مبادرة السعودية الخضراء.. خطط ومشاريع لحماية البيئة والمناخ
أطلقت المملكة هذه المبادرة تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 وحرصها على حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي.
يواجه كوكب الأرض، موطننا الوحيد، العديد من التحديات البيئية، بين التلوث، إزالة الغابات، التغير المناخي وغيرها من العوامل التي تهدد مستقبلنا ووجودنا على هذا الكوكب.
لذلك، من واجبنا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات وحكومات، أن نتكاتف لحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وهذا ما تحاول أن تقوم به المملكة العربية السعودية، هذه الأيام، من خلال مبادرة السعودية الخضراء، المهتمة بحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أبرز التفاصيل عن مبادرة السعودية الخضراء، سواء أسباب إطلاقها وأهدافها وكذلك أهم الإنجازات التي تمكنت من تحقيقها خلال السنوات الماضية وحتى الآن.
ما هي مبادرة السعودية الخضراء؟
في 27 مارس عام 2021، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة السعودية الخضراء، وذلك تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 وحرصها على حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وتشمل تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وإعادة التدوير والسماد إلى جانب التشجير ودعم السياسات البيئية.
وتؤكد السعودية من خلال شعار مبادرة السعودية الخضراء أن حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي مسؤولية الجميع. وأن علينا جميعًا التكاتف لإنقاذ كوكبنا وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
أهداف مبادرة السعودية الخضراء
تعتبر مبادرة السعودية الخضراء خطوة طموحة لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحسين جودة الحياة للأجيال القادمة. ولكن ما الهدف من إطلاق مبادرة السعودية الخضراء؟
في السطور التالية، نستعرض معكم بعضًا من أهداف المبادرة الرئيسية التي تسعى إلى تحقيقها:
تقليل الانبعاثات الكربونية
تسعى المملكة إلى الوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060. وسيتحقق ذلك من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة، حيث تهدف المملكة إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 50% بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون من القطاعات الاقتصادية، حيث سيتم تطبيق مبادرات لخفض انبعاثات الكربون من مختلف القطاعات، مثل النقل والصناعة والزراعة.
وكذلك، تشجيع التقنيات الخضراء، حيث ستدعم المملكة تطوير واستخدام التقنيات الخضراء، مثل التقاط الكربون وتخزينه.
التشجير
تخطط المملكة لزراعة 10 مليارات شجرة بحلول عام 2030. وسيساهم ذلك في تحسين جودة الهواء، لأن الأشجار تساعد على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتنقية الهواء. إلى جانب مكافحة التصحر ومنع انجراف التربة وتحسين خصوبة التربة.
كذلك، تعزيز التنوع البيولوجي، حيث توفر الأشجار مأوى للحيوانات والنباتات، مما سيساعد على تعزيز التنوع البيولوجي.
حماية المناطق البرية والبحرية
تهدف المملكة إلى حماية 30% من مساحة أراضيها ومياهها البحرية بحلول عام 2030. سيتحقق ذلك من خلال إنشاء محميات طبيعية، حيث ستقوم المملكة بإنشاء محميات طبيعية لحماية النظم البيئية الحساسة.
كما تسعى المملكة إلى مكافحة الصيد الجائر، بتطبيق قوانين صارمة لمكافحة الصيد الجائر. بالإضافة إلى تعزيز الوعي البيئي بنشر الوعي حول أهمية حماية البيئة.
إدارة النفايات
تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى تحويل 94% من النفايات في الرياض بعيدًا عن المرادم، حيث سيتم تحويل أكثر من 1.3 مليون طن من النفايات القابلة للتحلل إلى سماد. وستعمل المبادرة على تقليل انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمقدار 4.1 مليون طن.
كذلك، سيتم إنشاء نموذج موثوق لإدارة النفايات يمكن تطبيقه في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2035.
حماية النمر العربي
تم تخصيص 25 مليون دولار لحماية النمر العربي. كما تم إعادة توطين 471 رأس مها عربي ووعل جبلي. ومن المقرر أن يتم إنشاء محميات بحرية طبيعية على سواحل البحر الأحمر بمساحة 6693 كيلومترًا مربعًا.
إنجازات مبادرة السعودية الخضراء
تتطلع المملكة العربية السعودية إلى مواصلة العمل على تحقيق أهداف مبادرة "السعودية الخضراء" لجعل المملكة العربية السعودية نموذجًا عالميًا للتنمية المستدامة.
وأحرزت المملكة العربية السعودية بالفعل تقدمًا ملحوظًا في تحقيق العديد من الأهداف وذلك من خلال مشاريع مبادرة السعودية الخضراء. ومن أهم الإنجازات التي تحققت:
. زراعة أكثر من 500 مليون شجرة حتى الآن.
. التوقيع على اتفاقيات مع شركات عالمية لإنشاء مشاريع طاقة متجددة.
. إطلاق مبادرة "الرياض الخضراء" التي تهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة خضراء مستدامة.
. كذلك، تساهم مبادرة "السعودية الخضراء" في تحقيق العديد من التأثيرات الإيجابية على المملكة العربية السعودية، من أهمها تحسين جودة الهواء، خفض انبعاثات الكربون، خلق فرص عمل جديدة، تعزيز السياحة البيئية.
مستقبل مبادرة السعودية الخضراء
يتساءل كثيرون متى تصبح السعودية خضراء؟ ومن المتوقع أن يكون لمبادرة السعودية الخضراء دور كبير في تحقيق هذا، إلى جانب العديد من التأثيرات الإيجابية على المملكة العربية السعودية في المستقبل، بما في ذلك:
تحسين جودة الهواء
ستساعد الأشجار على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتنقية الهواء. وذلك من خلال مبادرة التشجير الوطني التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
مكافحة التصحر
ستساعد الأشجار على منع انجراف التربة وتحسين خصوبة التربة.
تعزيز التنوع البيولوجي
ستوفر الأشجار مأوى للحيوانات والنباتات، مما سيساعد على تعزيز التنوع البيولوجي.
حماية البيئة
تهدف مبادرة الطاقة المتجددة إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 50% بحلول عام 2030. إلى جانب تحسين كفاءة استخدام الطاقة والموارد في جميع القطاعات.
خلق فرص العمل
ستخلق مبادرة السعودية الخضراء فرص عمل جديدة في مجال الطاقة المتجددة والتشجير والتنمية المستدامة.
تعزيز الوعي البيئي
من خلال مبادرة حماية البيئة التي تهدف إلى حماية البيئة البرية والبحرية من خلال إنشاء محميات جديدة ومكافحة التلوث البحري، ستساعد مبادرة السعودية الخضراء على نشر الوعي حول أهمية حماية البيئة.
في النهاية، مبادرة السعودية الخضراء هي خطوة طموحة نحو مستقبل مستدام. ومن خلال تحقيق أهدافها، ستساهم المملكة العربية السعودية في مكافحة تغير المناخ وتحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.
ولذلك، تعد مبادرة السعودية الخضراء مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع. وتؤكد دائما المملكة العربية السعودية على ذلك، من خلال شعارات مثل "معًا، نستطيع أن نجعل المملكة العربية السعودية خضراء مزدهرة، ونحافظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة".