كيف بنيت الأهرامات المصرية؟.. علماء يحلون اللغز أخيرًا

  • تاريخ النشر: السبت، 10 أغسطس 2024

الدراسة الحديثة تشير إلى سر جديد لأول مرة يكشف مدى ذكاء المهندسين المعماريين للأهرامات

مقالات ذات صلة
طالب تونسي يحل لغز حير علماء الفيزياء منذ أكثر من 100 عام
طالب هندي يحل لغز عمره 2500 عام
اكتشاف جديد في لُغز بناء أهرامات الجيزة!

في أبحاث جديدة وصفت بأنها رائدة، أشار علماء إلى أن الأهرامات التي يعود تاريخها إلى حوالي 4500 عام، تم بناؤها باستخدام مصعد يعمل بالمياه. واقترحوا من خلال دراستهم الجديدة أنه تم استخدام شبكة معقدة من القنوات لبناء هذه الأهرامات المتطورة، حيث كان المصريون القدماء يستخدمون المياه المتاحة لتعويم الأحجار الضخمة إلى قمة الأهرامات، بحسب الدراسة.

وأطلق العلماء على هذا النظام اسم "بركان"، حيث كان الماء يتدفق إلى عمود مركزي، مما يرفع طوفًا يحمل الحجر حتى يصل إلى القمة، تمامًا مثل مصعد برج أو تدفق الحمم البركانية من بركان.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

نشرت الدراسة الجديدة في مجلة "Plos One"، ويفترض فيها الباحثون أن القوة المائية تمثل سر بناء الأهرامات الذي يحاول الباحثون التعرف عليه منذ سنوات طويلة.

ركزت الدراسة في أبحاثها على الهرم المدرج للملك زوسر، الذي تم بناؤه منذ 4500 عام. وأشارت إلى إن الأدلة الموجودة في الهرم والمنطقة المحيطة به، تظهر وجود ما يسمى بـ "نظام الرفع الهيدروليكي الموحد الذي يعمل بالمياه".

تفاصيل الدراسة

كانت النظريات السابقة حول كيفية بناء الهرم المدرج تشير إلى أن القدماء المصريين استخدموا نظامًا خاصا من المنحدرات والرافعات، حتى يتمكنوا من إعطاء الأهرامات ارتفاعها الشاهق والمثير للإعجاب. لكن الدراسة الحديثة تشير إلى سر جديد لأول مرة، يتمثل في أن المهندسين المعماريين للأهرامات استخدموا القنوات لبنائها، تمامًا كما كانوا يستخدمون في ذلك الوقت القنوات لري محاصيلهم.

يقول الباحثون من خلال دراستهم: "يشتهر المصريون القدماء بريادتهم وإتقانهم للهيدروليكا من خلال القنوات لأغراض الري والبارجات لنقل الأحجار الضخمة. لذلك، يفتح هذا العمل خطًا بحثيًا جديدًا بعنوان: استخدام القوة الهيدروليكية لإنشاء بعض الهياكل الضخمة التي بناها الفراعنة".

دلائل وبراهين

يؤكد العلماء على نظريتهم التي يحاولون الترويج لها من خلال دراستهم البحثية، بأنهم وجدوا أدلة على نظام موحد لتنقية المياه والهيدروليكية في الهرم المدرج، حيث ينقي المياه من القنوات القريبة، وينظم تدفقها من أجل استغلالها في استخدامات عملية.

ويقدمون دلائل أخرى تتمثل في أن الهرم المدرج ربما تم بناؤه في اتجاه مجرى النهر من منطقة مستجمعات المياه. وأن سياج جسر المدير المثير للجدل القريب من منطقة سقارة، كان يستخدم كمصيدة للرواسب الضخمة، فيما يشبه السد المفتوح. كما يدعي العلماء أنهم اكتشفوا وجودًا محتملًا لبحيرة مؤقتة جافة غرب الهرم، من المحتمل أنها كانت تستخدم لجلب الماء.

وخلص الباحثون دراستهم بأنهم ربما اكتشفوا بذلك تفسيرًا محتملًا لكيفية بناء الأهرامات باستخدام القوة الهيدروليكية. والدليل على ذلك "إن البنية الداخلية للهرم المدرج تتسق مع جهاز رفع هيدروليكي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل" على حد قولهم. ويأمل الباحثون في إجراء مزيد من الأبحاث في المستقبل، على أمل فهم تفاصيل أكثر حول كيفية وطرق عمل نظام رفع المياه المحتمل.

ما علاقة الأهرامات بأحجار ستونهنج؟

يأتي ذلك في الوقت الذي يعتقد فيه الباحثون أنهم قد يكونوا قد حلوا لغز كيفية نقل الأحجار الضخمة لموقع ستونهنج، حيث يزعم البعض أن الأحجار الضخمة لموقع ستونهنج، الواقع بالقرب من أيمسبري في ويلتشاير، نقلت من المحاجر الويلزية باستخدام "طريق حجري". الأمر الذي قد يفسر كيفية وصولها من ويلز إلى سالزبوري بلاين.

وتدعي مجلة الآثار أن المسار الذي كان يعتقد أنه الصحيح، والذي اقترحه H.H. توماس من قبل في عشرينيات القرن الماضي، كان خاطئا. وأن الأحجار نُقلت من بمبروكشاير إلى ويلتشاير على الطريق باستخدام الطرق والأنهار.

نظريات سابقة حول بناء الأهرامات

حيرت طريقة بناء الأهرامات العلماء والباحثين لسنوات طويلة. ولا تزال الأبحاث جارية حتى وقتنا هذا لاكتشاف هذا اللغز المحير، إلا إن هناك بالفعل مجموعة من النظريات التي انتشرت حول الطريقة التي استخدمها المصريون القدماء لبناء هذه المعالم الضخمة، أبرزها:

المنحدرات

تعتبر هذه النظرية الأكثر قبولًا على نطاق واسع. تفترض هذه النظرية أن المصريين بنوا منحدرات ضخمة من الطوب اللبن أو الحجر، وربما مغطاة بالمواد الزلقة، لسحب الكتل الحجرية الضخمة إلى أعلى. مع تقدم البناء، كان يتم تمديد هذه المنحدرات تدريجيًا.

الرافعات

تشير هذه النظرية إلى أن المصريين استخدموا نوعًا من الرافعات البسيطة، ربما مصنوعة من الخشب والحبال، لرفع الكتل الحجرية إلى أماكنها النهائية.

الخرسانة

هناك نظرية أقل شيوعًا تقترح أن المصريين لم يبنوا الأهرامات من كتل حجرية منفصلة، بل استخدموا نوعًا من الخرسانة البدائية لصنع الأحجار، ثم تم صبها في القوالب.

المنحدرات الداخلية

اقترح بعض الباحثين أن المصريين بنوا منحدرات داخلية داخل الهرم نفسه، مما سمح لهم برفع الكتل الحجرية إلى أعلى بشكل أكثر كفاءة.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إنه لا يزال لغز بناء الأهرامات من أكثر الألغاز المحيرة للعلماء والباحثين حول العالم. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه سواء في التكنولوجيا أو التقنيات البحثية المستخدمة، وكذلك في فهم هذه المعالم العظيمة، إلا أننا لا نزال نبحث عن تفسير دقيق مدعوم بدلائل حقيقية حول بناء الأهرامات.

من المحتمل أننا لن نعرف أبدًا الطريقة الدقيقة التي استخدمها المصريون القدماء لبناء الأهرامات، ولكن الدراسات المستمرة والاكتشافات الأثرية الجديدة قد تساعدنا في الكشف عن المزيد من أسرار هذه الإنجازات الهندسية المذهلة.