مأساة.. صياد تونسي يجد جثث المهاجرين في شباكه بالبحر بدلا من الأسماك
في واقعة مثيرة للأسى، عثر صياد تونسي في شبكته على أشلاء جثث مهاجرين غير شرعيين غرقوا في البحر المتوسط، قائلا إن شباكه "باتت تصطاد الجثث بدلا من الأسماك".
وروى الصياد، ويدعى أسامة دبيبي، من مدينة صفاقس، أنه بات شبه معتاد على انتشال جثامين المهاجرين الغارقين التي تعلق في شباكه.
وقال إن شباك الصيد أصبحت تصطاد الجثث بنفس معدل صيد الأسماك، حتى إنه عثر مؤخراً على 15 جثة خلال 3 أيام من الصيد، وفقا لما نقلت شبكة BBC البريطانية.
وتابع: "بدلاً من الحصول على الأسماك، أحصلُ أحيانا على جثث وأشلاء. في المرة الأولى شعرتُ بالخوف، لكنني اعتدتُ على الموضوع يوما بعد يوم. وبعد فترة من الوقت، بات إخراج جثة ميتة من شبكتي يشبه الحصول على سمكة".
جثث وأشلاء مهاجرين في شباك صياد تونسي بدل السمك#بي_بي_سي_ترندينغ pic.twitter.com/ru0K38Mixw
— BBC News عربي (@BBCArabic) June 22, 2023
وأوضح الصياد التونسي: "في إحدى المرات وجدت جثة رضيع، وجلستُ أفكر: ما ذنب الطفل؟ كيف له أن يكون مسؤولا عن أي شيء؟ بكيتُ كثيرا. الأمر مختلف بالنسبة للبالغين لأنهم عاشوا. لكن الوضع مختلف بالنسبة للطفل، إذ إنه لم ير شيئا من العالم."
وأكد أن الكثير من الصيادين باعوا قواربهم لعصابات التهريب عبر البحر، مقابل مبالغ مادية مجزية، لكنه يرى أن ذلك يتعارض مع قناعاته الشخصية.
وتابع أسامة: "المهربون عرضوا عليّ مبالغ طائلة لشراء قاربي، لكني كنت أرفض، لأنهم لو استخدموه، وتسبب ذلك في غرق أي شخص، لن أسامح نفسي أبداً".
وجاءت قصة الصياد التونسي المؤثرة، بعد أيام من حادثة الغرق المأساوي لقارب كبير كان على متنه أكثر من 700 مهاجر، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، قبالة سواحل اليونان، وسط اتهامات لخفر السواحل اليوناني بالتورط في غرق المركب عبر عدة روايات، إحداها أن القوات البحرية اليونانية ربطت القارب بحبل وسحبته بشدة، ما تسبب في انقلابه، بعد تعطل محركه في البحر.
ولا يزال عدد كبير ممن كانوا على متن القارب في عداد المفقودين، وبات مؤكدا أنهم لقوا حتفهم، بينما انتشلت السلطات 81 جثة.