لهواة المغامرة.. جولة داخل أغرب الأماكن المهجورة في العالم
مدن شبحية وجزر مهجورة ومنشآت مرعبة وراءها تاريخ مخيف دفع السكان إلى هجرها تمامًا
يوجد العديد من الأماكن المهجورة حول العالم، والتي تحمل الكثير من الغموض للدرجة التي تجعلها مثيرة لاهتمام عشاق المغامرة. كما تعتبر مادة خصبة للعديد من الروايات الخيالية والأساطير المنتشرة حولها، حيث يقوم السكان والعديد من الزوار بتأليف ورواية قصص غريبة عنها وعن أحداث تشهدها، بعضها حقيقي، وبعضها من وحي الخيال.
لذلك، تأسرنا هذه الأماكن التي كانت ذات يوم تعج بالحياة، بغرابتها وماضيها المروع والغامض. هذه المواقع، لكل منها قصة فريدة يمكن أن تسمعها من أشخاص، أو ترويها القصص. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة مجموعة من الأماكن الأكثر غموضًا حول العالم، سواء مدن شبحية أو جزر مهجورة أو منشآت خاوية على عروشها، والتي تمنحنا لمحة عن التاريخ الغامض لها، والأسباب التي أدت إلى هجرها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
دعونا نستكشف في السطور التالية، بعضًا من أكثر الأماكن المهجورة غموضًا في العالم.
تشيرنوبيل، أوكرانيا - مدينة الأشباح
كانت بريبيات ذات يوم مدينة مزدهرة بنيت لإيواء عمال محطة تشيرنوبيل النووية القريبة منها. ومع ذلك، أجبرت الكارثة النووية التي شهدتها المدينة في عام 1986 سكانها على إخلائها، حيث تركوا الأماكن خالية، لتتحول إلى ساحات وبيوت مهجورة لا يسكنها بشر.
ولا تزال المدينة حتى الآن تحمل الكثير من الذكريات السيئة المرتبطة بالكارثة، حيث بقيت مبانيها وشوارعها خالية دون تغيير لعقود. ومع الوقت، أصبح الرعب يسكن هذه المدينة الشبحية بسبب المخاوف من خطر الإشعاع، مما يجعلها أحد أكثر الأماكن غموضًا في العالم.
جزيرة هاشيما، اليابان - جزيرة السفينة الحربية
بسبب شكلها، تشتهر جزيرة هاشيما أيضًا باسم "جزيرة السفينة الحربية". ورغم أنها كانت ذات يوم مقرا متميزا لتعدين فحم، حيث استضافت آلاف العمال والفنيين، إلا إنه أصبحت مهجورة بعدما نفدت احتياطيات الفحم فيها، بعد أن تخلى الجميع عنها في السبعينيات.
يمكنك أن تلاحظ بسهولة شكل الجزيرة المهجورة بعد أن تركها سكانها، حيث المباني الخرسانية المتداعية والنباتات المورقة التي تملأها. لكنها في الوقت نفسه، تحولت إلى مكان شهير للتصوير، سواء لالتقاط صور فوتوغرافية من قبل الهواة والمحترفين، أو تصوير الأفلام والأعمال الدرامية، مثل فيلم جيمس بوند "سكاي فال".
كولمانسكوب، ناميبيا - مدينة الألماس المهجورة
عرفت كولمانسكوب بأنها مدينة تعدين الماس، ومن هنا اكتسبت شهرتها في أوائل القرن العشرين، حيث جذبت الباحثين عن الثروة من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، بعد أن تقلصت إمدادات الألماس فيها، تم التخلي عنها تدريجيًا، وبدأت تتحول إلى منطقة قاحلة تحاصرها الصحراء من أغلب الجهات.
اليوم، يمكنك أن تلاحظ المدينة كما لو كانت مدفونة في الرمال، حتى مع وجود مباني فيها، ستلاحظ أن أغلبها مليء بالكثبان الرملية. لذلك، يبعث هذا المنظر للمنازل والمباني والمناطق المجاورة شعورًا مخيفًا ومروعا بمجرد زيارتها.
بودي، كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية – مدينة الذهب
كانت بودي مدينة تعدين الذهب في الفترة المعروفة باسم حمى الذهب في كاليفورنيا. لذلك، انتشرت فيها العصابات والعمليات غير المشروعة، ووصل عدد سكان إلى حوالي 10 آلاف نسمة. ولكن مع نفاد الذهب في أوائل القرن العشرين، تم التخلي عن المدينة تماما.
تحولت بودي الآن إلى مدينة أشباح، حيث تركت مبانيها ومنشآتها بالكامل بعد أن غادرها آخر السكان. لذلك، يمنحك المشي خلال شوارعها شعورا مريبًا، ربما يشبه العودة إلى الغرب الأمريكي البري.
أورادور سور جلان، فرنسا - قرية المذبحة
في عام 1944، تحولت أورادور سور جلان من قرية صغيرة في فرنسا، إلى مسرح لمذبحة مروعة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث دمر الجنود النازيون القرية، وقتلوا معظم سكانها. ومن وقتها، لم يتم إعادة بناء القرية أبدًا، وبقيت عبارة عن أطلال، تحمل ذكرى من قضوا فيها أيامهم الأخيرة، وعاشوا المعاناة.
يمكنك أثناء التجول فيها مشاهدة السيارات الصدئة والمباني المثقبة بسبب الرصاص، والمنازل المهجورة التي تمثل تذكيرًا قاسيًا بالكارثة التي وقعت فيها.
كراكو، إيطاليا - مدينة الزلازل
تعد كراكو مدينة قديمة في جنوب إيطاليا، يعود تاريخها إلى القرن الثامن. ورغم أنها كانت عامرة لقرون طويلة، إلا إنها تم التخلي عنها في الستينيات من القرن الماضي بسبب الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والانهيارات الأرضية، التي جعلتها غير آمنة للسكن.
اليوم، تستدعي المناظر الطبيعية المنتشرة في المدينة، إلى جانب بعض الأماكن الصخرية والمباني المنهارة، أجواءً مخيفة للغاية. لكنها في الوقت نفسه أصبحت موقعًا شهيرًا للأفلام، حيث تم تصوير بعض مشاهد فيلم "آلام المسيح" فيها.
فاروشا، قبرص - المنتجع المهجور
كانت فاروشا ذات يوم منتجع ساحر في قبرص، يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، بعد الغزو التركي لقبرص عام 1974، تم إخلاء المدينة، وبقيت مهجورة منذ ذلك الحين، حيث تقف الآن فنادق المدينة التي كانت فاخرة، ومتاجرها ومنازلها وشوارعها خالية تمامًا، ويظهر عليها عوامل الالهجر، حيث تتآكل الجدران ببطء.
مع ذلك، فإن المدينة مسيجة ومحروسة بشدة، مما يزيد من الشعور بالغموض بسبب صعوبة الوصول إليها أو دخولها.
جزيرة نورث براذر، الولايات المتحدة - الجزيرة المنسية
في نهر إيست في مدينة نيويورك، تقع جزيرة نورث براذر، حيث كانت موطنًا سابقًا لمستشفى الحجر الصحي لمرضى الأمراض المعدية. ولاحقا، استخدمت الجزيرة لأغراض مختلفة، حتى تم التخلي عنها في أواخر ستينيات القرن الماضي.
تستدعي أطلال هذه المدينة المغطاة الآن بالنباتات، سواء المستشفى أو المباني الأخرى، جوًا مخيفًا ومثيرًا للرهبة. كما إنها ممنوعة على الجمهور، مما يزيد من غموضها وجاذبيتها.
سبينالونجا، اليونان - مستعمرة الأبرص
سبينالونجا، هي جزيرة صغيرة قبالة ساحل كريت، كانت بمثابة مستعمرة للأبرص من عام 1903 إلى عام 1957، حيث تم إرسال مرضى الجذام إلى الجزيرة للعيش في عزلة. وبعد القضاء على المرض، تم التخلي عن الجزيرة تماما، حيث اكتسبت سمعة سيئة من يومها.
لا تزال حتى اليوم بقايا مستعمرة الأبرص موجودة، بما في ذلك المنازل والمستشفى والكنيسة، كلها مبان قائمة. ولكن تاريخ الجزيرة المأساوي وأطلالها المسكونة يجعلها مكانًا حزينا، مقترنا بالمأساة طول الوقت.