لماذا يجب علينا أن نعيش اللحظة الحالية؟
تتنوع نصائح خبراء علم النفس ورواد علم التنمية البشرية حول العالم، إلا أنها تتفق جميعا على ضرورة العيش في اللحظة الحالية، بعيدا عن الانغماس في انكسارات الماضي أو التفكير في مخاوف المستقبل، ما يدفعنا للكشف عن أهمية وكيفية التمتع بالوقت الحالي فحسب.
أهمية العيش في اللحظة الحالية
تبدو القدرة على العيش في اللحظة الحالية بما تحمل من أحداث تستحق التركيز دوما، من القدرات التي لا يتمتع بها الكثيرون، على الرغم من أهميتها الشديدة، والتي تبدأ بإحساس المرء بما يحظى به من نعم حالية، ليبدو راضيا وأكثر رغبة في التطور بما يحمل من مشاعر إيجابية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لا تتوقف أهمية العيش في اللحظة الحالية عند هذا الحد، بل تصل إلى إمكانية حماية المرء من سيل لا ينتهي من الأفكار السلبية، إذ يؤدي التفكير في الماضي بصورة متكررة إلى تذكر أحداث ومواقف محزنة في أغلب الأحوال، بل ومن الوارد أن يؤدي التفكير في المواقف والذكريات الجيدة إلى الشعور بالحنين تجاهها بصورة تصيب المرء بالحزن بدلا من الرضا.
على الجانب الآخر، يرى خبراء علم النفس أن الانغماس في التفكير في المستقبل له بعض الأضرار المقلقة، إذ يمكن لكثرة التفكير في أمور لم تحدث بعد أن تصيب الشخص بالخوف منها، عندما يبالغ في قيمتها أو في الخوف منها، فيما يمكن للتفكير في المستقبل أن يدفع المرء إلى الاكتفاء بالغرق في أحلام اليقظة، التي وإن أشعرته بالرضا لبعض الوقت فإنها سوف تؤدي إلى وقوفه في مكانه دون أي تطور، لتتضح أهمية العيش في اللحظة الحالية.
كيفية العيش في اللحظة الحالية
ربما يرى الكثيرون أن إتمام المهام المتعددة في وقت واحد، هي من قدرات الأشخاص الناجحين، إلا أن في حالة الرغبة في العيش في اللحظة الحالية فحسب، فإن المطلوب دوما هو الاكتفاء بالقيام بمهمة واحدة مع السعي إلى التركيز فيها بالقدر الكافي، حتى إن كانت تلك المهمة ترفيهية فحسب فإن عدم تشتيت الذهن أثناء إتمامها يزيد من الاستمتاع بها، لذا ينصح على سبيل المثال بعدم تصفح صفحات مختلفة عبر الإنترنت أثناء التحدث مع صديق، وبعدم ممارسة الألعاب على الهاتف أثناء مشاهدة الفيلم المفضل على التلفزيون.
من الوارد أن يتلخص مفتاح العيش في اللحظة الحالية في طريقة إتمام المهام اليومية، وخاصة تلك التي نقوم بها في الصباح الباكر، بهدوء شديد واسترخاء مبالغ أحيانا، حيث يؤدي التركيز في كل خطوة نقوم بها إلى زيادة القدرة على استكشاف المتعة بها، بعكس ما يحدث عندما نمارس حتى النشاطات الممتعة بدرجة من التوتر، ليصبح الاستمتاع بها مستحيلا.
كذلك ينصح عند الاستيقاظ بعدم إرباك العقل بالكثير من الأخبار غير المحفزة، إذ يؤدي تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الكثير من المنشورات سواء كانت عادية أو محزنة في الصباح الباكر، إلى انشغال العقل بأمور تمنع صاحبها من التركيز بل وتصيبه بمشاعر سلبية تزيد من تعقيد مهمة العيش في اللحظة الحالية فحسب.
في كل الأحوال، تبقى محاولة السيطرة قدر الإمكان على أحزان الماضي ومخاوف المستقبل من أسهل طرق الاستمتاع أو العيش في اللحظة الحالية، لذا يبقى سر التغير للأفضل كامنا في نفوسنا، ولا يحتاج إلا استخدامه فحسب.