لماذا تقوم الأرانب الفرنسية بحركات بهلوانية عجيبة أثناء المشي؟
الأرنب الفرنسي من سلالات الأرانب القديمة جداً واُكتشفت في منتصف القرن التاسع عشر والتي تتمتع بشعبية كبيرة جداً في فرنسا وهو يختلف بعض الشيء عن الأرنب الإنجليزي وذلك لأنه يتميز بقوام أغلظ وأذن أقصر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لماذا تتميز الأرانب الفرنسية بطريقة غريبة في الحركة؟
لأكثر من قرن من الزمان، عرف خبراء الحيوانات أن مجموعة معينة من الأرانب تتحرك بشكل حصري على أرجلها الأمامية عند محاولتها التحرك بسرعة، لكنهم علموا مؤخراً السبب في ذلك. [1]
لقد حير الأرنب الفرنسي والمعروف أيضاً باسم أرنب ألفورت، العلماء لأكثر من عقد من الزمان، على عكس أنواع الأرانب الأخرى فإن أرنب sauteur d-Alfort لديه طريقة بهلوانية فريدة من نوعها في الحركة على مسافات قصيرة.
عندما يتحركون ببطء يمشون على أطرافهم الأربعة، لكن أرجلهم الخلفية تصطدم بالأرض واحدة تلو الأخرى وليس في نفس الوقت.
لكن الشيء الرائع حقاً يحدث عندما تحتاج هذه الأرانب إلى التحرك بشكل أسرع، فبدلاً من القفز ترفع رجليها الخلفيتين بسرعة فوق رأسها وتبدأ في التحرك على رجليها الأماميتين وحدها.
أظهرت التجارب التي أجريت منذ عام 1943 أن عدم القدرة على القفز من قبل أرنب السوتور دي ألفورت لم يكن سلوكاً مكتسباً ولكنه نتيجة لجين متنحي ومع ذلك حتى وقت قريب لم يكن أحد يعرف بالضبط ما هو الجين أو كيف منع هذا النوع من فعل ما تجده جميع الأرانب الأخرى طبيعياً تماماً.
قال ليف أندرسون عالم الوراثة بجامعة أوبسالا في السويد: مع التكنولوجيا الحديثة، من السهل الانتقال من فهم اضطراب متنحي بسيط إلى اكتشاف الجينات، كان التوقع أن هناك خطأ ما في النخاع الشوكي، لأنهم لا ينسقون بين أرجلهم الأمامية والخلفية.
ثبت أن هذا التوقع صحيح، حيث أظهرت دراسة أجراها علماء في جامعة أوبسالا أن جيناً مشوهاً يسمى RORB (مستقبلات بيتا اليتيمة المرتبطة بـ RAR) جعلهم غير قادرين على القفز.
يساعد RORB على تمرير المعلومات والربط بين الجانبين الأيسر والأيمن من الجسم وهو أمر ضروري لتنسيق حركات الأطراف لكن الجين المشوه تسبب في قيام الأرانب بإفراط في ثني أرجلها الخلفية، مما يجعل القفز مستحيلاً.
قال أندرسون: ما يحدث عندما تتحرك هو أن هذه الخلايا العصبية تنشط طوال الوقت وتقوم بتنسيق تقلصات العضلات وتتلقى ردود فعل على توازن الأطراف المختلفة، هذا التنسيق لتقلص العضلات لا يحدث في هذه الأرانب.
في الأساس، حركة الوقوف على اليدين لأرانب سوتور دي الفورت ليست في حد ذاتها طفرة ولكنها بالأحرى حل بديل لحالة وراثية منهكة تمنعهم من القيام بالقفزة الشهيرة وأضاف أندرسون أن وسائل الحركة الأمامية لا تسبب أي ألم للأرانب كما كان يعتقد.
في حين أن حل اللغز في سبب حركة الأرانب الفرنسية قد لا يبدو للبعض اكتشافاً علمياً مذهلا لكن يقول الخبراء إنه دليل على المدى الذي وصل إليه العلم الوراثي في السنوات الأخيرة ويمكن أن يعزز فهمنا لكيفية تمكن الفقاريات من المشي.