مبادئ الإملاء في اللغة العربية وأحكام كتابة الهمزة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: منذ 4 أيام

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
الفيفا تدرس اعتماد اللغة العربية ضمن لغاتها
اقتباسات باللغة العربية الفصحى
حكم وأقوال عن اللغة العربية

على الرغم من أنَّنا جميعاً تلقينا دروساً في الإملاء في المراحل الابتدائية من الدراسة إلَّا أن الكثير منَّا يواجه صعوبة في بعض القضايا الإملائية، خاصة ما يتعلق بالهمزة وطريقة كتابتها وأحكامها المختلفة، حيث لا نتمكن غالباً من استرجاع القواعد التفصيلية لكتابة الهمزة ونكتفي بالاعتماد على السليقة اللغوية، لكن هذه السليقة قد لا تسعفنا دائماً خاصة مع الكلمات الصعبة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

هناك ثلاثة أنماط للكتابة في اللغة العربية

يميز الباحثون واللغويون بين ثلاثة أشكال أو أنماط من الكتابة في اللغة العربية، ونذكر لكم هذه الأنماط كما ذكرها ابن خلدون في مقدمته واستشهد بها الدُّكتور عمر فاروق الطبَّاع في كتابه (الوسيط في قواعد الإملاء والإنشاء):

1- الكتابة العثمانية أو الخط العثماني

تعود تسمية هذا النمط من الكتابة بهذا الاسم (العثماني) لأنَّه النمط الذي اعتمد في رسم القرآن الكريم في عهد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفَّان، وقد خالفت هذه الكتابة في بعض المواضع الأشكال التي اصطلح عليها علماء اللغة في رسم الحروف والكلمات، إنَّما درج الصحابة والتابعون على اعتماد هذا الرسم إجلالاً له، وقد عرف هذا الرسم أيضاً باسم (الخطِّ الإمام)، حيث ترسَّخ الخطُّ الإمام حتَّى أصبح الخروج عنه مكروها أو محرماً كما يذكر الدُّكتور الطبَّاع في المرجع المذكور سابقاً.

بينما يؤكد ابن خلدون أن الكمال للصحابة لا يكون في الصنائع والكتابة من الصنائع، فكل نقصٍ في الصنائع لا يمس الدين ولا الأخلاق، لذلك لا يمكن تقديس هذا الرسم (العثماني) لأنَّه من الصنائع وليس من الكرامات.

2- الكتابة القياسية أو الخطُّ الاصطلاحي

هو النمط الثاني من أنماط الكتابة والمعروف بالخطِّ القياسي أو الاصطلاحي، وقد سمِّي بالقياسي لأنَّه يتَّبع مجموعة من القواعد والقوانين التي تعصم الكاتب عن الخطأ في رسم الكلمات، وهو المعروف بعلم الإملاء.

3- الكتابة العروضية

أمَّا الكتابة العروضية فلا تعارض بينها وبين النمطين السابقين لأن لها قواعدها الخاصة واستخداماتها المحددة، فالكتابة العروضية تكتب كلَّ ما يلفظ، فيقوم العروضيون بكتابة التنوين نوناً كما يقومون بفك الشدَّة وكتابة الحرف المشدَّد مرتين، لمعلومات أكثر عن الكتابة العروضية اضغط (هنا).

علم الإملاء

بناء على ما ذكرناه يعرِّف الدُّكتور الطبَّاع علم الإملاء أنَّه: "ما يسميه اللغوين علم الخطِّ القياسي، أو الاصطلاحي، هو من جملة العلوم العربية وله أصول وقواعد لا غنى عن تعلمها وإتقانها لتجنب كل خطأ يفسد صحة الأداء والتعبير وبالتالي سلامة اللغة العربية"

والآن سنتذكر معاً قواعد كتابة الهمزة التي تشكل الركيزة الأساسية لعلم الإملاء.

 

الهمزة التي تكتب في أول الكلمة إمَّا أن تكون همزة وصلٍ أو همزة قطع

همزة الوصل وهمزة القطع كلتاهما تأتيان في أول الكلمة، لكن ما يميز همزة الوصل أنَّها لا تلفظ إذا اتصلت بالكلام، أي إن لم تكن الكلمة ابتدائية في الكلام، كما أنَّ الأصل في همزة الوصل أنَّها قد تكتب إن لفظت، لكنها الآن لا تكتب في الرسم أنَّى ما جاءت ويرمز لها بحرف صغير (سنذكر الأمثلة في الفقرات القادمة)، أمَّا همزة القطع فهي التي تكتب وتلفظ سواء أكانت ابتدائية أم لم تكن.

أحكام همزة الوصل وحالات حذفها

همزة الوصل هي همزة زائدة يؤتى بها في أول الكلام للتخلص من الابتداء بساكن، لكنها تسقط إن أتت في سياق الكلام.
تقع همزة الوصل في المواضع التالية:

  1. في أل التعريف، باستثناء لفظ الجلالة المسبوق بياء النداء (يا الله/ يا ألله) وكلمة (البتَّة/ ألبتَّة).
  2. في أفعال الأمر التي تكون ثلاثية في الماضي، على غرار لعبَ/العب، سكتَ/ اسكت...إلخ.
  3. في أفعال الماضي الخماسية والسداسية، على غرار استرشد، استوضح، استفهم، اكتسب، استعر.
  4. كما تكون همزة الوصل في الأسماء التالية: ابن، ابنة، ابنم، امرئ، امرأة، اسم، وفي تثنيتاها، كذلك في كلمة اثنتان واثنتين.

تحذف همزة الوصل في الحالات التالية:

  1. تحذف من البسملة الكاملة (باسم/ بسم الله الرحمن الرحيم) ولا تحذف في غيرها من أشكال البسملة كقولنا: باسم الله نبدأ.
  2. وتحذف همزة الوصل عند اتصال أل التعريف بلام الجر، على غرار كلمة البيت/ للبيت، الرجل/للرجل.
  3. تحذف همزة الوصل بعد الواو والفاء إذا كانت الكلمة في أصلها همزة ساكنة، كما في الفعل الماضي (أمرَ) إذا كان فعل أمرٍ متصلاً بالفاء (فأمُرْ) فأصله (أامر).
  4. كما تحذف همزة ابن وابنة في حال وقوعهما بين علمين أولهما والدٌ للثاني، كقولنا محمدٌ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أو الحسن بن الهيثم، أو رابعة بنت اسماعيل العدوية...إلخ.
  5. تحذف همزة الوصل أيضاً إذا سبقت الكلمة بألف الاستفهام، على غرار (أبنك هذا الذي نجح؟) وتبدل مدَّة مع المعرَّفات، نحو قولنا: الكتاب شيِّقٌ/ آلكتاب شيِّقٌ؟.
  6. وتحذف إن دخلت عليها لام الابتداء، كقولنا: لَلخير قيمة أسمى من كل القيم.

أحكام همزة القطع

  • وهمزة القطع ليست زائدة، بل هي همزة أصلية تكتب وتلفظ أنَّى ما كان موقعها من الكلام، وسواء اتصلت بالفعل (أنجز) أم بالاسم (أخوات) أم بالحرف (أنَّ، إنْ).
  • ومن أحكامها أنَّها تكتب فوق الألف إن كانت علامتها الفتحة أو الضمَّة، بينما تكتب تحت الألف إن كانت علامتها الكسرة.

تقع همزة القطع في المواضع التالية:

  1. تقع همزة القطع في لفظ الجلالة المسبوق بالنداء (يا ألله).
  2. همزة القطع في الماضي الثلاثي (أكَلَ) وفي مصدره (أكْلاً)، على غرار أخَذّ/أخْذاً.
  3. في الماضي الرباعي وفي أمره ومصدره، نحو الفعل: أقبَلَ/ أقبِلْ/ إقبال.
  4. كما تقع همزة القطع في الحروف المهمزة على غرار (إلى، أو، إن، أنْ، أنَّ، إذن...إلخ).
  5. وتقع همزة القطع أيضاً في أفعال التفضيل والتعجب، على غرار قولنا: ما أجمل اللغة العربية، الضوء أسرع من الصوت.
  6. في الاسم المفرد المذكر والمؤنث وجمعهما وتثنيتهما على غرار: أخ، أخت، إخوة، أخوات، أختان، أخوان.
  7. كذلك همزة القطع في اسم يوم (الإثنين).
 

الفرق بين اللام القمرية واللام الشمسية

تتعلق قواعد أل التعريف الشمسية باللفظ دون الكتابة، فالكتابة واحدة في الحالتين لكن اللفظ يختلف وفقاً للحرف الأول من الكلمة بعد لام التعريف، حيث تقتسم القمرية والشمسية الحروف الهجائية مناصفة، فإذا جاء أحد الحروف التالية بعد التعريف (أ، ب، ج، ح، خ، ع، غ، ف، ق، ك، م، ه، و، ي) كانت اللام قمرية وهي التي تلفظ أثناء الحديث.

أمَّا إذا جاء حرف من الحروف الأبجدية الأخرى بعد اللام (ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ن، ل) تكون اللام شمسية وهي التي لا تلفظ ويشدَّد الحرف الذي يليها، فالفرق إذاً بين اللام الشمسية والقمرية أنَّ اللام القمرية تلفظ ولا يتم تشديد ما يليها، أمَّا الشَّمسية فلا تلفظ لكنها تشدِّدُ الحرف الذي يليها، فكلمات القمر، الجند، العدل، الماء، الوادي...إلخ جميعها قمرية تلفظ لامها، أمَّا كلمات الشَّمس، التَّوبة، السَّماء، الطَّائي، اللَّون، جميعها شمسية لا تلفظ اللام فيها.

 

تكتب الهمزة المتوسطة والهمزة المتطرفة على أربعة أشكال وفق قواعد معينة

تعتبر قواعد كتابة الهمزة المتوسطة والمتطرفة من القواعد الإملائية الرئيسية التي يعاني الكثيرون من استخدامها، لكن لكتابة الهمزة مجموعة من القوانين التي تساعد على معرفة وضع كتابتها، فالهمزة المتوسطة والهمزة المتطرفة تكتب في أحد الأشكال التالية:

  • الهمزة على الألف: متوسطة كقولنا (مفاجأة) ومتطرفة كقولنا (نبأ).
  • الهمزة على الياء (نبرة): متوسطة كقولنا (مئذنة) ومتطرفة كقولنا (شاطئ).
  • الهمزة على الواو: متوسطة كقولنا (مسؤول) ومتطرفة كقولنا (تباطؤ).
  • الهمزة على السطر: متوسطة على غرار كلمة (قراءة)، ومتطرفة مثل كلمة (شيء/ دفء).
 

معركة بين حركة الهمزة المتوسطة وحركة ما قبلها تحدد طريقة كتابتها

حتَّى نتوصل إلى طريقة كتابة الهمزة المتوسطة وفق واحد من الأشكال المذكورة سابقاً لا بد أن نقارن بين حركة الهمزة نفسها وحركة الحرف الذي يسبقها، فتكتب الهمزة بناءً على الشكل الذي يناسب الحركة الأقوى، علماً أنَّ ترتيب الحركات من حيث الأفضلية والقوة هو كالآتي:

  1. الكسرة هي أقوى الحركات، وتناسبها الياء أو النبرة.
  2. الضمَّة تلي الكسرة من حيث القوة، وتناسبها الواو.
  3. الفتحة أضعف الحركات وتناسبها الألف.
  4. السكون هو نقيض الحركة، ويعتبر السكون الأضعف بين الحركات جميعها لذلك لا ترجح الكفَّة للحرف المساكن، إلَّا في حالات محدَّدة تُكتب فيها الهمزة على السطر سنذكرها في الفقرة التالية.

حالات كتابة الهمزة المتوسطة

  • تكتب الهمزة المتوسطة على الياء (النبرة) إذا كان العامل الأقوى هو الكسر، أي إذا كانت حركتها أو حركة ما قبلها الكسرة، كقولنا طاْئشة، مِئذنة، كما تكتب الهمزة على الياء إن سبقتها ياء ساكنة مهما كانت حركة الهمزة ذاتها، لاعتبار الياء الساكنة موازية للكسرة، كقولنا: جريْئة، دنيْئة.
  • تكتب الهمزة المتوسطة على الواو إذا كانت الضمَّة هي العامل الأقوى، أي إذا كانت حركتها أو حركة ما قبلها الضمَّة شريطة ألا تكون الكسرة في المنافسة، كقولنا بكاْؤُها، مسْؤُولية.
  • تكتب الهمزة على الألف إذا كانت الفتحة هي العامل الأقوى، أي حين تكون حركة الهمزة الفتحة وما قبلها السكون أو العكس، كقولنا سَأل، مفاجَأة.
  • إذا وقعت الهمزة المتوسطة بين ألف وضمير تكتب على واو، على غرار: عزاؤك، ضياؤك.

كتابة الهمزة المتوسطة على السطر

  • تكتب الهمزة المتوسطة على السطر إذا سبقها واو أو ألف ساكنتين، كقولنا قراْءة، مقروْءة.
  • تكتب الهمزة المتوسطة على السطر أيضاً إذا كانت الهمزة مفتوحة أو مضمومة وسبقها حرف صحيح ساكن أو الواو الساكنة ثم تلتها ألف الاثنين أو ألف التنوين أو ضمير متصل، كقولنا: ضوءان، جزءاً، ضوءك.
  • يجوز استعمال الوصل في الحالة السابقة إذا كان ممكناً، على غرار: عبء/ عبئان، شيء/شيئاً.
  • وتكتب الهمزة على السطر إذا كانت الكلمة على وزن فعول أو مفعول وتلت الهمزةَ فيها واو المدِّ، كقولنا: دءوب/موءودة، كما يجوز أن تكتب بالحكم العام على غرار دؤوب.
 

الفرق بين الهمزة المتطرفة والهمزة المتوسطة هو عدم وجود منافسة بين الهمزة المتطرفة وما قبلها

تنطبق أحكام كتابة الهمزة المتوسطة على الهمزة المتطرفة من حيث قوة الحركات وأشكال الرسم (الياء والواو والألف والسطر) لكن الفرق الجوهري أنَّنا نهمل حركة الهمزة، ونقوم بكتابتها وفقاً لحركة الحرف الذي يسبقها فقط دون النظر إلى حركتها، لتكون أحكامها كالآتي:

  • تكتب الهمزة المتطرفة على الياء (النبرة) إذا كانت حركة ما قبلها الكسرة، كقولنا: شاطِئ، مخطِئ.
  • تكتب الهمزة المتطرفة على الواو إذا كانت حركة ما قبلها الضمَّة، كقولنا: لؤلؤ، تباطُؤ، تلألُؤ.
  • تكتب الهمزة المتطرفة على الألف إذا كانت الفتحة حركة ما قبلها، على غرار نبَأ، سبَأ، تبرَّأ.
  • تكتب الهمزة المتطرفة على السطر إذا كان ما قبلها ساكناً بما في ذلك أحرف العلَّة (الواو والألف والياء)، مثل قولنا: شيء، ضوء، ماء، عبْء، دفْء.

ختاماً... يمكننا إذا أن نلخص قواعد كتابة الهمزة كالآتي:

  • الهمزة في أول الكلمة إمَّا أن تكون ملفوظةً ومكتوبة وتسمَّى همزة قطع، وإمَّا أن تكون همزة وصل تلفظ خفيفة أو لا تلفظ أبداً.
  • الهمزة المتوسطة تكتب بعد المقارنة بين حركتها وحركة ما قبلها واتخاذ ما يناسب الحركة الأقوى.
  • الهمزة المتطرفة تكتب وفق حركة الحرف الذي قبلها وما يناسبها من أشكال كتابة الهمزة.
  • ترتيب الحركات من الأقوى إلى الأضعف هو (كسرة تناسبها الياء، ضمَّة تناسبها الواو، فتحة تناسبها الألف، سكون).
  • اللام القمرية تلفظ لاماً عادية، أمَّا اللام الشَّمسية فلا تلفظ كما أنَّها تشدِّد الحرف الذي يليها.