لماذا يزداد سلوك الأطفال سوءا في وجود الأم؟
تعاني الأمهات جميعا وفي مراحل مختلفة من حياتهن من سوء سلوك الأطفال في المنزل وخارجه، بداية من الأنين المزعج ومرورا برفض الطعام ونهاية بصفع الآخرين بصورة مفاجئة ومحرجة أيضا، إلا أن الملاحظ دائما هو أن مظاهر السلوك غير المنضبط تلك تزداد حدة عندما تكون الأم موجودة إلى جوار طفلها، فما سر تلك الظاهرة؟
الشعور بالأمان
لا يفضل البشر إظهار سلوكياتهم غير المنضبطة أمام الغرباء، فيما لا يمكن استثناء الأطفال الصغار من تلك الظاهرة، حيث يجد الطفل فرصته في التصرف دون تفكير في العواقب أثناء وجود الأم بجواره، نظرا لشعوره بالأمان حينها، ليصبح سوء سلوك الأطفال مرتبطا في كثير من الأحيان بإحساسهم بالراحة النفسية في وجود الأمهات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
صعوبة التحكم
يميل البشر إلى تقديم أفضل صورة ممكنة عن أنفسهم عند التواجد وسط الغرباء، ربما يرغب الأطفال أيضا في هذا الأمر، إلا أنهم يفشلون في التحكم في تصرفاتهم في ظل عدم نمو عقولهم بالشكل الكافي، ما يدفع الطفل إلى إطلاق السراح لنفسه دون التفكير في العواقب عندما تتواجد الأم بجانبه ومهما كان عدد الغرباء المحيطين به.
الرغبة في لفت الانتباه
يرغب الطفل في لفت انتباه الآخرين في أغلب الوقت، فيما تعد الأم هي الشخص الأكثر تحفيزا للطفل على لفت انتباهها، لذا يؤدي انشغالها بالتحدث مع الآخرين وخاصة إن كانوا أطفالا صغارا، إلى زيادة فرص قيام الطفل بكل ما يساهم في زيادة اهتمام والدته به، حتى إن تسبب ذلك في معاقبته فيما بعد فإنه يحقق له الهدف المراد.
معرفة الحدود
يعتبر اختبار الحدود المسموحة من طبيعة البشر، وخاصة الأطفال الصغار في وجود أمهاتهم، حيث يدرك الطفل أن علاقته بأمه مضمونة ولا يمكن إفسادها مهما حدث، لذا يستغل تلك الميزة من أجل القيام بالسلوكيات المرفوضة لاستكشاف العواقب، ما يفصح هنا عن وجود علاقة بين سوء سلوك الأطفال في كثير من الأحيان ونمو عقولهم ورغبتهم في الاستكشاف، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل لا يمكنه القبول بعدم وجود الحدود، لذا سوف يبقى دوما باحثا عنها حتى يجدها عندما تبدأ الأم في التوبيخ.
تحقيق هدف ما
من الوارد أن يكون سوء سلوك الأطفال في وجود أمهاتهم ناتجا بصورة مباشرة عن رغبتهم في الحصول على شيء ما، حيث يستغل بعض الأطفال نوبات الغضب لديهم من أجل إلزام الأبوين بتنفيذ مطالبهم دون مناقشة، لذا يجب أن تدرك الأم أن الطفل أحيانا ما يتحول إلى ممثل بارع لتحقيق أهدافه الخفية، ما يشير لأهمية عدم الانصياع لمطالبه حينها وإلا صارت تلك هي طريقته من أجل فرض أوامره مهما كانت.
في كل الأحوال، يبدو سوء سلوك الأطفال مزعجا لمن يتواجدون بجانبهم وتحديدا بالنسبة للأمهات، إلا أن الأمر لا يستحق القلق في كثير من الأوقات، بقدر ما يتطلب معرفة الأسباب للتعامل معها بالشكل الأمثل فحسب.