لغز "وفاة روبوت بالعمل" يثير حيرة حول مستقل الذكاء الاصطناعي

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024
مقالات ذات صلة
ثعابين بالشارع في بريطانيا: لغز يثير الحيرة
صور: لغز مملكة الأقزام في الصين يثير حيرة العلماء
التمثال الفرعوني المصري اللغز الذي تحرك و حير العلماء

أثارت حادثة غريبة في كوريا الجنوبية جدلاً واسعاً عالمياً خلال عام 2024، حيث تم العثور على أحد روبوتات الذكاء الاصطناعي العاملة في بلدية مدينة غومي، غير قادر على الحركة أسفل درج يبلغ ارتفاعه مترين.

الواقعة التي وُصفت بأنها "أول حالة انتحار روبوت"، فتحت نقاشاً واسعاً عالمياً حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، ودفعت الكثيرين للتساؤل: هل كان الأمر خطأ ميكانيكياً أم عملاً متعمداً بعد تعرض الروبوت للضغط المتزايد؛ بسبب المهام الكثيرة التي يؤديها؟، حيث أثيرت تكهنات عدة حول احتمال تعرضه للانهيار ما أرغمه على إنهاء حياته.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

روبوت أم كائن حساس؟

وسائل الإعلام العالمية سلطت الضوء على الحادثة حينها بعناوين مثل "هل العمل كان مرهقاً على الروبوت؟" و"لماذا أقدم الموظف المجتهد على الانتحار؟"، فيما أثارت الحادثة تعاطفاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن الروبوت قد يكون تعرض لضغط نفسي نتيجة العمل.

  • اقرأ أيضاً

أغرب 10 اختراعات حديثة في العالم.. من بينها ساعة تعمل بالعرق

ورغم أن ما سبق قد يبدو خيالاً علمياً، إلا أن السلوك الذي سبق السقوط يعزز من صحة فرضية أن الروبوت كان يمر بـ"أزمة نفسية"، حيث شوهد وهو يتجول بشكل دائري في مكان واحد، قبل أن يسقط من الدرج.

هل يمكن للروبوت أن يشعر؟

لاحقاً، طويت الحادثة ببيان من البلدية يفيد بأن الروبوت تعرض للعطل قرب الدرج ما قاده للسقوط، لكن ظل التساؤل مطروحاً حول ماهية الذكاء الاصطناعي ومدى قدرته على الشعور، وهل يمكن لآلة أن تعاني من الاكتئاب أو اليأس؟ وهل يمكنها اتخاذ قرارات مصيرية مثل الانتحار؟.

حول كل ما سبق، يجيب البروفيسور جوناثان بيرش، أستاذ الفلسفة في كلية لندن للاقتصاد ومؤلف كتاب "حافة الحساسية: المخاطر والاحتياطات لدى البشر والحيوانات والذكاء الاصطناعي"، قائلاً: "إن العالم يقترب من مواجهة ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي الحساس".

  • ماذا يعني "الذكاء الاصطناعي الحساس"؟

يقول بيرش: "سيصل الأمر قريباً إلى مرحلة يصبح فيها البعض مقتنعين تماماً بأن شركاءهم من الذكاء الاصطناعي كائنات حساسة، بينما سيعارض آخرون ذلك بشدة. وهذا قد يؤدي إلى انقسامات اجتماعية خطيرة".

وأضاف أن فهم الحساسية لدى الآلات لا يزال في مراحله الأولى، داعياً شركات التكنولوجيا إلى دعم الأبحاث لتعميق الفهم العلمي حول هذا الموضوع.

  • اقرأ أيضاً

روبوت جديد يبدأ مهامه مع الشرطة الصينية.. يلاحق المجرمين

مستقبل العلاقات بين البشر والروبوتات

بالعودة إلى كوريا الجنوبية، التي تُعد الرائدة عالمياً في مجال الأتمتة، تكشف تقارير حديثة للاتحاد الدولي للروبوتات أن البلاد أصبحت أول دولة في العالم تستبدل أكثر من 10% من القوى العاملة الصناعية بالروبوتات.

ويثير هذا التحول تحديات أخلاقية تتعلق بحقوق الروبوتات ومعاملتها بكرامة، خاصةً مع تنامي مشاعر التعاطف تجاهها، فعلى سبيل المثال، أثار مقطع فيديو حديث يُظهر تعطل روبوت عن العمل أثناء تكديس كبير لصناديق اهتمام واسع، حيث اعتبره البعض تعبيراً عن "إرهاق" أو "إحباط".

وعلى ضوء ما سبق، وفي ظل التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي، ليس فقط على مستوى التقني، لكن على نطاق نمو تعاطف البشر معها بشكل واسع، يتوقع الخبراء أن تتوسع النقاشات الأخلاقية لتشمل إطاراً قانونياً ملزماً بشأن حقوق الربوتات، ينظم علاقة الإنسان بالآلة بشكل أكثر صرامة.

ويشير الخبراء، أنه ومع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، سيصبح التساؤل حول كيفية التعايش معها أمراً ملحاً، كما سيصبح تطوير آلات بواجهة وأصوات تُشعر البشر بالارتياح أثناء العمل معها أمراً ملحاً أيضاً ليضمن عدم تعرض كلا الطرفين للإيذاء من الآخر.

  • اقرأ أيضاً

اختراع روبوت مرعب بعضلات وأذرع مملوءة بالأوردة.. يقلد البشر