابات في حالات مثل: التوحد، ومتلازمة داون، والتأخر العقلي. كذلك، قد يتأخر بعض الأطفال في جميع مجالات النمو، بما في ذلك اللغة.
الصعوبات الحركية
يتمثل ذلك في تعذر الأداء النطقي عند الأطفال مع صعوبة التحكم في عضلات الفك وغيرها. كما قد يعاني الطفل من تشوهات في الفم أو اللسان أو الأسنان تجعل من الصعب عليه تكوين الأصوات بشكل صحيح.
الاضطرابات الحسية
قد يعاني الطفل من اضطرابات حسية مثل: اضطرابات معالجة السمع.
العوامل البيئية
قد يتسبب قلة التعرض للغة وعد إتاحة الفرصة له للتفاعل مع الآخرين.، أو الحرمان من الرعاية، في تأخر النطق لدى الأطفال.
كيفية تشخيص تأخر النطق؟
يمكن تشخيص تأخر النطق لدى الأطفال بمجموعة من الخطوات والإجراءات الطبية، من بينها:
التاريخ الطبي
سيستفسر الطبيب عن تاريخ عائلة الطفل الطبي، بما في ذلك أي حالات تأخر في النمو أو مشاكل في السمع أو الكلام.
الفحص البدني
سيفحص الطبيب آذان الطفل وفمه ولسانه للتأكد من عدم وجود أي تشوهات جسدية قد تؤثر على النطق.
اختبارات التنمية
قد يجري الطبيب اختبارات لقياس مهارات اللغة والسمع والمهارات الحركية للطفل.
طرق علاج تأخر النطق
يعتمد علاج تأخر النطق على السبب الكامن وراءه، وفي السطور التالية، نستعرض معكم بعض العلاجات الشائعة للإجابة على سؤال ما هي طرق علاج تأخر النطق؟
العلاج الطبيعي
يساعد العلاج الطبيعي في تحسين المهارات الحركية اللازمة للنطق.
العلاج الوظيفي
يساعد العلاج الوظيفي في تحسين المهارات الحسية والتواصلية.
النطق واللغة
يمكن أن يساعد هذا العلاج في تحسين مهارات التواصل، وفهم اللغة، وإنتاج الكلام.
الأدوات المساعدة
يمكن الاستعانة بأدوات مساعدة مثل: أجهزة التواصل البديل والتعزيز للمساعدة على التواصل.
نصائح للوقاية من تأخر النطق
من المهم الإشارة إلى أنك إذا كنت قلقًا بشأن تطور كلام طفلك، فمن المهم مراجعة الطبيب أو أخصائي النطق واللغة في أقرب وقت ممكن. كلما تم تشخيص تأخر النطق مبكرًا، كلما كان العلاج أكثر فاعلية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مجموعة نصائح مهمة للوقاية من تأخر النطق.
تحدث مع طفلك كثيرًا
اقرأ له، غن له، تحدث معه عن يومك، وأشركه في المحادثات.
اقرأ لطفلك
اقرأ لطفلك بانتظام، واشرح له الصور، وطرح الأسئلة عليه.
وفر لطفلك بيئة غنية باللغة
شجع طفلك على الاستماع إلى الموسيقى، ومشاهدة البرامج التعليمية، والتفاعل مع أطفال آخرين.
انتبه إلى علامات تأخر النطق
إذا لاحظت أي علامات مقلقة، فراجع الطبيب أو أخصائي النطق واللغة في أقرب وقت ممكن.
كن صبورًا
قد يستغرق علاج تأخر النطق بعض الوقت، لذا كن صبورًا مع طفلك وشجعه.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن تأخر النطق ليس نهاية العالم. فمع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للطفل التغلب على هذه المشكلة واكتساب مهارات الكلام اللازمة للتواصل الفعال. لذلك، علينا استشارة الطبيب. يمكن للطبيب تقييم طفلك وتحديد ما إذا كان يعاني من تأخر في النطق ووصف العلاج المناسب.