متحف خصلات الشعر.. قصة حب تحولت إلى أغرب فكرة في العالم
هدية وداع بسيطة بين رجل وصديقته تحولت إلى أحد أغرب المتاحف وأغرب الأماكن على وجه الأرض
تمتلك كل دولة معالمها، سواء الطبيعية أو الأثرية التي تروي عشرات القصص عن تاريخها وحضارتها وثقافة شعبها. ومن بين المعالم التي تميز العديد من الدول حول العالم، تلك المرتبطة بظواهر أو قصص غريبة، مثل المكان الذي نتناوله خلال السطور التالية، الموجود في تركيا.
يحمل المكان اسم متحف خصلات الشعر. ومن اسمه يتضح مدى الغرائبية التي يتمتع بها، ففي الوقت الذي تشتهر فيه المتاحف بعرض تحف أثرية أو عناصر تروي جزءا من تاريخ الدولة أو المكان، يعرض هذا المتحف خصلات شعر تروى كل منها قصة عن صاحبها دونها بنفسه، في تقليد غريب جاء من وحي قصة رومانسية كانت سببا في تأسيس هذا المتحف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة متحف أفانوس للشعر والسبب الرومانسي الذي مهد إلى تأسيسه حتى أصبح الآن واحد من عجائب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
قصة متحف أفانوس للشعر
في قلب منطقة كبادوكيا الساحرة بتركيا، يقع متحف الشعر في أفانوس، ليشكل وجهة فريدة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. بعيدًا عن المتاحف التقليدية، يروي هذا المتحف حكايات من الحب والفراق، من خلال خصلات شعر تعلق على جدرانه كشاهد على قصص إنسانية مؤثرة.
تقول القصة المتداولة حول نشأة المتحف، إن صديقة الخزاف التركي غالب كوروكو، عندما قررت الانتقال من أفانوس عام 1979، تركت له خصلة من شعرها كتذكار، مع رسالة صغيرة. عندها، شعرت النساء المارة أمام متجر غالب للفخار بالتأثر الشديد لدرجة أن كل واحدة منهن تركت له بعضًا من شعرهن أيضًا، مع رسائل تدعمه.
في نهاية المطاف، جمع الخزاف التركي ما يكفي من الشعر لإنشاء متحف كامل، لتكون الفكرة التي بدأت كهدية وداع بسيطة بين صاحب متجر الخزف وصديقته المحببة، الآن أصبحت أحد أغرب المتاحف وأغرب الأماكن على وجه الأرض.
جولة داخل المتحف
يقع المتحف بالتحديد داخل الطابق السفلي من متجر الخزف الشهير لصاحبه التركي غالب كوروكو، في أفانوس، ويعرض خصلات شعر أكثر من 16 ألف امرأة حول العالم، إلى جانب ملاحظات بأسمائهن ومعلومات للاتصال بهن.
ويتيح المتحف للزوار فرصة استكشاف مجموعته الفريدة من الشعر، المعلقة على الجدران والسقف بطريقة فنية تضفي على المكان جوًا غامضًا وساحرًا، حيث تمثل كل خصلة قصة إنسانية، تروي حكاية حب أو فراق أو صداقة جمعت بين شخصين من مختلف أنحاء العالم.
علاوة على ذلك، تفوز عشر نساء يتم اختيارهن عشوائيًا برحلة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى مسقط رأس مالك المتحف كل عام تقديرًا لمساهماتهن. بالإضافة إلى فرصة للمشاركة مجانًا في ورشة عمل الفخار مع صاحب المكان الموهوب.
قصص من وراء الشعر
يمكن للزوار قراءة بعض القصص المرفقة ببعض خصلات الشعر، لمعرفة المزيد عن أصحابها وخلفياتهم. وتضفي هذه القصص لمسة شخصية على تجربة الزيارة، وتتيح للزوار التعاطف مع مشاعر الآخرين وتقاسم تجاربهم الإنسانية.
لذلك، يعد متحف أفانوس للشعر أكثر من مجرد متحف تقليدي. فهو يمثل رمزًا للحب والتواصل بين الناس من مختلف الثقافات. كما يعد بمثابة شهادة على قوة الشعر في التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة.
معلومات عن متحف أفانوس للشعر
يعد متحف أفانوس للشعر وجهة فريدة تستحق الزيارة. فهو يتيح للزوار فرصة استكشاف عالم من المشاعر الإنسانية، من خلال خصلات شعر تروي حكايات من الحب والفراق من جميع أنحاء العالم. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق مثيرة عن متحف أفانوس للشعر.
. يقع متحف أفانوس للشعر في مدينة أفانوس، على بعد حوالي 7 كيلومترات من مدينة غوريم.
. تشتهر مدينة أفانوس الصغيرة في كابادوكيا بصناعة الفخار والسيراميك، وهو تقليد يعود إلى آلاف السنين.
. صاحب المتحف الآن متزوج ولديه 3 بنات: الأولى أكبر سنًا، والاثنتان الأخرتان توأمان متماثلان.
. تبدأ ساعات العمل في المتحف من 8 صباحًا وحتى 7 مساءً، طوال أيام الأسبوع.
. رسوم الدخول حوالي 5 ليرات تركية للفرد.
. يمكن للزوار ترك خصلات شعرهم الخاصة كذكرى أثناء زيارتهم للمتحف.
. إذا كنت ترغب في تقديم تبرع صغير، فسيتم توفير مقص وورق وأقلام وشريط لاصق.
. يوجد في المتحف خصلات شعر أكثر من 16000 امرأة من جميع أنحاء العالم، جنبًا إلى جنب مع ملاحظات مع أسمائهم ومعلومات الاتصال بهم.
. بعض النساء تركن صورهن ليتم تخليدها في هذا المكان.
. بمجرد دخولك المتحف، ستلاحظ أن كل سطح، باستثناء الأرضية، مغطى بتذكارات الشعر والملاحظات المصاحبة لها.
. تم إدراج المكان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 1998.
. يتطلب استكشاف المتحف التجول في ممراته الضيقة. لذلك، احرص على ارتداء ملابس مريحة مناسبة للمشي.
. خذ بعض الوقت لقراءة القصص المرفقة ببعض خصلات الشعر، لتعيش تجربة غنية بالمشاعر الإنسانية.
. لا يسمح بالتصوير الفوتوغرافي لأن كل المعروض مرفق بقصاصة من الورق تحمل اسم المتبرع وعنوانه وبلده الأصلي.
جدير بالذكر، إن فكرة هذا المتحف ليست الأولى من نوعها، لكنه الآن آخر مزار متبق من هذه المتاحف الموجودة للشعر البشري، حيث كان في ولاية ميسوري متحف آخر للشعر الفريد من نوعه، قبل أن يغلق أبوابه في عام 2021.