لماذا نصعد الطائرة من الجانب الأيسر؟.. سبب غريب مرتبط بالسفن
تشير الأدلة التاريخية إلى إن هناك صلة مثيرة للاهتمام بين تقاليد الشحن البحري القديمة والطيران الحديث
يرتبط ركوب بعض وسائل النقل والمواصلات حول العالم ببعض القواعد المهمة التي علينا أن نتبعها، سواء قواعد ثابتة ومتعارف عليها في العالم كله، أو قواعد تختلف من بلد إلى آخر حسب القوانين. من بين وسائل المواصلات، تأتي الطائرات كواحدة من أكثر طرق النقل التي يجب فيها الالتزام بالقوانين والقواعد لضمان السلامة.
لكن، هل تساءلت يومًا عن سبب صعودنا دائمًا إلى الطائرة من الجانب الأيسر؟ يمكن أن تعتبر أمرا طبيعيا جدًا، لأننا اعتدنا عليه في سفرنا لدرجة أننا لا ننشغل أبدا بطرح مثل هذه الأسئلة. ومع ذلك، فإن هذه الأمر له سبب منطقي وجذور تاريخية تمتد إلى سنوات مضت. تعود حتى إلى أيام انتقال البشر من مكان إلى آخر عبر البحار قبل اختراع الطائرات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لماذا نصعد الطائرة من الجانب الأيسر؟
تشير الأدلة التاريخية إلى إن هناك صلة تاريخية مثيرة للاهتمام بين تقاليد الشحن البحري القديمة والطيران الحديث. كان الجانب الأيسر من القوارب يستخدم تاريخيًا لتحميل وتفريغ الأشخاص، واستمر ذلك لسنوات طويلة. وعندما بدأ البشر استخدام الطائرات في التنقل، تقرر الاعتماد على نفس الجانب للتحميل والتفريغ من منطلق البساطة اللوجستية.
عبر السنين، أدت العمليات البحرية إلى تسمية الجانب الأيسر من القارب بـ "جانب الميناء" (port side). بينما أصبح الجانب الأيمن يطلق عليه اسم "جانب الميمنة" (starboard). لذلك، عندما ظهر الطيران، تم نسخ العديد من الممارسات البحرية، بما في ذلك عملية الصعود هذه. حتى إن أماكن إقلاع الطائرات وهبوطها تسمى أيضا موانئ.
جاءت فكرة هذا النسخ من منطلق تسهيل الإجراءات على المسافرين الذين اعتادوا من قبل على استخدام السفن في الانتقال من مكان إلى آخر. وانطلاقا أيضا من مبدأ ضرورة توحيد الإجراءات، حتى يتاح للطائرات -كما هو الوضع في السفن- السفر في جميع أنحاء العالم من ميناء إلى آخر.
لم يكن الأمر كذلك في البداية
تشير السجلات التاريخية إلى إنه في البداية لم يكن هناك جانب محدد للصعود إلى الطائرة. ومع ذلك، مع نمو صناعة الطيران وتزايد عدد المطارات، أصبح من الضروري توحيد هذه العملية لتحسين إدارة الركاب. لهذا السبب، تم اختيار الجانب الأيسر كمعيار للصعود.
يعود هذا الاختيار إلى عدة عوامل: أولاً، مقعد الطيار الأيسر يتيح له رؤية أفضل عند اقترب الطائرة من البوابة، مما يسهل توجيهها بدقة. ثانيًا، هذا الجانب يتوافق مع التقاليد البحرية القديمة، حيث كان الجانب الأيسر هو الأفضل للرسو في الموانئ.
وبالتالي، فإن صعود الطائرة من الجانب الأيسر هو نتيجة تطور الصناعة وتوحيد العمليات، بالإضافة إلى إرث بحري تاريخي.