ما المقصود بالشمولية (التوليتارية) أو النظام الشمولي؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الخميس، 08 سبتمبر 2022

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
حالات مقصودة للأصحاب
حالات واتس أب مقصودة للأصدقاء
صور: الطالبة التي أصبحت أول بطلة عربية لكمال الأجسام..دينا عبد المقصود

لطالما شكلت الشمولية أو التوليتارية تهمة توجه لهذا النظام السياسي أو ذاك، سواء أكان النظام يمتلك هذه الطبيعة أو لا يمتلكها.. فما هي التوليتارية؟ وماذا تعني؟

 

تعريف التوليتارية (الشمولية)

الشمولية أو التوليتارية تعرف باللغة الإنكليزية بـ (Totalitarianism)، يقصد بها الحكومة المركزية التي تسيطر على كل جوانب الحياة ولا تتسامح مع الأطراف المختلفة معها بالرأي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

بدورها عرّفت الموسوعة البريطانية التوليتارية أو الشمولية باعتبارها: شكل الحكومة التي تسمح نظرياً بالحرية الفردية، وفي الوقت نفسه تسعى لإخضاع كل جوانب حياة الفرد لسلطة الحكومة.

في المقابل، عرف (أي سونغ مان) - الذي أصبح فيما بعد أول رئيس لكوريا الجنوبية - التوليتارية /الشمولية/ في كتابه (اليابان من الداخل إلى الخارج)، بأنها الحكم الياباني للعديد من الدول الآسيوية ضد العالم الديمقراطي.

حيث يصبح للأفراد في ظل الحكم الياباني أهمية أكبر من المجتمع نفسه.

ظهور المصطلح وانتشاره

صاغ مصطلح التوليتارية أو الشمولية الرئيس الإيطالي بنيتو موسوليني في عام 1920 لوصف الدولة الجديدة التي تقودها الفاشية في إيطاليا.

فوصف التوليتارية بأنها "كل ما هو داخل الدولة وليس خارجها، فلا شيء ضد الدولة"، فيما بعد استخدم هذا المصطلح الكاتب النمساوي فرانز بوركينو (Borkenau Franz) في كتابه باللغة الإنجليزية (الأممية الشيوعية) الصادر في عام 1938.

حيث أطلق هذا المصطلح على الأنظمة السوفياتية والألمانية، ثم استخدمه رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني لوصف النظام النازي في ألمانيا الخامس من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1938.

أصل التوليتارية أو الشمولية

قالت العالمة الألمانية هانا أرندت (Hannah Arendt) أن النازية والأنظمة الشيوعية كانت أشكالاً جديدة من الحكومة، وليس مجرد نسخ من الأنظمة التوليتارية أو الشمولية القديمة.

بل هي أنظمة لها عقيدة تجيب عن أسئلة الماضي والحاضر والمستقبل، فعلى سبيل المثال التاريخ بالنسبة للنظرية الماركسية هو تاريخ الصراع الطبقي.

وبمجرد قبول هذه الفرضية، يتم تبرير جميع إجراءات الدولة بأنها نداء الطبيعة أو قانون التاريخ، لتبرير إنشائها وصدورها من جهاز الدولة الشمولي.

 

الاختلافات بين الأنظمة الاستبدادية والتوليتارية

هناك فرق بين مصطلحي النظام الاستبدادي والنظام التوليتاري، فالنظام الاستبدادي يدل على حالة يكون فيها صاحب السلطة واحد هو "الديكتاتور".

أو لجنة أو مجلس عسكري أو مجموعة صغيرة من النخبة السياسية تحتكر السلطة السياسية، في المقابل، يحاول النظام التوليتاري السيطرة تقريباً على كل جوانب الحياة الاجتماعية.

بما في ذلك الاقتصاد، التعليم، الفن، العلوم، الحياة الخاصة، أخلاق المواطنين.

أمثلة على الحكم التوليتاري حول العالم

هناك العديد من الأمثلة على النظام التوليتاري أو الشمولي، منها:

  • سلالة موريا في الهند، حكمت بين عامي 321 و185 قبل الميلاد.
  • أسرة شين في الصين، حكمت بين عامي 221 و206 قبل الميلاد.
  • ألمانيا النازية في ظل حكم أدولف هتلر، بين عامي 1933- 1945.
  • الاتحاد السوفياتي في ظل حكم جوزيف ستالين، بين عامي 1924- 1953. 
 

خصائص النظام التوليتاري (الشمولي)

يقول العالمان الأمريكيان فريدريك وبريجنسكي أن النظام الشمولي يمتلك ست خصائص مترابطة كالتالي:

  1. يعمل النظام الشمولي وفق أيديولوجية توجيهية محددة.
  2. يفرض تطبيق النظام الشمولي حزب جماهيري واحد، يقوده عادة من يوصف "بالديكتاتور".
  3. تُتهم التولتيارية بأنها نظام الإرهاب، بسبب استخدام قياداتها لأدوات مثل النظام الأمني العنيف أو الشرطة السرية.
  4. يعمل النظام الشمولي على احتكار الأسلحة.
  5. كما يحتكر وسائل الاتصال والإعلام.
  6. يتصف النظام الشمولي بالتوجيه المركزي والسيطرة على الاقتصاد من خلال التخطيط من قبل الدولة.

عيوب التوليتارية

تعرضت التوليتارية باعتبارها نظام حكم للعديد من الانتقادات، منها:

  • تثبيط المؤسسات والمنظمات الاجتماعية التقليدية وقمعها، (مؤسسات القطاع الخاص، المؤسسات الاجتماعية والخدمية).
  • تضعف النسيج الاجتماع، حيث يصبح الناس يتجسسون على بعضهم لإرضاء الحكومة مما يضعف الثقة بين الناس، فينقسمون بين مؤيد للسلطة ومعارض لها، وكل منهم يرفض قبول الآخر.
  • تقضي على الاختلاف بين الأفراد، وهو أمر غير صحي في المجتمع، حيث يصبح الناس لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم بحرية، فيتحولون إلى قالب واحد، فيظهرون وكأنهم صورة لشخص واحد. تجيز العنف بحجة الدفاع عن إيديولوجية الدولة.
  • تعمل الشرطة من خلالها دون ضوابط أو قوانين سوى ما يوافق أهواء الحكام، فقد تعتقل الناس في الشوارع لمجرد الشبهة ومن دون إذن رسمي كما يفرض القانون، كما قد يعتقل الشخص لفترة طويلة من دون محاكمة وهذا يتعارض مع القانون.

في الختام.. حظيت التوليتارية كمصطلح باهتمام العالم، وأصبحت تهمة تطلق على هذا النظام الشمولي أو ذاك، لكن ما توصلنا إليه من خلال المقالة.

أن هذا المصطلح يعني نظاماً سياسياً يسيطر على كل مجالات الحياة في المجتمع، وليس مجرد نظام حكم في هذا المجتمع أو ذاك.