كيف يتكون اللؤلؤ داخل المحار؟.. عملية تستغرق سنوات
تتميز اللآلئ بتنوعها المذهل، حيث تظهر بألوان زاهية وأشكال متعددة وأحجام مختلفة
يعتبر اللؤلؤ من الأحجار الكريمة الفريدة التي لا تتكون في باطن الأرض مثل معظم الأحجار الثمينة الأخرى. بدلا من ذلك، تتشكل هذه الجواهر المتلألئة داخل أجسام الرخويات البحرية، مثل المحار والصدف، بشكل مثير للدهشة. ولكن كيف يحدث ذلك؟ هذا ما نعرفه في السطور التالية.
كيف يصنع المحار اللؤلؤ؟
على عكس الاعتقاد الشائع، لا تلعب حبيبات الرمل أي دور في تكوين اللؤلؤ. في الواقع، ينشأ اللؤلؤة عندما يدخل جسم غريب، مثل جسيم غذائي أو طفيلي، بين صدفتي الرخويات. في محاولة للدفاع عن نفسها، تقوم الرخويات بإفراز مادة خاصة تحتوي على مركبات كيميائية معينة، مثل الأراغونيت، وهو نوع من الكربونات، بالإضافة إلى الكونكيولين، وهو نوع من البروتين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عندما تختلط هذه المواد مع الجسم الغريب، تتكون مادة متألقة تسمى "اللؤلؤ الأم" أو "عرق اللؤلؤ". وبمرور سنوات، تتراكم طبقات متعددة من هذه المادة حول الجسم الغريب، وتتشكل في النهاية لؤلؤة جميلة ومتلألئة.
مميزات اللؤلؤ
تتميز اللآلئ بتنوعها المذهل، حيث تظهر بألوان زاهية وأشكال متعددة وأحجام مختلفة، تماما كما لا يوجد بصمتين متطابقتين، فإن كل لؤلؤة تتمتع بجمال فريد من نوعه. وهذا ينطبق حتى على اللآلئ المستزرعة من المياه العذبة، والتي تمثل نتاجا للتدخل البشري في عملية تكوينها.
كيف يتم استزراع اللؤلؤ؟
يقوم المزارعون بزرع حبة صغيرة مصنوعة من مادة الصدف داخل بلح البحر، وهذا الأمر يحفز بلح البحر على إفراز مادة اللؤلؤ التي تتكون حول تلك الحبة. ووفقا لمعهد الأحجار الكريمة الأمريكي، فإن معظم اللآلئ المتوفرة في الأسواق حاليا هي من النوع المستزرع.
خرافات حول اللؤلؤ
لطالما سحرت اللآلئ بجمالها اللامع وجاذبيتها الفريدة على مر العصور، وفي مختلف الثقافات. في التراث الشعبي الهندوسي، كانت هناك اعتقاد شائع بأن قطرات الندى التي تسقط من القمر في البحر تتحول إلى لآلئ براقة. بينما في الأساطير اليونانية، كانت هناك رواية تقول بأن اللآلئ هي عبارة عن دموع الفرح التي سقطت من عيني آلهة الحب والجمال أفروديت، وذلك وفقا لما ذكره اتحاد الأحجار الكريمة الأمريكي.
شخصيات تاريخية وعلاقتها باللؤلؤ
حظي اللؤلؤ بتقدير كبير على مر العصور، حيث كان يعتبر من الأحجار الكريمة الثمينة التي تعادل قيمتها، إن لم تتجاوز، قيمة الذهب والماس. فقد استُخدم اللؤلؤ بشكل واسع في صناعة المجوهرات الراقية، كما كان يعتبر وسيلة مرموقة للتبادل التجاري بين الأمم.
ويظهر هذا التقدير العالي للؤلؤ ارتباطه الوثيق بالطبقات الراقية في المجتمعات القديمة. في عهد الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، صدر قانون يمنع ارتداء اللؤلؤ إلا من قبل الأرستقراطيين أثناء وجودهم في روما. كما تروي الأسطورة الشهيرة أن الملكة كليوباترا، في محاولة لإبهار حبيبها مارك أنتوني، قامت بحل قرط لؤلؤ ثمين في الخل وشرب الخليط، وذلك في رهان جريء أذهل محاورها.
وتستمر جاذبية اللؤلؤ حتى يومنا هذا، حيث لا يزال يعجب الناس بجماله الأخاذ والطريقة الفريدة التي يتكون بها داخل صدف المحار.