ماذا يحدث إذا ذاب جليد القطب الجنوبي؟.. علماء يكشفون السر
تمكن العلماء من رسم خريطة تفصيلية للتضاريس الصخرية التي تختبئ تحت الجليد في قارة أنتاركتيكا


تخيلوا قارة أنتاركتيكا، ذلك الامتداد الشاسع من الجليد الأبيض، وقد كانت في يوم من الأيام أرضا خصبة تنبض بالحياة، موطنا لأنواع عديدة من الكائنات الحية التي عاشت في عصور ما قبل التاريخ. اليوم، تغطي طبقات سميكة من الجليد هذه الأرض القديمة، وتحجب عن أعيننا تاريخا عريقا لا يزال مدفونا تحتها.
ومع ذلك، فإن هذا الغطاء الجليدي لا يمنع العلماء من استكشاف ما يكمن تحته. فقد شرعت هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا، في مهمة طموحة، حيث تقوم بتحليق طائرات مجهزة بأجهزة رادار وموجات صوتية وأجهزة قياس الجاذبية فوق القارة المتجمدة، بهدف رسم خريطة تفصيلية للتضاريس الصخرية التي تختبئ تحت الجليد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الخريطة الجديدة التي تم إنتاجها تعد الأكثر دقة حتى الآن، حيث تكشف عن سلاسل جبلية شاهقة، ومجاري أنهار قديمة، وأحواض عميقة، وسهول واسعة. هذه المعلومات، كما يؤكد فريق العلماء، ستكون ذات أهمية بالغة لفهم التفاعل المعقد بين الأرض والجليد، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها القارة.
ما وراء الجليد في قارة أنتاركتيكا؟
إنه سؤال مثير للتفكير: كيف ستبدو قارة أنتاركتيكا إذا أزلنا عنها 27 مليون كيلومتر مكعب من الجليد؟ ما هي الأسرار الجيولوجية التي تخفيها هذه الأرض القديمة؟ وما هي الأحداث التاريخية التي لم يتم اكتشافها بعد؟
مع التقدم التكنولوجي، أصبحنا قادرين على استخدام الطائرات والأقمار الصناعية المجهزة بأجهزة قياس متطورة لرسم خريطة دقيقة لما يختبئ تحت طبقات الجليد السميكة. تعرف أحدث خريطة تم إنتاجها باسم Bedmap3، وهي ثمرة تعاون ساهمت في جمع 82 مليون نقطة بيانات، مما سد فجوات كبيرة في الخرائط السابقة.
إحدى هذه الفجوات كانت تتعلق بتحديد أعمق نقطة جليدية في القارة. حيث أشارت الدراسات السابقة إلى أن هذه النقطة تقع في حوض أسترولاب في أرض أديلي. ولكن الخريطة الجديدة كشفت عن موقع جديد، يقع عند خط عرض 76.052 درجة جنوبا وخط طول 118.378 درجة شرقا، حيث يوجد واد غير مسمى يبلغ سمك الجليد فيه 4,757 مترا.
تبين من خلال الخريطة أ]ضا أن الحجم الإجمالي للجليد يبلغ 27.17 مليون كيلومتر مكعب، ويغطي مساحة 13.63 مليون كيلومتر مربع. ويبلغ متوسط سمك الجليد، بما في ذلك الرفوف الجليدية، 1,948 مترا، بينما يبلغ 2,148 مترا عند استبعاد الرفوف الجليدية.
يحذرنا ذلك، من إنه إذا ذاب كل الجليد في أنتاركتيكا، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 58 مترا. هذه النتيجة تتوافق مع الدراسات السابقة، مع بعض التعديلات الطفيفة.
تحمل هذه النتائج أيضا تحذيرا خطيرا بشأن تأثيرات الاحتباس الحراري على ارتفاع مستوى سطح البحر، وما يترتب عليه من تهديدات للمناطق الساحلية حول العالم.