كيف ستؤثر عودة ترمب للبيت الأبيض على سعر صرف الدولار عالميا؟
مع بدء ارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع عدد من العملات الرئيسية، بدأت الأسواق العالمية تتوقع فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة، وهو ما تأكد لاحقاً مع إعلان انتصاره وعودته للبيت الأبيض في ولاية ثانية بعد 4 سنوات قضاها خارجه.
ومع وصول ترمب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح لا صوت يعلو فوق الحديث عن كيف ستؤثر عودته إلى البيت الأبيض على أسعار الدولار عالمياً، وإلى أي مدى سيؤثر هذا على أسعار العملات والأسهم والسندات عالمياً، وغيرها من الأسئلة حول مستقبل الاقتصاد عالمياً للأربع سنوات القادمة، يحاول "رائج" الإجابة على أبرزها خلال السطور التالية.
ارتفاع الدولار واهتزاز باقي العملات
شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية، ارتفاعاً بنسبة 1.5% بمجرد الإعلان عن فوز ترمب بالرئاسة، وهو أعلى ارتفاع منذ سبتمبر 2022، وكذلك ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو الماضي.
- اقرأ أيضاً
"الرجل العائد من الموت" رئيسا لأمريكا: ماذا يعني هذا للعالم؟
في المقابل، سجل الجنيه الإسترليني انخفاضاً بنسبة 1.1% مقابل الدولار إلى 1.29 دولاراً، فيما تراجع اليورو بنسبة 1.7% إلى 1.074 دولاراً.
تداعيات السياسات الحمائية على العملات والأسواق العالمية
تعهد ترمب في كلمة ألقاها أمام أنصاره بعد وقت قصير من حصوله على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي (الرقم الذي يستلزم على المرشحين الوصول إليه للفوز بالانتخابات)، بأن تكون إدارته حمائية، وتسيطر على الهجرة غير الشرعية، وترفع التعريفات التجارية.
ولم تمض دقائق قليلة على تصريحات ترمب تلك، حتى تعرضت العملة المكسيكية لضربة قوية، كما كان للأسواق الصينية نصيب أيضاً من وقع تصريحات ترمب، فلم يكن من قبيل الصدفة أن انخفضت مؤشرات شنغهاي وهانغ سنغ في هونغ كونغ في ختام تعاملات اليوم.
تفاؤل في أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية
وفي المملكة المتحدة، ارتفع مؤشر FTSE 100، وسط توقعات المحللين بأن الشركات الكبرى ستستفيد من سياسات ترمب الاقتصادية.
كما ارتفعت أسهم قطاع السفر والدفاع والطيران في التعاملات المبكرة، فيما سجلت بورصة وول ستريت مكاسب قوية مع ارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 2% وناسداك 100 بنسبة 1.7%.
وساهم وضوح نتيجة الانتخابات في تهدئة مخاوف المستثمرين، وسط تفسيرات باستفادته من قاعدة اقتصادية قوية عند عودته إلى البيت الأبيض، رغم أن الفضل فيها لسياسات بايدن.
ورغم وعوده بخفض الفائدة والضرائب وزيادة التعريفات الجمركية، يرى المستثمرون أن السياسات الجديدة قد تعزز من قوة الاقتصاد الأمريكي.
ترقب عالمي لتوجهات ترمب الجديدة
كما أثارت تصريحات ترمب في فلوريدا، التي لم ركز فيها على الرسوم الجمركية، بعض الأمل لدى المستثمرين الدوليين في أن تكون سياسته التجارية أقل تشددًا، مما يعزز من فرص التعاون الدولي.
ويُعتبر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" من أكثر المستفيدين من عودة ترمب، حيث قفزت أسهم "تسلا" المدرجة في فرانكفورت بفضل التوقعات الإيجابية لعودة ترمب إلى الرئاسة.
ورغم أن تولي ترمب لمنصبه رسميًا سيحتاج بضعة أسابيع، إلا أن الأسواق المالية، باستثناء المكسيك والصين، أبدت تفاؤلها بتوجهات سياساته الاقتصادية المقبلة.
قفزة في أسهم الشركات الصغيرة والعملات الرقمية
لم يكن تأثير ترمب مقتصراً على الشركات الكبرى فقط، بل شمل أيضاً الأسهم الأصغر حجماً حيث ارتفع مؤشر راسل 2000 بنسبة 5.1%.
وشملت القفزة حتى قطاع العملات الرقمية، إذ ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 7% ليصل إلى 75,389 دولارًا، مدفوعًا بوعود ترمب بجعل الولايات المتحدة "قوة عظمى في مجال البيتكوين".
- اقرأ أيضاً