"مشروع القرن" يتعثر.. مصر تعلن التراجع عن تغليف هرم منكاورع بالغرانيت
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم الخميس، عن رفض اللجنة العلمية العليا المشكلة لمراجعة مشروع الترميم المعماري لهرم منكاورع (ثالث أكبر هرم في مجموعة أهرامات الجيزة) على إعادة تركيب الكتل الغرانيتية المتناثرة حول جسم الهرم، والتي كانت تشكل كسوته الخارجية في الأصل، مؤكدة ضرورة الحفاظ على حالته الحالية.
رفض "مشروع القرن"
وتسلم الوزير أحمد عيسى التقرير النهائي للجنة التي ترأسها الدكتور زاهي حواس عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، وضمت ستة من العلماء المصريين والأجانب من مختلف المجالات العلمية المتعلقة بالآثار والهندسة.
ووفقا للتقرير الذي نشرته الوزارة على موقعها الرسمي، فإن اللجنة العلمية العليا اتفقت بكامل أعضائها على عدم الموافقة على إعادة تغليف الهرم بالكتل الغرانيتية التي تم العثور عليها حوله، والتي تعود إلى العصر الفرعوني.
- اقرأ أيضا
وجاء ذلك بعد عقد اللجنة اجتماعات مكثفة وزيارات ميدانية لهرم منكاورع، ومناقشة النقاط والنظريات العلمية المتعلقة بمشروع الترميم المعماري الذي كان مقدماً من قبل معهد المصريات التابع لجامعة واسيدا اليابانية بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار.
وأكدت اللجنة أنه من المستحيل التأكد من المكان الأصلي والدقيق لأي من هذه الكتل الغرانيتية على جسم الهرم، كما أن إعادتها سوف يغطي الشواهد الموجودة لطرق وكيفية بناء المصريين القدماء للأهرامات.
الموافقة على أعمال التنقيب الأثري حول الأهرامات
وأشار التقرير إلى أن اللجنة العلمية العليا أبدت موافقتها المبدئية على القيام بأعمال التنقيب الأثري للبحث عن حُفر مراكب هرم منكاورع (مثل تلك الموجودة بجوار هرمي خوفو وخفرع).
واشترطت اللجنة أن يكون هناك أسباب علمية واضحة ومفصلة يتم تقديمها في دراسة يتم عرضها على اللجنة العلمية العليا قبل البدء في هذه الحفائر، وألا تقتصر الأعمال على فكرة البحث عن حُفر المراكب أو المراكب فقط.
- اقرأ أيضا
تعرف على أقدم حضارات العالم في التاريخ
كما أيدت اللجنة المشروع العلمي الأثري المقدم لدراسة والرفع المساحي لهرم منكاورع وتنظيم الكتل الجرانيتية المكونة للكسوة الخارجية المتساقطة منه، والقيام بأعمال الحفائر للكشف عن باقي هذه الكتل ذات الزوايا المائلة حول الهرم، بالإضافة إلى تنظيف وتنظيم الموقع للزيارة.
وشددت على عدم البدء أو القيام بأية أعمال علمية أو أثرية في هذا المشروع إلا بعد قيام مدير المشروع بتقديم مقترح تفصيلي متكامل للمشروع يتضمن خطة عمل علمية شاملة، وذلك لمناقشتها باللجنة والتي بدورها سوف ترفع تقريراً علمياً لوزارة السياحة والآثار للتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، وللعرض على اللجنة الدائمة للآثار المصرية.
"تبليط" الهرم
يذكر أن الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، كان قد أعلن عن مشروع يستهدف تغليف الهرم الثالث "منكاورع"، أطلق عليه "مشروع القرن"، من خلال بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة برئاسة كلا من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و د.يوشيمورا ساكوجي في مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيداً لإعادة تركيبها.
وأثار هذا الإعلان الذي عرف على مواقع التواصل بمشروع "تبليط الهرم" غضباً واسعاً بين عدد من علماء الآثار والشخصيات العامة والنشطاء، مؤكدين أن هذا المشروع يحتاج لمزيد من الدراسة.
وعلى ضوء ما سبق، أصدر وزير السياحة والآثار قرارا الأسبوع الماضي، أمر فيه بتشكيل اللجنة العلمية العليا والتي توصلت في اليوم إلى رفض المشروع.