مساجد مصر تغلق أبوابها أمام المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان
أعلن وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، عدم السماح بصلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من رمضان.
وشدد وزير الأوقاف، خلال لقائه عددًا من مديري مديريات الوزارة، أمس، على عدم فتح المساجد بعد صلاة التراويح حتى صلاة الفجر، مشيرا إلى أن «من أراد التهجد فعليه به في بيته، فمن المستحب أن نعمر بيوتنا بصلاة الليل والذكر وتلاوة القرآن الكريم ولا مجال لفتح المساجد للاعتكاف أو التهجد هذا العام في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا».
وفي نفس السياق، أعلنت وزارة الأوقاف، رفع حالة الطوارئ في المديريات والمساجد، استعدادًا للعشر الأواخر من رمضان، مشددة على عدم السماح بأي إجازات أو راحات أو السماح لجميع الأئمة والعمال والمؤذنين ومقيمي الشعائر بترك المسجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وحذرت وزارة الأوقاف، الأئمة والعاملين فى المساجد من السماح أو المشاركة فى صلاة التهجد أو الاعتكاف بالمساجد، مؤكدة أنها ستنهى خدمة أى إمام أو عامل تثبت مشاركته أو السماح بصلاة التهجد أو الاعتكاف داخل المسجد.
وأكدت «الأوقاف» المصرية، استمرار الدروس الدينية عقب صلاة العصر وخاطرة التراويح، مع الالتزام بنفس الضوابط المعلنة حتى نهاية الشهر الكريم، ومن بينها مراعاة أن تكون الدروس الدينية في المساجد الكبرى التي تم تحديدها مسبقًا سواء التي يؤدى بها درس العصر فقط، أو المساجد الكبرى التي تؤدى بها خاطرة التراويح فقط، أو المساجد التي يُؤدَّى بها درس العصر وخاطرة التراويح، مع مراعاة الوقت المحدد لكل منهم.
وفي سياقٍ متصل، أوضحت وزارة الأوقاف المصرية، أن صلاة العيد ستُقام بالمساجد الكبرى والجامعة، التي تقام بها الجمعة، وبذات ضوابط إقامتها في العام الماضي بالمساجد دون الساحات، وذلك لإمكانية تطبيق إجراءات التباعد بالمساجد وصعوبة التحكم في تطبيقها أو في تدافع المصلين على الساحات.
هل يجوز اعتكاف العشر الأواخر من رمضان في المنزل؟
رد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على السؤال الذي طرحه العديد من المسلمين في مصر عقب قرار «الأقاف» بمنع الاعتكاف في المساجد حفاظًا على الإجراءات الاحترازية الموضوعة في مصر لتجنب تفشي فيروس كورونا.
وقال الدكتور شوقي علام، إنه لا يصح شرعًا اعتكاف الرَّجُل في غير المسجد -كالبيوت السكنية-، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة في عصرنا الحاضر وما ذهب إليه السادة الحنفية من جواز وأفضلية اعتكافها في مسجد بيتها -وهو المكان المُعَدُّ لصلاتها الذي يستحب لها اتخاذه- إنما كان مبناه على العرف والعادة بناءً على أزمنةٍ اقتضت أعرافُها وعاداتُها ذلك.
وأضاف «علام»، أَنَّ اللبث في المسجد ركنٌ لا يصح الاعتكاف بدونه، وأقل مدةٍ لهذا اللبث هي ما يزيد على مقدار الطمأنينة في ركعةٍ أو سجدةٍ، أَمَّا مجرد المرور على المسجد فلا يسَمَّى اعتكافًا، وعلى المسلم أن لا يَحْزَن ويخاف مِن ضياع الأجر في فوات سُنَّة الاعتكاف في زمن الوباء؛ لأنَّ الأجر حاصلٌ وثابتٌ حال العُذْر، بل التَعبُّدُ في البيت حال تَفَشِّي الوباء يوازي أجر التَعبُّدِ في المسجد.