مدرسة في لندن تستبدل المدرسين بالذكاء الاصطناعي.. ما القصة؟
سيتم تزويد الطلاب بمنصات تعليمية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي ستعمل على تقييم نقاط قوتهم وضعفهم بشكل دقيق
تزايدت في الآونة الأخيرة النقاشات حول مستقبل التعليم في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في القرن الحادي والعشرين. ومن بين هذه التغيرات، برز الذكاء الاصطناعي كقوة مؤثرة، مما أثار مخاوف بشأن إمكانية استبدال البشر في بعض الوظائف. وقد زادت هذه المخاوف مع خبر افتتاح مدرسة خاصة في لندن لأول فصل دراسي يتم تدريسه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
مدرسة بدون معلم
تقدم كلية ديفيد جيم برنامجها التعليمي الجديد، بدون المعلمين البشر، للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا. ويستمر هذا البرنامج لمدة عام، ويهدف إلى إعداد الطلاب لامتحانات تعرف باسم GCSE. وتشمل المواد التي يتم تدريسها باستخدام الذكاء الاصطناعي: اللغة الإنجليزية والرياضيات والبيولوجيا والكيمياء وعلوم الكمبيوتر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بالإضافة إلى ذلك، سيتعلم الطلاب الفن والتربية الجنسية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي. كما سيتم تزويد الطلاب بمنصات تعليمية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي ستعمل على تقييم نقاط قوتهم وضعفهم بشكل دقيق. بناءً على هذه التقييمات، سيتم تصميم خطة تعليمية مخصصة لكل طالب، تتناسب مع إمكاناته الفردية.
ستوفر هذه المنصات للطلاب تجربة تعليمية مرنة ومخصصة، حيث يمكنهم التعلم وفقا لقدراتهم الخاصة، بدلاً من الالتزام بمعدل تعليم موحد في الفصول الدراسية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، سيتلقى كل طالب إرشادًا فرديًا من مرشدين متخصصين، الذين سيقدمون الدعم والتوجيه اللازمين طوال فترة الدراسة.
مميزات الذكاء الاصطناعي في التعليم
يتيح نظام التعلم المبتكر القائم على الذكاء الاصطناعي للطلاب التحكم في وتيرة تعليمهم، حيث يمكنهم تحديد الوقت المناسب لإتقان أي موضوع. كما أنه يوفر أدوات تفاعلية تسمح لهم بطرح الأسئلة دون خوف أو تردد، مما يوفر بيئة تعليمية أكثر راحة وفعالية.
ويسعى هذا النهج إلى تطوير قدرات الطلاب الشاملة، ليس فقط في المجالات الأكاديمية، بل أيضا في المهارات الحياتية الأساسية مثل المواطنة، والتفكير النقدي، والتكنولوجيا الرقمية، والإبداع الفني، والتواصل الفعال، والوعي الذاتي، وريادة الأعمال.
مخاوف من المستقبل
تعد هذه الطريقة التعليمية الجديدة بمثابة ثورة في مجال التعليم، ولكنها تثير مخاوف جدية حول مستقبل مهنة التدريس. فمع التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، يخشى البعض أن تحل الآلات محل المعلمين البشر يوماً ما. وبالرغم من الفوائد التي قد يجلبها الذكاء الاصطناعي للتعليم، إلا أنه من الضروري التفكير ملياً في الآثار المترتبة على ذلك على جودة التعليم، وعلى دور المعلم في المجتمع.
لذلك، يطرح البعض فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد للمعلم، ولكن هذا الأمر يثير جدلاً واسعاً حول مدى ملاءمة ذلك، وما هي الآثار المترتبة على ذلك على العلاقة بين المعلم والطالب، وعلى طبيعة العملية التعليمية نفسها.