كيف يتسبب داء القطط بإجهاض الجنين وما أهم طرق الوقاية منه؟
يُعتبر داء القطط والذي يعرف أيضًا بداء المقوسات أو داء البلازميات السمية عدوى طفيلية يسببها نوع من الطفيليات، ورغم أن هذا المرض مرتبط بانتقاله من خلال براز القطط إلا أن العدوى قد تنتقل إليك بواسطة طرق أخرى تشكل جزءًا من ممارسات يومية ربما لا تنتبه لها، ولا بد أنك سمعت عن ارتباط هذا المرض بإجهاض الجنين أو التسبب بمشكلاتٍ صحية قد تهدد حياته، لذا فإن معرفة كيفية انتقال العدوى إلى الإنسان يعتبر ضروريا جدًا لأخذ التدابير اللازمة للحد من الإصابة والتي سنتطرق إليها اليوم في مقالنا التالي، بالإضافة إلى نصائح خاصة بمحبي القطط.
أعراض داء القطط:
معظم الأشخاص المصابين بداء القطط لا تظهر عليهم أعراض حتى إنهم لا يعلمون بإصابتهم، وخاصة الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم، بينما قد يعاني البعض الآخر من علامات تشبه أعراض الإنفلونزا، والتي قد تستمر لمدة شهر أو أكثر وعادةً ما تتلاشى من تلقاء نفسها، ومنها:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
- الصداع.
- الحمى.
- التهاب الحلق.
- آلام العضلات.
- التعب والإرهاق.
- تورم العقد اللمفاوية وخاصة في الرقبة.
لكن قد تكون الأعراض أكثر خطورة وحدة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ضعف جهاز المناعة نتيجة الإصابة بمرض الإيدز، أو تلقي العلاج الكيميائي، أو الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء، كما أن العدوى قد تتجدد لديهم مرة أخرى بعد الإصابة السابقة، وتشمل هذه العلامات:
- التهاب الدماغ، والذي يتسبب بالصداع، والارتباك أو التشويش، وسوء تناسق الحركة، وحدوث نوبات.
- مشكلات في الرئة تتسبب بالسعال، والحمى، وضيق التنفس.
- التهاب شبكية العين مما يتسبب بضبابية الرؤية وألم في العين، بما يُعرف بداء المقوسات العيني.
داء القطط والحمل:
إذا أصيبت الحامل بالعدوى قبل الحمل أو خلاله فقد تنتقل العدوى إلى الجنين، حتى لو لم تظهر عليها أعراض الإصابة ويعرف بداء المقوسات الخلقي، ويكون الجنين أكثر عرضة للإصابة إذا أصيبت الأم في الثلث الأخير من الحمل، بينما يكون أقل عرضة للإصابة إذا أصيبت في الثلث الأول، لكن كلما كانت إصابة الجنين في وقت مبكر من الحمل، ازدادت احتمالية تعرضه لمضاعفات خطيرة، حيث إن العديد من الحالات قد تتعرض للإجهاض أو الوفاة، وحتى إن تخطت هذه المخاطر فإنها ستكون عرضة لمشكلات صحية.
وتشمل هذه المشكلات أو أعراض داء القطط الخلقي عند الأطفال النوبات، واليرقان الذي يتمثل باصفرار بياض العينين أو الجلد، وتضخم الطحال والكبد، ومع ذلك فإن معظم حديثي الولادة المصابين لا تظهر عليهم بعض علامات المرض مباشرة بما في ذلك الإعاقة العقلية، وفقدان السمع، ومشاكل العين، والتي قد تظهر لاحقًا خلال حياتهم.
أسباب الإصابة بداء القطط وكيفية انتقال العدوى إلى الإنسان:
يعتبر توكسوبلازما غوندي (Toxoplasma Gondii) وهو كائن طفيلي وحيد الخلية السبب الرئيسي للإصابة بداء القطط، والذي يقوم بتكوين أكياس في أعضاء الجسم كالدماغ والنسيج العضلي، وفي حال كان جهازك المناعي يعمل بكفاءة فإن الطفيل يبقى خاملًا وتحت السيطرة ويمنحك مناعة طوال الحياة، بخلاف الجسم الذي لديه جهاز مناعة ضعيف والذي سيعاني أعراضا شديدة وتجدد العدوى كما ذكرنا سابقًا، وتعتبر الطرق التالية هي الأكثر شيوعًا لانتقال الطفيل إلى الإنسان:
- براز القطط الملوث بالطفيل، وذلك في حال لامست فمك بيدك بعد التعامل مع أسطح أو أشياء ملوثة ببراز القطط.
- الطعام والشراب الملوث، مثل: أكل اللحوم النيئة وغير المطبوخة جيدًا كلحم الضأن والخنزير والغزال، وتناول منتجات الألبان غير المبسترة، وشرب الماء الملوث، بالإضافة إلى أكل المنتجات الزراعية الملوثة كالخضروات والفاكهة أو إهمال غسلها جيدًا.
- إعداد الطعام بواسطة أدوات ملوثة استخدمت سابقًا في تقطيع أو إعداد لحم نيئ ملوث بالطفيليات كالسكاكين وألواح التقطيع والأوعية.
- تلقي الدم أو زرع عضو من شخص مصاب بالمرض لكنه يعتبر سببًا نادرًا.
طرق الوقاية من داء القطط:
- ارتداء القفازات أثناء العمل في الزراعة أو التربة، بالإضافة إلى غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعدها مباشرة وخاصة قبل لمس فمك أو الأكل بيديك.
- تجنب أكل أو تذوق اللحوم النيئة وغير المطهوة جيدًا.
- غسل الخضروات والفاكهة جيدًا ويُفضل تقشيرها قبل أكلها.
- لا بد من غسل الأدوات المستخدمة في إعداد اللحوم النيئة كألواح التقطيع والسكاكين والأواني بالصابون والماء الساخن قبل استخدامها مرة أخرى، كذلك اغسل يديك جيدًا بعد التعامل مع اللحم النيئ.
- ابتعد عن شرب منتجات الألبان غير المبسترة.
أما إن كنت من محبي القطط ومربيها فإننا نوصيك باتباع هذه النصائح لضمان الوقاية من العدوى:
- احرص على بقاء قطتك في المنزل وعدم نزولها إلى الشارع، بالإضافة إلى تجنب إطعامها اللحوم النيئة.
- تجنب قطط الشوارع وكذلك اللعب معها.
- في حال رغبت في تبني قطة أو تربيتها لا بد من إخضاعها للفحص قبل إدخالها منزلك، والتأكد من نتائج التحليل والتي قد تستغرق وقتًا للظهور.
- ضرورة ارتداء القفازات وقناع الوجه عند تنظيف صندوق الفضلات الخاص بقطتك والمطلوب تنظيفه يوميًا، مع الحرص على غسل يديك بالماء والصابون بعدها.
تحليل داء القطط وتفسير نتائج الاختبار:
يتم تشخيص داء القطط من خلال إجراء تحليل للدم للتأكد من وجود الأجسام المضادة والتي ينتجها الجسم استجابة للعدوى، وفي حال كانت النتيجة سلبية فهذا يعني إما إنه قد تم فحصك في وقت مبكر في مسار المرض بحيث إن الجسم لم يكون أجسامًا مضادة بعد وبالتالي فإن الطبيب سيطلب إعادة التحليل بعد عدة أسابيع، أو أنك غير مصاب بالعدوى وليس لديك مناعة ضدها.
أما النتيجة الإيجابية فتعني أن لديك عدوى نشطة، أو أنك تعرضت للإصابة سابقًا وجسمك قد كون مناعة ضد المرض، وبالنسبة للحامل إذا ثبتت إصابتها فإنه لا بد من فحص الجنين من خلال اختبار يُسمى بزل السلى والذي يتضمن أخذ عينة من السائل السلوي للتأكد من إصابته.
علاج داء القطط:
غالبًا لا يحتاج الشخص السليم إلى العلاج طالما لا يشتكي من أي أعراض، لكن في حال ظهرت عليه أعراض شديدة يتم علاجه من خلال أدوية معينة بوصف الطبيب، أما بالنسبة لعلاج داء القطط للحامل فإن مسار العلاج مختلف نوعًا ما، لأن الطبيب يصف الأدوية آخذًا بالاعتبار عمر الحمل، ووقت حدوث العدوى هل حدثت قبل الأسبوع 16 أم بعد ذلك، بالإضافة إلى ثبوت إصابة الجنين من عدمها أو احتمالية إصابته مرتفعة.