ماري سيليست.. لغز اختفاء طاقم "سفينة الأشباح" في ظروف غامضة
لا يزال لغز اختفاء طاقمها غريبًا مما يجعلها واحدة من أكثر القصص المثيرة في العالم
سفينة ماري سيليست، واحدة من القصص التي أصبحت من أشهر حكايات البحار الغامضة في التاريخ. لذلك، ألهمت العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية. ولا يزال لغز اختفاء طاقمها مفتوحًا، مما يجعلها واحدة من أكثر الألغاز إثارة في العالم.
كما إنه لم يتم العثور على أي دليل قاطع على ما حدث لطاقم ماري سيليست، لذلك لا تزال جميع النظريات مفتوحة. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم القصة الكاملة لسفينة ماري سيليست.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي قصة سفينة ماري سيليست؟
ماري سيليست، سفينة شراعية تجارية أمريكية، اكتشفت مهجورة في المحيط الأطلسي قبالة جزر الأزور في 4 ديسمبر 1872. عثرت عليها سفينة "دي جراشا" الكندية في حالة جيدة، ولكن بدون أي أثر لطاقمها المكون من 10 أشخاص، بما في ذلك زوجة القبطان وابنته الصغيرة.
غادرت ماري سيليست مدينة نيويورك في 7 نوفمبر 1872 متوجهة إلى جنوة، إيطاليا، محملة بشحنة من الكحول الخام. وكان على متنها قبطانها بنيامين بريجز، وزوجته سارة، وابنتهما صوفيا، بالإضافة إلى 7 بحارة.
لم يتم تسجيل أي شيء غير عادي خلال الرحلة حتى 25 نوفمبر، عندما سجل القبطان بريجز آخر ملاحظة في سجل السفينة.
وفي 4 ديسمبر، رصدت سفينة "دي جراشا" ماري سيليست وهي تنجرف في عرض البحر، حيث كانت السفينة في حالة جيدة، مع أشرعة جزئية مرفوعة، وقارب النجاة مفقودًا. ولكن، لم يكن هناك أي أثر لطاقمها أو أي دليل على صراع أو عنف.
ماذا حدث لسفينة ماري سيليست؟
لا تزال ظروف اختفاء طاقم ماري سيليست لغزًا محيرًا حتى يومنا هذا. ولكن تم طرح العديد من النظريات لشرح ما حدث، بما في ذلك:
حادثة طبيعية
ربما تعرضت السفينة لعاصفة أو كانت معرضة لاصطدام بجبل جليدي، مما أجبر الطاقم على إخلائها بعد أن أصيبوا بالذعر.
اختطاف
ربما تم اختطاف الطاقم من قبل قراصنة قتلوا الطاقم أو جهة ما لأي سبب. ومع ذلك، كانت هناك بعض المشاكل في تلك القصة. أولها إنه لم تكن القرصنة شائعة بشكل خاص في ذلك الجزء من العالم في ذلك الوقت، بفضل الوجود البحري البريطاني القوي.
ثانيًا، لم تكن هناك أي علامة على وجود صراع على متن السفينة ماري سيليست. بالإضافة إلى إن القراصنة عمومًا لا يأخذون قاربًا ويقتلون طاقمه ثم يتركونه محملا بالبضائع.
حالة تمرد
هناك فرضية أخرى بأن طاقم السفينة تمرد على القبطان ثم قتلوه وعائلته قبل الفرار في قارب النجاة. ولكن، لا تتوافق هذه القصة مع الحقائق أيضًا، لأن جميع أفراد الطاقم بحارة ذوي خبرة ولديهم سجلات لا تشوبها شائبة.
نظرية خيالية
تناولت بعض الروايات الأسطورية والشعبية إمكانية أن تكون السفينة قد تعرضت لهجوم من قبل الأخطبوط العملاق أو وحش البحر أو حتى كائنات فضائية. أو ربما أصيب طاقم السفينة جميعا بنوبة جنون جماعي وألقوا بأنفسهم في البحر.
نظرية علمية
اقترحت النظرية الأكثر علمية انفجارًا ناجمًا عن أبخرة من 1700 برميل من الكحول الخام الموجودة في عنبر السفينة. خاصة إنه عندما قام المحققون بتفريغ براميل الكحول من المخزن، تبين أن تسعة براميل فارغة.
تفاصيل التحقيقات
تم إجراء العديد من التحقيقات في اختفاء طاقم ماري سيليست، ولكن لم يتم التوصل إلى أي استنتاجات قاطعة.
كذلك، حاول الفيلم الوثائقي "القصة الحقيقية لماري سيليست" والذي تم إنتاجه عام 2007 إلى تقديم أي نتيجة محددة، لكنه فقط اقترح سيناريو يشير إلى إمكانية حدوث خلل في الكرونومتر وأمواج هائجة ومضخة مسدودة على متن السفينة. وكل ذلك قاد القبطان إلى الأمر بترك السفينة بعد وقت قصير في 25 نوفمبر 1872.
أيضا، تم العثور على بعض الأدلة الغامضة، مثل وجود أدوات مائدة على طاولة الطعام، مما يدل على أن الطاقم غادر السفينة على عجل. إلى جانب اختفاء بعض الأمتعة الشخصية، مما يدل على أنهم لم يخططوا للرحيل بشكل دائم.
ماضي السفينة الغامض
قبل هذه الحادثة التي حيرت العالم والباحثين، كان لدى ماري سيليست ماض غامض، حيث سميت في الأصل "أمازون"، ثم أُعطيت اسمًا جديدًا بعد سلسلة من الحوادث المؤسفة.
كان من بين تلك الحوادث إصابة قبطانها الأول بمرض مفاجئ ثم وفاته. وبعدها تعرضها للاصطدام بسفينة أخرى مع عد وجود أي دليل على ارتكاب جريمة.
تحطمت السفينة مرة واحدة على الأقل بحلول عام 1867، وخضعت لإصلاحات، وتم تغيير ملكيتها مرتين قبل بيعها في نيويورك كسفينة محطمة في عام 1868.
بعد العثور على السفينة بدون طاقمها في الحادث الشهير، أبحرت ماري سيليست مرة أخرى تحت ملكية ملاك مختلفين لمدة 12 عامًا، قبل أن يجنح بها قبطانها الأخير عمدًا في هايتي كجزء من محاولة للاحتيال على التأمين من أجل الحصول على أموال.
معلومات عن سفينة ماري سيليست
يحوم حول السفينة الكثير من الغموض والأسرار غير الواضحة حتى يومنا هذا، ولكن هناك مجموعة من المعلومات والحقائق المعروفة عنها، والتي نستعرضها في السطور التالية:
. تم بناء السفينة، التي كانت تسمى آنذاك أمازون، في جزيرة سبنسر عام 1861.
. سفينة شراعية ذات ساريتين.
. يبلغ وزنها 282 طنًا.
. كان على متن السفينة قبطان السفينة بنيامين س. بريجز وزوجته سارة وابنتهما صوفيا البالغة من العمر عامين، بالإضافة إلى ثمانية من أفراد الطاقم.
. كانت محملة بما يكفي من الطعام والماء والتي تكفي لمدة ستة أشهر.
. كانت محملة أيضًا بحوالي 1700 برميل من الكحول داخل المخزن.
. أبحرت السفينة ماري سيليست من نيويورك في 7 نوفمبر متجهة إلى جنوة بإيطاليا.
. بعد الحادثة الشهيرة، عادت السفينة ماري سيليست إلى الإبحار في عام 1873، ولكن كان يعتقد أنها ملعونة.
في النهاية، وعلى الرغم من ما يقرب من 130 عامًا من البحث، لا يزال المؤرخون البحريون لا يعرفون ما حدث لطاقم السفينة في تلك الرحلة الغريبة عام 1872، وهو أمر يجعل مصير سفينة ماري سيليست واحدًا من أكثر الألغاز الغريبة والمرعبة التي لم يتم حلها.