مرض السل.. أسبابه وطرق الوقاية منه
يعتبر مرض السل والذي يسمى أيضًا بالدرن أو التدرن مرضا معديا وخطيرا يصيب الرئتين بشكل أساسي، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى في الجسم كالعمود الفقري، والدماغ، والكلى، ويُعد السل أحد الأسباب العشرة الأولى للوفاة حول العالم بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية وبشكل خاص في الدول النامية، ومع ذلك فإنه يمكن علاجه بالمضادات الحيوية وكذلك الوقاية منه باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية والتي سنذكرها لاحقًا في المقال.
أعراض مرض السل:
بعض المصابين بالسل قد تظهر عليهم أعراض، بينما البعض الآخر قد لا تظهر عليهم أي أعراض، وبناءً على ذلك يُصنف مرض السل إلى نوعين:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
- السل الكامن أو غير النشط، وفي هذه الحالة يكون المريض مصابًا بالعدوى لكنه لا يدرك ذلك، لأنه لا يعاني أي أعراض بسبب مقاومة جهاز المناعة للبكتيريا مما يجعلها بحالة غير نشطة في الجسم، إضافة إلى ذلك أن المصاب لا يشكل خطرًا في نقل العدوى للآخرين، ومع ذلك فإنه لا يزال بحاجة إلى العلاج لأنه الممكن أن يتحول إلى النوع النشط إذا لم يتلق العلاج المناسب.
- السل النشط، وفي هذه الحالة يعاني المريض مجموعة من الأعراض بسبب عدم قدرة جهاز المناعة على مقاومة البكتيريا، كما يمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين، وتشمل أعراض السل النشط ما يلي:
- سعالا يستمر لمدة 3 أسابيع على الأقل.
- بلغما مصحوبا بدم عند السعال.
- فقدان الوزن والشهية.
- الحمى والقشعريرة.
- الشعور بألم في الصدر أثناء التنفس أو السعال.
- التعب العام والإرهاق.
- تورما في الرقبة.
- التعرق في الليل وأثناء النوم.
وبالرغم من أن السل عادةً ما يؤثر على الرئتين، إلا أنه قد يصل إلى أعضاء أخرى في الجسم ما يُعرف بالسل خارج الرئتين، وتختلف الأعراض بناءً على العضو المصاب، فمثلًا إذا أصيب العمود الفقري فقد يشعر المريض بآلام في الظهر، أما إذا أصيبت الكلية فقد يتسبب السل بخروج دم مع البول.
أسباب مرض السل والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة:
تعتبر بكتيريا المُتفطّرة السُلّية (Mycobacterium Tuberculosis) هي المسؤولة عن الإصابة بمرض السل، والتي تنتقل من شخص مصاب بالسل النشط وغير المعالج إلى شخص آخر سليم عبر الرذاذ المنطلق في الهواء بعد السعال، أو العطس، أو التحدث، أو البصق، ومع ذلك فإنه ليس من السهل انتقال العدوى أو التقاطها، لأنها تنتقل من خلال الاتصال الوثيق مع الشخص المصاب كأن تعيش معه أو تعمل معه في نفس المكان، كما أن المصاب لا يمكنه نقل العدوى بعد تلقيه العلاج لمدة أسبوعين على الأقل.
إضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر انتقال العدوى للشخص وتجعله أكثر عرضة للإصابة، وغالبًا ما تتعلق هذه العوامل بضعف جهاز المناعة، مما يجعل من الصعب على الجسم مقاومة البكتيريا والسيطرة على المرض، بالإضافة إلى إمكانية تحوله من النوع الكامن إلى النشط، بخلاف الجسم الذي يتمتع بنظام مناعة سليم والذي يمكنه من مكافحة المرض بفعالية، ومنها:
- الإصابة بأمراض تتسبب بإضعاف جهاز المناعة، كالإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز، والسكري، ومشاكل الكلى المزمنة، والسرطان.
- علاجات السرطان كالعلاج الكيميائي.
- أخذ الأدوية المثبطة للمناعة بعد عمليات زراعة الأعضاء.
- تناول الأدوية المستخدمة في علاج بعض الأمراض، مثل: الصدفية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء كرون، والذئبة الحمراء.
- سوء التغذية.
- التقدم في السن أو السن الصغير.
- التدخين، والتعرض للتدخين السلبي.
- إدمان الكحول وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي.
- الظروف المتعلقة بطبيعة العمل والمعيشة تجعل الفئات التالية عرضة لالتقاط العدوى، ومنها:
- المجتمعات التي تعاني تدني المستوى المعيشي، والاقتصادي، وافتقار الرعاية الطبية، كالمشردين وسكان المناطق النائية.
- العاملون في مجال الرعاية الصحية، نتيجة الاحتكاك والاتصال المباشر مع المرضى أثناء علاجهم.
- المقيمون أو العاملون في التجمعات السكنية المزدحمة، مثل: سكن الطلاب الجامعي، والثكنات العسكرية، ودور الرعاية والسجون والملاجئ.
- المقيمون أو المسافرون إلى بلد ينتشر فيه المرض كبعض دول إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.
- المتواجدون مع شخص مصاب بالسل أو يتعاملون معه بشكل مباشر، كأن يكون أحد أفراد الأسرة أو زملاء العمل.
علاج مرض السل:
يتم علاج مرض السل من خلال المضادات الحيوية، ويعتمد نوع المضاد الحيوي المناسب وطول مدة العلاج على عدة عوامل، منها: عمر الشخص، وصحته العامة، ومكان الإصابة في الجسم، ومدى مقاومة سلالة البكتيريا للأدوية، ونوع السل هل هو نشط أم كامن، حيث يشمل علاج السل النشط تناول عدة أدوية في وقت واحد لمدة 6 إلى 9 أشهر على الأقل وخاصة إذا كان السل من النوع المقاوم للأدوية، بينما يتضمن علاج السل الكامن تناول العلاج لمدة تتراوح بين 3 إلى 9 أشهر.
ومن الجدير بالتنبيه أن أخذ الجرعات الكاملة من الأدوية ضروري جدًا، كما يعتبر من أهم خطوات العلاج، لأنه إذا توقف الشخص عن تناول أدويته أو تخطى الجرعات قبل إكمالها يمكن لبعض السلالات البكتيرية البقاء حية وتكوين طفرات لتصبح مقاومة للمضادات الحيوية، عندئذٍ قد يتطور المرض إلى السل المقاوم للأدوية ويصبح المرض أكثر خطورة وفتكًا وعلاجه أكثر تعقيدًا.
الوقاية من مرض السل:
- أخذ لقاح السل والمعروف بـ (BCG)، والذي يُعطى للرضع والأطفال الصغار، وبالرغم من أنه نادرًا ما يُعطى للبالغين بين سن 16 و35 عاما لأنه لن يعمل بفاعلية لديهم، إلا أنه يُعطى للأشخاص المعرضين للإصابة بشكل كبير كالعاملين في مجال الرعاية الصحية، وكذلك المقيمين في المناطق الموبوءة، والمختلطين مع أشخاص مصابين بالسل.
- إذا تبين من خلال التشخيص والاختبارات أن الشخص مصاب بالسل الكامن، فيتوجب عليه أخذ الأدوية والجرعات الكاملة الموصى بها من قبل الطبيب ‑كما أسلفنا- للحد من خطر تحول السل الكامن إلى السل النشط أو السل المقاوم للأدوية، وبالتالي لن يمكنه نقل العدوى إلى الآخرين، وبذلك هو يساهم في وقاية نفسه ووقاية غيره.
- عزل الأشخاص المصابين بالسل النشط، ومنع الاختلاط بهم.
- الحرص على التهوية وفتح النوافذ، لأن البكتيريا تنتشر وتتكاثر بسهولة في الأماكن المغلقة.
- تجنب الأماكن المزدحمة والتجمعات.
- ارتداء الكمامات وغسل اليدين جيدًا وباستمرار.
- استخدام المناديل لتغطية الأنف والفم عند السعال والعطاس، ووضعها في أكياس وإلقائها بعيدًا.
- عدم مشاركة أدوات الطعام والشراب وكذلك الأغراض الشخصية مع الآخرين.