لماذا يتم تخصيص يوم لتقدير الفيروسات؟.. تعرف على أهميتها
يسعى هذا اليوم إلى تغيير النظرة الموجهة إلى الفيروسات باعتبارها أداة للشر فقط. ويعتبر الباحثون هذه النظرة أحادية وخاطئة
يخطر على بالنا فور سماع كلمة فيروسات، ارتباطها بالأمراض والأوبئة المنتشرة في جميع الأنحاء، والتي يحاول العالم مرارا وتكرارا التحذير منها لتجنب مخاطرها. لكن هل هناك وجه آخر للفيروسات لا نعلمه؟ هل يمكن أن تكون لها فوائد غير معروفة بالنسبة لنا؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يحاول يوم تقدير الفيروسات، الذي يتم الاحتفال به كل عام في 3 أكتوبر، إلقاء الضوء على ذلك الجانب الغامض الذي لا نعرف عنه الكثير. يسعى إلى زيادة المعرفة حولها، وكيف أنها موجودة في كل مجال ممكن من حياتنا، من أجسامنا إلى شبكة الويب العالمية، لكننا لا نعرف عنها سوى الوجه القبيح.
يشجعنا يوم تقدير الفيروسات على فهم الفيروسات بشكل أوسع، والتعرف على التأثير المذهل الذي أحدثته على حياتنا ومجتمعنا. لا تعتبر الفيروسات فقط شريرة، بل أيضًا لها جانب مفيد علينا أن نتعرف عليه. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة وأهداف هذا اليوم. بالإضافة إلى فوائد الفيروسات.
ما الفرق بين البكتيريا والفيروس؟
لفهم الفيروسات بشكل أوسع، وكخطوة أولى لتوضيح دورها، من المهم التعرف على الفرق بين البكتيريا والفيروس.
أولاً، البكتيريا هي كائنات حية دقيقة مستقلة. تتميز بوجود بنية خلوية كاملة تمكنها من القيام بجميع العمليات الحيوية اللازمة للحياة، مثل التكاثر والتغذية والنمو والاستجابة للمؤثرات الخارجية. إنها كائنات حية كاملة الأركان، تعيش وتتكاثر في بيئات متنوعة.
من ناحية أخرى، تقع الفيروسات في منطقة رمادية بين المادة الحية وغير الحية. هي أصغر بكثير من البكتيريا، ولا تعتبر كائنات حية مستقلة، إنها عبارة عن جسيم صغير يتكون بشكل أساسي من مادة وراثية، أو حمض نووي، يستخدم البروتين كدرع أو غلاف.
لا يمكن للفيروس أن يتكاثر أو ينمو بمفرده، بل يحتاج إلى اختراق خلية حية أخرى لاستخدام آلياتها الحيوية للتكاثر وإنتاج فيروسات جديدة. بمعنى آخر، الفيروسات هي عبارة عن طفيليات جينية تعتمد كليًا على الخلايا الحية لتكرار نفسها.
قصة يوم تقدير الفيروسات
ربما يتساءل البعض لماذا نرغب في تقدير الفيروسات؟ هل من الممكن أن تكون مفيدة؟ يسعى هذا اليوم إلى تغيير النظرة الموجهة إلى الفيروسات باعتبارها أداة للشر فقط في العالم. يعتبر الباحثون هذه النظرة أحادية وخاطئة تماما. ويضربون مثلا بفيروس واحد لا يعتبره المتخصصو مفيداً وحسب، بل إنه نجح بالفعل في إنقاذ ملايين الأرواح من خلال وجوده.
يشير الباحثون إلى فيروس جدري البقر، والذي يعد مرضا رهيبا ومزعجا، كان في الأساس بمثابة لعنة على بائعات الألبان؛ لأنه يصيب أبقارهم. لكن في الواقع كان هذا المرض المؤلم مفيدًا، إذ اتضح أنه وثيق الصلة بالجدري الذي يصيب البشر، لدرجة أن الأطباء اكتشفوا أن بائعات الألبان لم يصبن بالجدري تقريبًا أبدًا بعد ظهوره.
كشفت التحقيقات والأبحاث بعد ذلك أن الأجسام المضادة ضد جدري البقر ربما مزعجة للبقر، لكن هناك جانبا غير ضار منها بالنسبة للبشر. ساهم هذا الجانب في حماية البائعات من الجدري نفسه. وهكذا ُلد أول لقاح، وهو تطعيم ضد الجدري بفضل فيروس جدري البقر.
فوائد الفيروسات
مع الوقت، وزيادة الأبحاث التي يتم إجراؤها على الفيروسات، اتضح أنها لعبت دورًا حيويًا في التطور، وكانت مفيدة بطرق عديدة للعديد من الأنواع المختلفة، وليس فقط للبشر. على سبيل المثال، بعض النباتات تحتوي على فيروسات تجعلها أكثر مقاومة للبرد. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي فوائد الفيروسات؟
العلاج الجيني
يستخدم الباحثون بعض الفيروسات المعدلة وراثيًا لنقل الجينات الوظيفية إلى الخلايا المصابة بهدف علاج الأمراض الوراثية.
إنتاج الأدوية
تساهم الفيروسات بشكل فعال في إنتاج العديد من الأدوية الحيوية، مثل الإنترفيرون.
البحث العلمي
تساعد الفيروسات العلماء على فهم العمليات الأساسية للحياة، مثل تكاثر الخلايا وتأثير الجينات. كما تساهم في فهم كيفية استجابة الجهاز المناعي للعدوى.
التحكم في الآفات الحشرية
يمكن استخدام بعض أنواع الفيروسات للقضاء على الآفات الحشرية التي تضر المحاصيل الزراعية.
دورة المغذيات
تساعد الفيروسات في تحلل المواد العضوية وإعادة تدوير العناصر الغذائية في البيئة.
حقائق عن الفيروسات
. تأتي كلمة "فيروس" من الكلمة اللاتينية "virulentus" والتي تعني "سام".
. غالبية العدوى الفيروسية لا تسبب السرطان. لكن هناك بعض أنواع الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في ورم بيركيت الليمفاوي وسرطان عنق الرحم وسرطان الكبد وسرطان الدم الخلوي التائي وساركوما كابوزي.
. يمكن أن يظل الفيروس كامنًا في جسم المضيف لسنوات. على سبيل المثال يظل فيروس نقص المناعة البشرية كامنًا لمدة 10 سنوات.
. تصيب الفيروسات خلايا النبات والحيوان وحتى البكتيريا أيضا. ويعرف الفيروس الذي يصيب البكتيريا باسم العاثيات.
. تحتوي جميع الفيروسات على غلاف بروتيني. ولكن بعض الفيروسات، مثل فيروس الإنفلونزا، تحتوي على غشاء إضافي يسمى الغلاف.
. الفيروسات تظل غير نشطة عندما لا تكون داخل خلية حية، وتنشط فقط عندما تكون داخل خلية حية.
. الفيروسات محددة للغاية أو انتقائية فيما يتعلق بأنواع الخلايا التي تستهدفها. على سبيل المثال، يستهدف فيروس نقص المناعة البشرية الخلايا المناعية.
الفيروسات مجهرية وخفيفة الوزن. يمكنها أن تطفو في الهواء، أو تبقى على قيد الحياة في الماء، أو حتى على سطح الجلد.
. يمكن أن تنتقل الفيروسات من شخص إلى آخر عن طريق المصافحة، أو لمس الطعام، أو مشاركة المشروبات، أو عبر الهواء عندما يسعل الشخص أو يعطس.
. يمكن أيضًا أن تنتقل الفيروسات عن طريق لدغات الحشرات أو الحيوانات، أو من خلال الطعام الفاسد.
. هناك العديد من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الإنسان. ولكن أكثرها شيوعًا هو الإنفلونزا، التي تسبب إصابة الناس بالإنفلونزا.
. تشمل الأمراض الأخرى التي تسبب فيها الفيروسات: الجدري ونزلات البرد والجدري المائي والهربس وشلل الأطفال وداء الكلب والإيبولا وحمى هانتا والإيدز وكورونا.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن الفيروسات ليست مجرد مسببات للأمراض، بل يعتبرها الباحثون كائنات حيوية معقدة تلعب دورًا حاسمًا في العديد من العمليات البيولوجية. لذلك، يساعدنا هم الفيروسات على تقدير دورها في الطبيعة، بالإضافة إلى استغلال إمكاناتها في تطوير التكنولوجيا والعلاجات.