لماذا شهر فبراير الوحيد الذي يأتي أحياناً 28 يوماً؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 03 ديسمبر 2021
مقالات ذات صلة
كيف سيصبح اليوم 25 ساعة والعام 350 يوماً؟
بالفيديو حتى القطط تمازح أحياناً
ما الذي دفع هذا الرجل لتناول طعام الكلاب لمدة 30 يوماً؟

شهر فبراير يقتصر عن 28 و 29 يوماً في سنة كبيسة، ولكن هل تساءلت لماذا هو الشهر الوحيد في العام الذي يأتي بعدد أيام أقل؟ ولماذا يعتبر التقويم الأكثر استخدامًا في العالم غير متسق للغاية في أطول شهوره؟ ولماذا تمسك شهر فبراير بأقل عدد من الأيام؟ 

لماذا شهر فبراير 28 يوماً

كان أقدم أسلاف التقويم الغريغوري، وهو أول تقويم روماني، له اختلاف صارخ في الهيكل عن المتغيرات اللاحقة: كان يتألف من 10 أشهر بدلاً من 12شهراً.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

من أجل مزامنة التقويم بالكامل مع السنة القمرية أضاف الملك الروماني نوما بومبيليوس شهر يناير وشباط إلى الأشهر العشرة الأصلية. كان التقويم السابق يحتوي على 6 أشهر من 30 يومًا و 4 أشهر من 31 ليصبح المجموع 304 أيام.

ومع ذلك أراد نوما تجنب وجود أرقام زوجية في تقويمه حيث كانت الخرافات الرومانية في ذلك الوقت تؤكد أن الأرقام الزوجية ليست محظوظة.

ولقد طرح يومًا من كل شهر من الشهور الثلاثين يومًا ليصبح 29 يومًا. تتكون السنة القمرية من 355 يومًا (354.367 على وجه الدقة ولكن وصفها بـ 354 كان سيجعل السنة بأكملها غير محظوظة! مما يعني أنه قد حصل الآن بقي 56 يومًا للعمل معها.

وفي النهاية يلزم شهر واحد على الأقل من بين 12 شهرًا لاحتواء عدد زوجي من الأيام. هذا بسبب حقيقة رياضية بسيطة: مجموع أي مبلغ زوجي (12 شهرًا) من الأرقام الفردية سيساوي دائمًا عددًا زوجيًا وأراد أن يكون المجموع فرديًا.

لذلك اختار نوما شهر فبراير الشهر الذي سيستضيف الطقوس الرومانية لتكريم الموتى ليكون الشهر غير المحظوظ الذي يتكون من 28 يومًا.

وعلى الرغم من التغييرات في التقويم حيث تم تغييره بعد إضافات نوما للتعديلات التي تشمل تقصير شهر فبراير على فترات زمنية معينة وإضافة شهر كبيسة وفي النهاية اليوم الكبيسة الحديثة توقف طول شهر فبراير البالغ 28 يومًا.

ما هي السنة الكبيسة؟

السنة الكبيسة لماذا تعلقت في أذهاننا جميعًا بشهرِ فبراير؟ أدرك يوليوس قيصر أن السنة تبعًا لدورةِ الأرض حول الشمس تكون 365 يومًا ورُبع اليوم، ورَغم أن في نظر الكثيرين لن يُحدثَ هذا الربع فرقًا كبيرًا في الأيام إلا أن الملك يوليوس كان له رأي آخر.

أيقنَ الملك أن هذا الربع سيكون يوماً يؤثر على المدى البعيد على مواسم السنة ومواقيت زراعة المحاصيل، وأن عليه تحرّي الدقة في كل تفصيلةٍ مهما بدت صغيرة وبناءً عليه اقترح أن يقوموا بإضافة يومٍ كل أربعة أعوام لشهرٍ ما، وبالطبعِ، التفتت الأنظار نحو فبراير من جديد.

وفي الوقت الحالي تأثر عصرنا الحديث بهذه القصة، فهُناك أربعة ملايين شخص حول العالم لا يحتفلون بعيدِ ميلادهم إلا كل أربعةِ أعوام؛ ومنهم 187 ألف ولادة مُسجلّة في الولايات المُتحدة الأمريكية فقط. كما يُطلَق على الأطفال الذين يولدون في هذا اليوم ألقابًا مُميزة تختلفُ من دولةٍ لأخرى، فبعض الدول تُطلق عليهم لقب الواثبون أو القافزون لأنهم قفزوا إلى الدنيا في الفاصلِ بين 28 فبراير و1 مارس.

ويقول الأستاذ دانييل براون المعلم في كلية العلوم والتكنولوجيا جامعة نوتنغهام إنه لو لم نتقيد بالسنواتِ الكبيسة منذ نحو 750 عامًا فإنّ التقويم الميلاديّ كان سيتوقف عنِ التطابُق مع فصول السنة في نهاية المطاف.

ومن الممكن أنه كان سيُصبح حينها أبرد وقت في العام هو يونيو وفي السنة التي تتبعها أغسطس، فلا شيء حينها سيُحدد لنا أشهر الصيف من أشهر الشتاء، ولهذا؛ وبعد كل ما مرّ به التقويم الحالي من تعديلات، فهي كانت تستحق المُعاناة.

وعلى الرَغمِ من أنّ هذا التقويم مُعترفٌ به في مُعظم الدول إلا أن العالم لا يتبع كله التقويم الشمسيّ الذي يتبنّى فكرة السنة الكبيسة، ففي بعضِ المناطق في العالم يتبعُ الناس تقاويم زمنيةً خاصةً بهم، فمثلًا، في الصين تعتمدُ الدولة التقويم الشمسيّ في المُعاملات الرسمية، أما في الحياة اليومية فيُعتبر التقويم القمريّ هو النظام المُتَبع شعبيًا، والذي يقوم على تتبع مراحلَ القمر كما فعل الرومان قديمًا، ويُضاف شهرًا كل ثلاث سنوات.

ما هي مشكلة السنة الكبيسة؟
يعترض بعض العلماء على فكرة السنة الكبيسة وذلك لأن وجود 24 ساعة زيادة كل 4 سنوات هو سبب رئيسي لاختلاف التقويم الميلادي عن التقويم الشمسي مقدار 11 دقيقة و14 ثانية.
هذا الفارق يؤدي إلى وجود يوم إضافي جديد بعد 128 سنة تقويمية إلى جانب 29 فبراير، ولهذا يجب إلغاء السنة الكبيسة مرة واحدة كل 400 عام مما يساعد على تقليص الفارق الزمني بمقدار نصف دقيقة لصالح السنة التقويمية، بمعنى أن السنة الشمسية ستتأخر عن السنة التقويمية بمقدار يوم كامل بعد 3300 سنة.