لماذا يرتدي بابا نويل الأحمر؟
في أعياد الميلاد، تنتشر صور ومجسمات سانتا كلوز الشهير ببابا نويل، بملابسه الحمراء وحقيبته الضخمة ولحيته ناصعة البيضاء، لكنه لم يكن بهذه الهيئة في بداية ظهوره، فكيف وصل لشكله الحالي؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في بداية القرن الـ19، بينما كان سانتا كلوز يتسلل إلى الوعي العام، تباينت صوره بشكل كبير من فنان لآخر. ففي بعض الأحيان كان يظهر نحيفا أو قزما، ولم يرتبط أبدا بلون معين.
البروفيسور جون براسيوس، من جامعة ألبرتا إدمونتون، قال لـ CTVNews.ca: إذا رجعت للرُوئ القديمة عن بابا نويل في أمريكا الشمالية ستجده يرتدي الفراء من الرأس إلى القدم، دون أي تحديد للألوان التي ترتديها. ولفت إلى أن هذا الشكل كان يعتمد على قصيدة زيارة من القديس نيقولاوس عام 1882، التي قدمت العديد من الأمور المرتبطة بسانتا مثل وصوله عشية عيد الميلاد ورناته الثمانية.
ورغم أن القصيدة أوضحت الكثير من ملامح سانتا كلوز مثل الخدود والأنف الحمراوين واللحية البيضاء والبدانة، ظل التصوير الفني له متباينا.
وبحسب CTVNews.ca، يعتبر العديد من المؤرخين أن رسام الكاريكاتير الأمريكي توماس ناست أول من روج لبابا نويل بصورة تشبه تلك التي نراها له الآن. ورسم ناست- الذي اشتهر أيضا بتطوير صور العم سام والفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي- أول بابا نويل في عام 1863 بعنوان سانتا كلوز في معسكر لصحيفة هاربر ويكلي.
وقال ريان هيمان، أمين متحف ماك كولوتش هول التاريخي في موريستاون بولاية نيوجيرسي، إن هذا الإصدار من سانتا كان عبارة عن شخصية صغيرة تشبه القزم، وليس سانتا الضخم الذي نعرفه الآن، وكان يرتدي سترة ذات نجوم متلألئة تشبه علم الولايات المتحدة.
كما روج ناست لفكرة أن سانتا يعيش في القطب الشمالي، وخدم هذا الادعاء أغراض عدة؛ فهو تناسب تماما مع مزلقة بابا نويل ورناته، ومنع أي دولة واحدة من المطالبة بالسيطرة عليه، ومنع الأطفال الفضوليين من محاولة العثور عليه، إذ لم يزر أي إنسان القطب الشمالي في ذلك الوقت.
كما أن تحديد موقع سانتا كلوز جعله تميمة خلال الحرب الأهلية الأمريكية، واستخدمه الاتحاد في حملات التجنيد والملصقات الدعائية، إذ وصفه أبراهام لينكولن، رئيس أمريكا السادس عشر، بأنه أفضل أداة تجنيد في الولايات الشمالية.
وبعد الحرب، واصل ناست إبداع رسوم كاريكاتورية سنوية لعيد الميلاد، وغير سترة سانتا إلى اللون الأحمر، وأدخل المزيد من التحسينات التي جعلته أقرب إلى بابا نويل الذي نعرفه اليوم. ومن أشهر رسوماته تلك التي نُشرت في 1881.
وقال هيمان: إنه بابا نويل ببطنه المنتفخة واللعبة التي يمسكها والحقيبة التي يحملها على ظهره، وهذة الصورة طُبعت على أكياس التسوق واللوحات الإعلانية وجميع الأشياء التي نراها في وقت عيد الميلاد.
وأوضح هيمان أنه في حين أن مساهمات ناست في الصورة المنتشرة لسانتا كلوز نُسيت بعض الشيء رغم شعبيتها في ذلك الوقت، فإن الدور الذي لعبته شركة كبرى لتصنيع المشروبات ربما كان مبالغا فيه بعض الشيء.
بحسب هيمان، فقد بدات شركة كوكا كولا في عشرينيات من القرن الماضي في استخدام بابا نويل بحملاتها الإعلانية خلال موسم العطلات- في وقت عادة ما تكون فيه المبيعات منخفضة، نظرا لأن القليل من الناس يستهلكون المشروبات الغازية خلال الطقس البارد.
وأعرب براسيوس عن تقينه من أن الشركة لاحظت حقيقة أن سانتا عادة ما يرتدي الأحمر، لذا تمسكت بهذه الرؤية.
ووفقا لرواية الشركة للأحدث، استعانت الشركة في أول إعلان لسانتا برسمة ناست بعنوان كريس كرينجل ذو الملامح الصارمة. وبعد ذلك بسنوات قليلة- وبإلهام من إعلان يروج لأكبر نافورة صودا في العالم صدر في 1930- كلفت كوكا كولا الفنان هادون صندبلوم بتصوير سانتا ودودا وسمينا.
وفي تلك الحقبة، عُرضت نسخة صندبلوم لبابا نوير في بعض المجلات الأكثر شهرة. وقال براسيوس: رغم أن زي سانتا كان يتجه على الأرجح نحو الأحمر حتى دون هذا التدخل من إعلانات كوكا كولا، فمن المؤكد أن هذا اللون تم تعزيزه بواسطة كوكا كولا.
وأشار براسيوس إلى أنه أصبح من المستحيل على الناس تخيل سانتا يرتدي أي لون بخلاف الأحمر.
وتعترف كوكا كولا باستخدام تصورات ناست، لكنها تدعي أن سانتا تم تصويره بأشكال مختلفة من بينها رجل طويل القامة أو قزم، قبل أن توحد الشركة صورته عام 1931.