مدينة الأقزام.. جولة داخل منطقة يعيش فيها قصار القامة فقط
المباني والبيوت والمتاجر كلها بأحجام مصغرة لتناسب حياة واحتياجات الأقزام
تعد حديقة ليليبوت، التي تعرف أيضًا باسم "مدينة الأقزام"، وجهة سياحية فريدة من نوعها تقع في في كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين.
تبهر الحديقة الزوار بتصميمها المميز الذي يحاكي عالم الأقزام، حيث تعرض المباني والبيوت بأحجام مصغرة تجسد حياة الأقزام بشكل دقيق، حيث يعيش ما يقرب من 100 قزم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المكان، سترى الأقزام يرقصون ويغنون ويظهرون مواهبهم للسياح. هم أيضًا يتواعدون ويتزوجون ويكونون عائلات داخل الحديقة، وغيرها من الأمور والتفاصيل التي نستعرضها معكم في التقرير التالي.
تاريخ حديقة ليليبوت
تأسست حديقة ليليبوت عام 2009 على يد رجل أعمال صيني، والذي اتخذ من رواية "رحلات جاليفر" للكاتب "جوناثان سويفت" مصدر إلهام لتأسيس الحديقة، حيث سعى لتجسيد عالم الأقزام الخيالي على أرض الواقع.
تتميز المدينة بتصميمها المميز المستوحى من عالم الخيال، حيث تتخذ المنازل شكل الفطر بألوانها الزاهية، ويبلغ ارتفاعها مترين فقط. كما تضم المدينة العديد من المرافق مثل المتاجر والمطاعم والمسرح، كلها مصممة بأحجام تناسب احتياجات الأقزام.
يعيش في مدينة الأقزام ما يقارب 100 شخص من ذوي القامة القصيرة، يتراوح طولهم بين 80 و130 سم. يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي، ويقومون بأعمالهم الخاصة مثل الحرف اليدوية والتمثيل في العروض الترفيهية المخصصة للزوار.
المدينة لديها كل ما تحتاجه، من ملك وحرس وشبكة علاقات عامة ووزارة صحة. ويمكنك أن تستمتع عند زيارتك للمدينة بالعديد من العروض، حيث يقف جميع مواطني المملكة على خشبة المسرح، وفي بعض الأحيان ينزل الملك إلى الجمهور لمصافحة السياح والتعبير عن كرم الضيافة.
ما الذي يميز حديقة ليليبوت؟
تعد مدينة الأقزام مشروعًا فريدًا يساهم في دمج ذوي القامة القصيرة في المجتمع، وتوفير فرص العمل لهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. كما تعد وجهة سياحية مميزة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز ما يميز هذه الحديقة المعروفة بمدينة الأقزام:
المباني والبيوت المصغرة
تعد المباني والبيوت المصغرة من أهم معالم حديقة ليليبوت، حيث تم تصميمها وتشييدها بدقة عالية لتعكس حياة الأقزام بكل تفاصيلها. تعرض البيوت بأحجام تتراوح بين 30 سم و60 سم، وتتضمن جميع مكونات المنزل من أثاث وأدوات منزلية.
التنوع الثقافي
تقدم حديقة ليليبوت لمحة عن ثقافات وحضارات مختلفة من خلال عرض بيوت مصغرة تُمثل مختلف أنحاء العالم. تشمل الحديقة بيوتًا تمثل ثقافات أوروبية، آسيوية، إفريقية، وأمريكية.
الأنشطة الترفيهية
توفر حديقة ليليبوت مجموعة من الأنشطة الترفيهية للزوار من مختلف الأعمار. تشمل هذه الأنشطة ألعابًا مائية، ألعابًا تفاعلية، عروضًا موسيقية، وفعاليات ثقافية.
المتاحف
تضم حديقة ليليبوت متحفًا خاصًا يعرض تاريخ الأقزام في مختلف الحضارات والثقافات. كما يُعرض في المتحف مجموعة من الأدوات والحرف اليدوية التي تستخدم في صنع بيوت الأقزام.
معلومات عن حديقة ليليبوت
تعتبر مدينة الأقزام ظاهرة اجتماعية فريدة تسلط الضوء على احتياجات ذوي القامة القصيرة وتساهم في دمجهم في المجتمع. كما تقدم المدينة نموذجًا فريدًا للتعايش والتسامح بين مختلف فئات المجتمع. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مزيدا من المعلومات عنها.
. تقع حديقة ليليبوت في مدينة ونتشو، Zhejiang، الصين.
. يعيش في مدينة الأقزام ما يقارب 100 شخص من ذوي القامة القصيرة.
. يتراوح طول سكانها بين 80 و130 سم.
. يقوم سكان الكدينة بأنشطة مختلفة مثل الحرف اليدوية والتمثيل في عروض مسرحية مخصصة للزوار.
. يوجد في المدينة ملك يحكمها من قصار القامة. كما يوجد هناك حرس وشرطة مخصصة لتأمينها من قصار القامة أيضًا.
. تفتح الحديقة أبوابها للزوار من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 6 مساءً.
. تختلف أسعار التذاكر حسب عمر الزائر.
. يمكن الوصول إلى حديقة ليليبوت بسهولة باستخدام وسائل النقل العام أو سيارات الأجرة.
. يفضل زيارة الحديقة في الصباح الباكر أو في المساء لتجنب ازدحام الزوار.
. تسعى إدارة المدينة إلى توسيع الحديقة وتطويرها لتصبح مركزًا ثقافيًا وسياحيًا هامًا.
. كذلك تسعى إدارة المدينة إلى توفير المزيد من فرص العمل لسكانها، ودمجهم بشكل أكبر في المجتمع.
. احرص على ارتداء ملابس مريحة وحذاء مناسب للمشي.
. احمل معك كاميرا لالتقاط الصور التذكارية.
. استمتع بتجربة فريدة من نوعها في عالم الأقزام الساحر.
انتقادات موجهة للمكان
على الرغم من الإيجابيات، تواجه مدينة الأقزام بعض التحديات، مثل صعوبة التنقل خارج المدينة بسبب قلة وسائل النقل المخصصة، وصعوبة الحصول على فرص عمل مناسبة في المجتمع الخارجي. لكن هذا ليس كل شيء، فهناك أيضا مجموعة من الانتقادات التي وجهت إلى المكان على مستويات مختلفة.
تعرضت الحديقة الترفيهية لانتقادات شديدة من أولئك المهتمين بحقوق الإنسان، والذين رأوا أن الحديقة هدفها استغلال قصار القامة في عروض ترفيهية لجذب السياحة، فالأمر لا يتعلق بخدمتهم بقدر ما يتعلق باستغلالهم كمجرد عرض سيرك غريب للزوار.
كذلك، وجهت بعض الانتقادات عبر مواقع التواصل إلى الحديقة وفكرتها. وكتب أحد المعلقين على موقع GoKunming الإلكتروني: "عندما سمعت عن الفكرة لأول مرة تخيلت نفسي في عروض غريبة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، حيث يدفع الناس رسوما لدخول ومشاهدة أداء هؤلاء الأشخاص".
ولكن على الجانب الآخر، يبرر مؤيدو المتنزه هذه الفكرة بإنه مع ارتفاع مستويات البطالة في جميع أنحاء الصين، فإن هذا المكان ببساطة يجد طريقة جديدة تسمح لهؤلاء الأقزام بالحصول على فرص عمل. ويضيف أحد المعلقين على موقع GoKunming على الإنترنت: "إنهم لا يستطيعون العمل في أي مكان، فهم معوقون، لذلك تعتبر هذه القرية مكانًا مناسبًا ليعيشوا فيها ويكونوا سعداء".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها حديقة ترفيهية مخصصة لقصار القام في العالم. ففي أوائل القرن العشرين، كانت هناك مدينة تحمل اسم "دريم لاند" في كوني آيلاند في ولاية نيويورك. وهي موطن للأقزام قبل أن يحترق المتنزه بأكمله ويسوي بالأرض في عام 1911.