مثير للقلق.. أوميكرون الجديد يسجل أقوى هروب من المناعة ويقاوم اللقاحات
أبدى علماء ومختصون قلقهم من المتغير الجديد لمتحور "أوميكرون" لفيروس "كوفيد-19"، والذي عاود الانتشار في عدد من مناطق العالم خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب قدرته الكبيرة على التهرب من جهاز المناعة ومقاومة اللقاحات.
وبعد حوالي عامين ونصف منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، ينتشر المتغيّر الأكثر عدوى والأكثر قابلية للانتقال لفيروس كورونا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويُعد متغير BA.5 الفرعي الجديد من متغير" أوميكرون" لفيروس كورونا علامة واضحة على أن الجائحة لم تنته بعد.
وغذّى المتغيّر الفرعي، إلى جانب متغيّر BA.4 وثيق الصلة به، زيادة الحالات العالمية بنسبة 30% خلال الأسبوعين الماضيين، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
ولكن ما الذي يجعل متغيّر BA.5 مختلفًا؟ ووصف طبيب القلب وأستاذ الطب الجزيئي في "أبحاث سكريبس" (Scripps Research)، إريك توبول، BA.5 بأنه "أسوأ نسخة رأيناها من الفيروس".
وقال توبول إن المتغيّر "يأخذ الهروب المناعي، واسع النطاق بالفعل، إلى المستوى التالي، وقابليته للانتقال أيضًا كنتيجة لذلك"، وبشكلٍ أبعد من النسخ السابقة لمتغيّر "أوميكرون".
وبمعنى آخر، يمكن لـ BA.5 التهرّب بسهولة من المناعة، والعدوى السابقة، واللقاحات السابقة أيضًا، ما يزيد من خطر الإصابة مرة أخرى.
وفي السابق، كانت الإصابة بأوميكرون تعني "أنك ربما تتمتع ببعض الحماية ضد الإصابة مرة أخرى لبضعة أشهر"، لكن المشكلة أن BA.5 يتهرب "بشكل استراتيجي من دفاعاتنا المتراكمة ضد المتحورات السابقة من الفيروس". وهذا يعني أن حالات العدوى، حتى في الأشخاص الذين تم تطعيمهم والمصابين حديثا، آخذة في الارتفاع، وفقا لما أورده موقع لـ"بزنس إنسايدر" Business Insider.
وكان كبير المستشارين الطبيين الأمريكيين ورئيس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنتوني فاوتشي، قال، خلال إحاطة في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، إن المتحور الفرعي الجديد قادر على الانتشار بسرعة، وأنه قد تسبب بنحو 60% من الإصابات التي تشهدها الولايات المتحدة.
كما أضاف أن كل متحور متتال له ميزة انتقال أسرع من سابقه، موضحاً أن إصابة الشخص بالفيروس خلال الموجات الأولى أو حتى الثانية، تمنع عنه الحماية مع الموجة الحالية، وذلك نقلا عن صحيفة "إندبندنت".
ولفت فاوتشي إلى أن السلالات الجديدة ستستمر في تشكيل تهديد للمجتمع طالما استمر الفيروس في الانتشار دون رادع.
وقال إن أحد أسباب انتشار السلالات الجديدة لأوميكرون يعود إلى قدرتها على التهرب من الأجسام المضادة وعدم قدرة اللقاحات الحالية على مواجهتها، بحسب قوله.
من جانبها أوضحت روشيل والينسكي، من مركز السيطرة على الأمراض المعدية، خلال الإحاطة في البيت الأبيض أنه "من المحتمل أن الأشخاص الذين يعانون من عدوى سابقة، حتى مع BA.1 أو BA.2، لا يزالون معرضين لخطر الإصابة بـ BA.4 أو BA.5".
وفي نفس السياق وجد الباحث والطبيب دان باروش، من خلال بحث نُشر في مجلة New England Journal of Medicine أن أن هناك انخفاضًا بمقدار ثلاثة أضعاف في الأجسام المضادة المعادلة من اللقاحات والعدوى ضد BA.4 و BA.5، والتي كانت أقل بكثير من BA.1 و BA.2.
قال باروش لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: "من المحتمل أن تستمر مناعة اللقاح في توفير حماية كبيرة ضد الأعراض الشديدة التي يسببها متحورا BA.4 و BA.5".