ماذا يحدث للشخص إذا لم يمارس الرياضة في حياته؟.. نتائج صادمة
لا تتردد أبدًا في ممارسة الرياضة. يمكن أن تبدأ بتمارين بسيطة مع زيادة شدتها تدريجيًا. ولتحفيز نفسك أكثر، اختر نوعا من التمارين تستمتع به.
ينشغل الكثيرون منا عن ممارسة الرياضة؛ بسبب المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، ولكن بعد فترة من الوقت، يمكن أن تتأثر طاقته وعزيمته بشكل كبير. لذلك، يجب علينا أن نعثر على وقت مناسب خلال الأسبوع لممارسة الرياضة بانتظام.
تتعدد الفوائد الصحية التي يمكن أن تعود على الشخص من ممارسة الرياضة، أبرزها تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والخرف، وغيرها. لذلك، علينا أن نفكر بشكل عملي في توفير الوقت للرياضة، حتى لو كان الأمر بعيد المنال بسبب ضغوط العمل والحياة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هذا ما تكشفه دراسة جديدة نشرت في مجلةNature Aging . يقدم الباحثون خلالها أخبارًا جيدة للأشخاص الذين يكافحون لإدراج التمارين الرياضية المنتظمة في جداولهم اليومية. وتشير النتائج إلى أن حتى حصولك على بعض التمارين الرياضية في عطلة نهاية الأسبوع فقط، يمنحك نفس فوائد الصحة العقلية والدماغية مثل الذين يمارسون الرياضة بانتظام طوال الأسبوع.
ما فعلته الدراسة
تتبع فريق من الباحثين الصينيين، بيانات أكثر من نصف مليون شخص، كان متوسط عمر المشاركين في هذه الدراسة 62 عامًا. ارتدى أكثر من 100 ألف منهم أجهزة تتبع النشاط القابلة للارتداء، ثم تم تصنيفهم إلى ثلاث مجموعات:
غير نشط
الأشخاص الذين لم يستوفوا الموصى به 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي في الأسبوع.
منتظم النشاط
أولئك الذين يستوفون المبادئ التوجيهية بنشاط موزع على مدار الأسبوع.
محاربو عطلة نهاية الأسبوع
الأشخاص الذين يستوفون المبادئ التوجيهية من خلال تراكم أكثر من 50% من نشاطهم على يوم أو يومين في عطلة نهاية الأسبوع.
تابع الباحثون هؤلاء الأشخاص على مدار 8.4 سنوات. واستخدموا سجلاتهم الطبية للتعرف على بيانات الاستشفاء وسجلات الوفيات لتتبع ظهور الأمراض العصبية، الخرف والسكتة الدماغية ومرض باركنسون. وكذلك الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
كما قام الباحثون بإضافة عدة عوامل رئيسية يمكن أن تؤثر على هذه النتائج. شملت هذه العوامل العمر والجنس ووضع التدخين واستهلاك الكحول والحمية والتاريخ المرضي لأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان.
نتائج الدراسة
أظهرت نتائج الدراسة أن "محاربو عطلة نهاية الأسبوع" مقارنة بـ"غير النشطين"، لديهم خطر أقل بنسبة 26% للإصابة بالخرف، وخطر أقل بنسبة 21% للإصابة بالسكتة الدماغية، وخطر أقل بنسبة 45% للإصابة بمرض باركنسون.
كما كان خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق أقل بنسبة 40% مقارنة بالمجموعة غير النشطة. والمفاجأة، أن هذه الأرقام التي حصدتها مجموعة "محاربو عطلة نهاية الأسبوع"، يمكن مقارنتها أيضا بنتائج مجموعة النشطين بانتظام.
يعكس هذا الاكتشاف الفوائد المهمة للنشاط البدني لكبار السن، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الخرف والسكتة الدماغية وباركنسون. أو معرضون أيضا للمعاناة من الاكتئاب والقلق.
لا حاجة للالتزام اليومي
تكشف الدراسة العديد من الجوانب المهمة، أولها ما الذي يمكن أن يعاني منه الجسم إذا لم تمارس التمارين الرياضية. وعلى الجانب الآخر، فوائد التمارين الرياضية. لكن السؤال الأهم من كل ذلك: ماذا لو كانت عطلة نهاية الأسبوع غير ملائمة للحصول على التمارين؛ بسبب ضغوط العمل أو الالتزامات العائلية أو غيرها؟
لحسن الحظ، بحثت الدراسة عن أنماط مختلفة لإيجاد حل، واكتشف الباحثون أنه ليس بالضرورة ممارسة التمارين في عطلة نهاية الأسبوع بالمعنى الحرفي، لكن يكفي أن تمارسها في أي يومين طوال أيام الأسبوع، حتى لو لم تكن هذه الأيام متتالية. في النهاية، ستحقق فوائد صحية مماثلة.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يقومون بمعظم تمارينهم في يوم أو يومين يحصلون على فوائد مماثلة لصحة القلب، مثل أولئك الذين يوزعون نشاطهم البدني بالتساوي على مدار الأسبوع.
ويتوافق هذا مع مجموعة من الأبحاث التي تؤكد أن حتى الفترات القصيرة من الأنشطة اليومية مثل صعود الدرج أو الأعمال المنزلية أو الذهاب في نزهة في الحديقة، أو الجري، تحقق فوائد صحية مهمة.
فوائد التمارين الرياضية
تكشف الأبحاث والدراسات طوال الوقت العددي من الفوائد التي يمكن أن تعود على الصحة العامة من خلال ممارسة التمارين الرياضية، والالتزام بها. ليس فقط على مستوى الصحة البدنية للشخص، وإنما أيضا على مستوى الصحة النفسية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي فوائد ممارسة التمارين الرياضية؟
فوائد جسدية
تساهم التمارين في زيادة كتلة العضلات وتقوية العظام، مما يحمي من الهشاشة والإصابات. كما تساعد على خفض ضغط الدم، تقليل مستوى الكوليسترول الضار، وتحسين الدورة الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
كذلك، تساهم التمارين الرياضية في حرق السعرات الحرارية الزائدة وبناء العضلات، مما يساعد على تحقيق وزن صحي والحفاظ عليه. وتزيد من كفاءة الجهاز التنفسي، وتقوي عضلات الجسم، مما يمنحك شعورًا بالنشاط والحيوية طوال اليوم.
كل ذلك، يساعدك بالتأكيد في النهاية على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وتحسين جودة النوم، مما يزيد من قدرتك فيما بعد على التركيز والإنتاجية.
فوائد نفسية وعقلية
تعود الفوائد الجسدية على الصحة النفسية بالكثير من النفع. لذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تساعد على تحفيز إفراز هرمونات السعادة الإندورفين، سواء لمتعة ممارستها أو لأنك تتمتع بصحة جيدة بسببها. الأمر الذي يساعد في النهاية على تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج.
كذلك، تساهم التمارين في رفع مستوى الثقة بالنفس، وتحسين الصورة الذاتية. كما تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، وتحفز نمو الخلايا العصبية، مما يعزز الوظائف الإدراكية. وكل ذلك، يؤدي في النهاية إلى المساعدة على تحسين المزاج والتركيز، مما يزيد من الإنتاجية في العمل والدراسة.
فوائد أخرى
لا شك أن التمارين الرياضية تساهم بشكل كبير في تقوية جهاز المناعة. وبالتالي، تساعد على مقاومة الأمراض والالتهابات. كما تساهم في تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم، وزيادة المرونة والقوة في المفاصل والعضلات، مما يقلل من خطر الإصابات.
في النهاية، لا تتردد أبدًا في ممارسة الرياضة بانتظام. يمكن في البداية أن تبدأ بتمارين بسيطة مع زيادة شدتها تدريجيًا. ولتحفيز نفسك أكثر، اختر نوعا من التمارين تستمتع به، سواء كانت تمارين قوى، رياضات جماعية، أو تمارين يوجا. المهم أن تكون مستمتعا أثناء أداء التمارين الرياضية لضمان ممارستها بانتظام، لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.