معالم وأجزاء المسجد الأقصى الشريف
ساد اعتقاد خاطئ أن المسجد الأقصى هو البناء المثمَّن الأزرق ذو القبة الذهبية، كما حاول البعض تصحيح هذا الاعتقاد بالقول أن البناء المسقوف ذو القبة الرصاصية هو المسجد الأقصى، فلم يكن هذا صحيحاً أيضاً، سنحاول معاً اكتشاف معالم المسجد الأقصى من خلال هذه المادة، حيث يضم أكثر من مائتي معلم أثري، كلها تعتبر جزءاً لا يتجزأ منه.
كل ما هو داخل سور المسجد الأقصى يطلق عليه اسمه
يقع المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الشرقية للعاصمة الفلسطينية؛ القدس، ويطلق اسمه على كُلِّ ما هو ضمن سوره، الذي يحيط 144 دونماً (144ألف متراً مربعاً)، فوق هضبة موريا، حيث بني المسجد الأقصى على شكل شبه منحرف، طول جداره الجنوبي 281 متراً، وطول الشرقي 462 متراً.
كما أنَّ طول جداره الشمالي 310 أمتار، وطول جداره الغربي 491 متراً، يضم هذا السور، كلَّ المعالم الدينية الإسلامية، التي يطلق عليها اسم (المسجد الأقصى)، ويطل المسجد الأقصى من الجنوب على الزاوية الختنية، تليها قرية سلوان الفلسطينية، ومن الشرق، يصبح سور المسجد، هو سور القدس القديمة، الذي يطل على باب الرحمة، ثمَّ وادي جهنم، وجبل الزيتون.
أما من الشمال يحده حارة حطة، و جزء من حارة الغوانمة، وفي الغرب يطل الأقصى على باب السلسلة، وسوق القطانين، وباب الناظر، إضافة إلى موقع حارة المغاربة، التي أزالتها إسرائيل في نكسة العام 1967 من جهة حائط البراق الشريف.
لذا فإن اسم المسجد الأقصى يطلق على كل المعالم الموجودة في المكان المحدد آنفاً، ويمكن تقسيم معالم المسجد الأقصى إلى: المساجد الرئيسة، والمساجد الأخرى، إضافة إلى الأبواب، والأروقة، والمآذن، كذلك المنابر، والقناطر والسلالم، يأتي بعدها القباب، والخلاوي، يضاف إليها مصادر المياه، ومعاهد العلم.
يعتبر بناء قبة الصخرة بناءً إسلامياً فريداً
بنيت قبة الصخرة أول مرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، بين عامي 66 و72هجرية/685 و691 ميلادية، والجدير بالذكر، أنَّ بناء الجامع الأموي في دمشق، كان بعد فترة وجيزة، في عهد الوليد بن عبد الملك، حوالي سنة 705ميلادية، حيث يعتبر هذان الأثران، إضافة إلى الحرمين الشريفين.
من أبرز الآثار الإسلامية وأقدمها في العالم، ومن أوائل الطُرز المعمارية للمساجد، أما قبة الصخرة، فهي القبة الذهبية، الأبرز بين معالم المسجد الأقصى، بنيت بشكل مثمَّن، تعتليه قبة ذهبية، فوق الصخرة المشرفة مباشرة، والصخرة المشرفة ترتفع في مركز البناء قرابة متر ونصف، بشكل غير منتظم، يتراوح قطرها بين 13-18 متراً.
البناء الداخلي لقبة الصخرة
داخل المثمَّن الخارجي لبناء القبة، مثمَّنٌ آخر داخله، يفصل بينهما رواقٌ معمَّدٌ بأعمدة مربعة كبيرة (مداميك)، بين كلِّ عمودٍ مربعٍ وآخر، يوجد عامودان اسطوانيان، حيث يبلغ عدد مداميك (المثمَّنة) الداخلية للرواق ثمَّانية أعمدة مربعة، والأسطوانية ستة عشر عموداً، ثمَّ تأتي الصخرة المشرفة التي عرج النبي منها في الوسط، محاطةً بدائرةٍ معمَّدةٍ بنفس الأسلوب، أربعة أعمدة مربعة، بين كل منها ثلاثة أعمدة أسطوانية.
وفي داخل الصخرة توجد مغارة الأرواح، التي تتسع لقرابة أربعين شخصاً، في سطحها فتحة دائرية، وتدور حول هذه المغارة خرافات عدة، حيث يتداول الناس أنَّ جبريلاً عليه السلام فتحها بإصبعه، أو أنَّها أُحدثت عند معراج النبي المصطفى (ص) إلى السماء.
لكن (أطلس معالم المسجد الأقصى) يذكر أنَّ الصليبيين قلبوا المسجد إلى كنيسة حوالي العام 1099 ميلادي، وحولوا الصخرة إلى مذبح، فحفروا هذه المغارة فيها (تحليل مؤلف الكتاب)، في حين يؤكد د.معروف عبد الله عمر، مؤلف كتاب (المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك) أنَّ الصليبين اقتطعوا قطعاً كبيرة من الصخرة، كانوا يبيعونها للحجاج، لقاء وزنها ذهباً، علماً أن مدخل المغارة من الجهة الجنوبية للصخرة، وفيها محرابان، فضلاً عن اثني عشر محراباً في باقي البناء، المحراب الرئيسي في القبلة، وهو منفرد.
القبة الداخلية والخارجية فوق الصخرة
القبة مبنية على مرحلتين، القبة الخارجية المعدنية، والقبة الداخلية مصنوعة من الخشب، يفصل بينهما فراغ يُقدر بحوالي مترٍ واحد، كما أنَّ القبة الداخلية مغطاة بالجص المذهَّب، أما القبة الخارجية، فصنعت أول الأمر من الرصاص المغطَّى بالذهب، ثمَّ تم استبداله بألواح من الرصاص حتى الخمسينيات من القرن الماضي، فاستبدلت بألواح الألمنيوم المُذهّب.
وأخيراً تم استبداله بمعدن الزنك (التوتياء) المطلي بطبقة رقيقة من الذهب الخالص عام 1995، حيث استخدم في ذلك 24كغ من الذهب، كما يبلغ ارتفاع القبة عن مستوى الأرض أربعين متراً، حتى قمة الهلال الموضوع فوقها.
زخارف ورسومات قبة الصخرة
تحتوي جدران وأعمدة قبة الصخرة، على واحد من أقدم آثار الفن الإسلامي، خاصة الزخارف الأموية، التي تميزت بالفسيفساء، والزخرفة النباتية، متضمنةً كتابات أموية أصلية، كلُّها دينية، منها أجزاء من سورة طه من القرآن الكريم على رقبة القبة من الداخل، كما تعتبر هذه النقوش والفسيفساء فريدة، لا مثيل لها في العالم الإسلامي، إلا ما كان في الجامع الأموي بدمشق، قبل أن تغيره ظروف الزمن.
فالزخارف الحالية في الأموي من أعمال الترميم، من جهة ثانية؛ فإنَّ الفسيفساء كانت تغطي جدران قبة الصخرة من الخارج أيضاً، حتى عصر السلطان العثمَّاني سليمان القانوني سنة 969هـ/1561م، الذي أمر باستبدال الفسيفساء الخارجية، بالقيشاني الأزرق الموجود حالياً، كما أمر السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1293هـ/1876م، بكتابة سورة ياسين على الجدران الخارجية للبناء المثمَّن، فكان ذلك على يد الخطاط محمد شفيق.
تاريخ ترميم قبة الصخرة
كما ذكرنا؛ فقبة الصخرة بنيت في العصر الأموي، عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، ورصد لبنائها خراج مصر سبع سنين، مبلغاً وصل إلى خمسة عشر ألف دينار (15مليون)، منها مائة ألف دينار ذهبي، أمر بها الخليفة للقائمين على المشروع، حيوة الكندي البيساني، ويزيد بن سلام، لكنَّهما رفضا المكافأة، فصُهرت الدنانير الذهبية، وسُكبت على القبة.
ثمَّ كان ترميمها في عهد الخليفة العباسي المأمون، سنة 216هـ/831م، وتم استبدال اسم عبد الملك بن مروان المنقوش على القبة، باسم المأمون، لكن من قام بذلك أغفل تعديل التاريخ، فبقي التاريخ 72هـ، يشير إلى عهد الخليفة الأموي بن مروان، كما قام الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بترميم القبة بعد خمس سنوات من الزلزال الذي ضرب القدس سنة 407هـ/1016م، ثمَّ رممها الخليفة الفاطمي القائم بأمر الله سنة 467هـ/1075م.
فكانت بعد ذلك الحروب الصليبية، حيث سيطر الفرنجة على المسجد الأقصى، وحولوا القبة إلى كنيسة، فبقيت كذلك حتى استعادها الناصر صلاح الدين الأيوبي، وأعادها إلى أول عهدها، وكان ذلك سنة 586هـ/1190م.
في عهد المماليك؛ قام سلاطينهم بعدة أعمال ترميم في القبة، أولها في عهد الظاهر بيبرس سنة 659هـ1260م، وآخرها في عهد الملك الأشرف قايتباي سنة 872هـ/1467م، لكن ذلك لم يغير في البنية الفنية الأموية، وكان أكبر تغيير أُحدث في القبة، في عهد السلطان العثمَّاني سليماني القانوني، الذي بدل فسيفساء المثمَّن الخارجي للقبة، بالقيشاني (طين مشوية مغطى بطبقة من المينا تعطيه شكلاً زجاجياً)، وكان ذلك في منتصف القرن السادس عشر الميلادي.
إضافة لعدة ترميمات أخرى في العهد العثمَّاني، منها فتح نافذتين، وربطهما بسلاسل ذهبية، مطلع القرن السابع عشر الميلادي، إضافة إلى ما ذكرناه سابقاً من كتابة سورة ياسين على الجدران الخارجية للقبة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
الجامع القبلي أو الجامع المسقوف
الجامع المسقوف، هو ذو القبة الرصاصية، يقع في الجهة الجنوبية (القِبلِية) من المسجد الأقصى، بني في موقع أول مسجد بناه الخليفة عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى، لكن على مساحة أكبر، ويعود بناؤه الحالي إلى العصر الأموي، حيث بدأ في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان.
ثمَّ أتمَّه ابنه الوليد بن عبد الملك بين عامي 90-96هـ/709-714م، يُستدل على ذلك، من مراسلات بين قرة بن شريك عامل الوليد في مصر، ومحافظ إحدى مدن مصر العليا، التي تضمنت كشفاً بنفقات بناء الجامع.
كما كان للجامع في بنائه الأول خمسة عشر رواقاً، تدمرت نتيجةَ زلازل عدة، فتم ترميمه في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله، لتُختصر الأروقة بسبعة فقط، مثل ما هو الآن؛ رواقٌ أوسط كبير، وثلاثة أروقة من كل جانب، كما يمتد الجامع الأقصى المسقوف، على مساحة 4000م2، بمستطيل طول ضلعيه الشمالي والجنوبي حوالي 80 متراً، وعرض ضلعيه الشرقي والغربي حوالي 55 متراً، مع اختلافٍ بسيط بين الضلعين المتقابلين.
كما أنَّ للجامع الأقصى القِبلِي أحد عشر باباً، ويتسع إلى حوالي 5500 مصلِّي، تحت سقف من الرصاص، وقبة داخلية من الخشب، تعلوها قبة من الرصاص أيضاً، إضافة إلى جامع صغير ملحق بالبناء، يسمى جامع عمر، كما يتصل به جزء من جامع النساء، إضافة إلى المصلى المرواني (الذي سنذكره لاحقا).
تاريخ الجامع القِبلِي
تم ترميم الجامع القِبلِي في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، في منتصف القرن الثاني للهجرة /الثامن الميلادي، لكنه تعرض لزلزال في نفس الفترة، ثمَّ تمت إعادة ترميمه في عهد الخليفة المهدي حوالي سنة 163هـ/787م، لكن هزَّةً جديدةً ألحقت فيه أضراراً بالغةً سنة 435هـ/1033م، فأمر الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز الله بتجديده في السنة التالية.
وتم اختصار أروقته إلى وضعها الحالي، كذلك تم ترميمه في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، ثمَّ أتاه الصليبيون، فقسَّموه ثلاثة أقسام؛ قسم تحول إلى كنيسة، قسم إلى مكاتب، أما القسم الأخير فكان مبيتاً للفرسان، حتى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وفتحِ القدس في معركة حطين سنة 583هـ/1187م، فأمر بإعادة البناء إلى طابعه الإسلامي الأول، كما أمر بوضع المحراب الخشبي الذي صنعه نور الدين زنكي في حلب لهذا الغرض، لكن المنبر احترق في اعتداءات عام1969.
وكان للدولة المملوكية اهتمام خاص بترميم الجامع القِبلِي، حيث تم ترميمه أكثر من مرة في عهد سلاطينهم، كذلك في العهد العثمَّاني، فبدأ بالترميم السلطان العثمَّاني سليمان القانوني سنة 969هـ/1561م، ثمَّ أعاد ترميمه عدة سلاطين لاحقين، آخرهم عبد الحميد الثاني سنة 1293هـ/1876م، وكان الترميم في العصر الحديث من قبل المجلس الإسلامي الأعلى.
الذي ترأسه الحاج أمين الحسيني مفتي القدس عام 1927، كما تعرض المسجد لعدد كبير من الاعتداءات، أبرزها الحريق الذي افتعله الإسرائيلي دينيس روهان (Denis Michael Rohan) في الواحد والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1969، والذي طال أكثر من ثلث الجامع، فضلاً عن الحفريات الإسرائيلية المستمرة تحت أساساته.
المصلى الأقصى القديم
يقع المصلى الأقصى القديم تحت الجامع القِبلِي، يُدخل إليه عبر درج حجري، قرب الرواق الشمالي الأوسط من الجامع القِبلِي، حيث تم بناؤه في العهد الأموي، ويمكن اعتباره طريقاً بين المسجد القِبلِي، وقصور الأمويين القريبة من المسجد الأقصى، ويتألف من ممر فيه رواقين، إضافة إلى غرقتين للحرس، داخل إحداها بئر، حيث يروي المؤرخون أن هذا البئر تم تجفيفه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لاستخدامه في التسلل إلى داخل المسجد الأقصى.
من بين المتسللين عبر هذا البئر، وزير حرب العدو موشيه ديان عام 1976، حسب ما ذكر كتاب (أطلس معالم المسجد الأقصى) لمؤلفيه عبدالله معروف، ورأفت مرعي، كما بقي المصلى القديم مغلقاً حتى عام 1998، حيث تم فتحه، وتهيئته للصلاة.
المصلى المرواني (التسوية الشرقية)
يقع المصلى المرواني في الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، وتبلغ مساحته حوالي 370م2، تم بناؤه في العهد الأموي، وأُطلقت عليه تسمية (التسوية الشرقية)، لأن بناءه كان بهدف تسوية معمارية لهضبة بيت المقدس (موريا)، ليتمكنوا من البناء على سطح مستوِ، فهو بذلك لم يكن مخصصاً للعبادة، بل استخدم كتسوية هندسية.
وتم ترميمه في عهود عدة مع باقي معالم المسجد الأقصى، ثمَّ استخدمه الصليبيون اسطبلاً لخيولهن، وأطلقوا عليه اسم (الاسطبل السليماني) نسبة للنبي سليمان عليه السلام، إلى أنْ تمت إعادة تهيئته في عهد صلاح الدين الأيوبي، كمخزن فقط، ثمَّ تم افتتاحه للصلاة عام1996، وأُطلق عليه اسم المصلى المرواني، تيمناً بالخليفة الأموي، عبد الملك بن مروان.
ارتباط المصلى المرواني بالانتفاضة الثانية
كانت الادعاءات الصهيونية تقول؛ أنَّ كل ما تحت مستوى صخرة المسجد الأقصى، إنَّما هو آثار يهودية، وكانت التسوية الشرقية أكبرها مساحة، فتعاونت المنظمات الإسلامية، مع منظمة الهلال الأحمر الإماراتية، على ترميم التسوية الشرقية، وتجهيزها للصلاة، لتثبيت الحقوق الإسلامية في هذا الجزء من المسجد الأقصى، فتم اكتشاف بوابتين جديدتين للتسوية، بعد أن كان ممرها الضيق يُحدث ازدحاماً في الدخول والخروج، وتم تجهيز المكان للصلاة، وتبليط الساحة المقابلة له (الساحة الشرقية).
هذا ما سمَّاه اليهود تخريباً للآثار اليهودية، كما كان ذلك أحد ذرائع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي ايريل شارون (Ariel Sharon)، لتدنيس المسجد الأقصى بزيارته في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 2000، تلك الزيارة التي كانت إحدى الأسباب المباشرة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في اليوم التالي.
حائط البُراق
هو امتداد للسور الغربي للمسجد الأقصى (السور الخارجي للبناء كله)، وسمي بحائط البراق، لأن النبيَّ محمد(ص) ربط عليه البراق الذي حمله من المسجد الحرام في الحجاز إلى المسجد الأقصى في القدس، ويطلُّ الحائط على حارة المغاربة (التي أزالها الاحتلال عام 1967)، فيفصلها عن المسجد، حيث يبلغ طوله حوالي 48 متراً، ارتفاعه 17 متراً.
حائط المبكى أم حائط البُراق؟
ادَّعى اليهود في بداية القرن الماضي أحقيتهم بملكية حائط البُراق، وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى، حيث بدأوا بممارسة شعائرهم الدينية قبالة الحائط، لكنَّهم أيضاً وضعوا كراسي لهم في الرصيف الذي يشرف عليه حائط البُراق، فاندلعت اشتباكات بينهم وبين المسلمين عام 1929 (ثورة البُراق)، أيام الاحتلال البريطاني لفلسطين.
فعينت سلطات الاحتلال الإنجليزية لجنة دولية لحل المشكلة، حيث أكَّدت في تقريرها عام 1930، ملكية الحائط للمسلمين، لكن دولة الاحتلال الإسرائيلي قامت باحتلال الحائط مع نكسة عام 1967، وإزالة حي المغاربة الذي يشرف عليه، فأقامت ساحة فوق أنقاض الحي العربي، وأسمتها ساحة المبكى.
جامع المغاربة (المالكية)
يقع جامع المغاربة في الركن الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى، ولا يوجد ما يدل على بانيه، لكنه يرجع إلى بداية العهد الأيوبي، إما الناصر صلاح الدين، أو ابنه نور الدين علي، الذي استحدث حارة المغاربة على مصالح الفقراء من المغاربة، وللجامع بابان؛ الباب الشمالي الأساسي، وهو مغلق، والباب الشرقي الذي فتحه السلطان العثمَّاني عبد العزيز خان عام 1871 ميلادي، كما يستعمل الآن كقاعة للمتحف الإسلامي في المسجد الأقصى.
الأغلب أنَّ جامع النساء بُني في العهد الصليبي
يمتد من جدار الجامع القِبلِي الجنوبي، حتى سور المسجد الأقصى الخارجي، وهو مرتفع عن مستوى الجامع القِبلِي، كما كان كنيسة في العهد الصليبي، ثم تحول إلى جامع في العهد الأيوبي، وتم تخصيصه لصلاة النساء، أما الآن، فتم إلحاق القسم الشرقي بالجامع القِبلِي الملاصق له، وفي الجزء الأوسط المكتبة الرئيسية للأقصى المبارك، كما تم إلحاق الجزء الغربي بالمتحف الإسلامي (جامع المغاربة)، والأغلب أنَّ عهد بنائه يعود إلى العصر الصليبي.
جامع البُراق حيث قيل أن النبي (ص) ربط البُراق
يقع جامع البُراق بمحاذاة حائط البُراق، ويتألف من قبوٍ برميلي له درج حجري من 38 درجة، كما سمي بهذا الاسم لوجود الحلقة الحديدية التي قيل أن الرسول (ص) ربط البُراق فيها ليلة الإسراء.
يرتبط جامع عيسى مع المصلى المرواني
بني في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله سنة 425هـ1034م، ويربطه بابٌ بالمصلى المرواني، كما يحتوي على قبة مرفوعة على أربعة أعمدة، وفيه محرابان، محراب مريم، ومحراب عيسى.
جامع سليمان بك (دار الحديث)
يعرف أيضاً بدار الحديث، أو كرسي سليمان، بني في عهد السلطان العثمَّاني سليمان بك، سنة 780هـ/1572م، وهو ملاصق لسور المسجد الشرقي، يُعتبر من الآثار الحديثة مقارنة مع باقي معالم المسجد الأقصى.
هناك عدة أبواب مغلقة في أسوار المسجد الأقصى
للمسجد الأقصى عشرة أبواب مفتوحة، من الشمال والغرب، كما توجد عدة أبواب مغلقة، منها ما هو ظاهر، ومنها ما هو مخفي، كما أنَّ بعض الأبواب التي ذكرها المؤرخون، أمثال الهمذاني، لا أثر لها، فهي إما مدمرة، أو مخفية.
الأبواب المفتوحة إلى الرواق الشمالي
- باب حطة: بين المدرسة الكريمية في الشرق، والتربة الأوحدية في الغربة، وهو من الأبواب القديمة، جُدد في القرن الثالث عشر الهجري.
- باب الأسباط: في الركن الشمالي الشرقي للمسجد الأقصى، أيضاً من الأبواب القديمة، جُدد في نفس الوقت تقريباً.
- باب الدويرادية (باب شرف الأنبياء): في الواجهة الشمالية للمسجد، كما يعرف بباب الملك فيصل، حيث دخل منه عام 1930 في زيارته للقدس، وجُدد أيضاً في العهد الأيوبي.
الأبواب المفتوحة إلى الرواق الغربي
- باب الغوانمة: يطل على حارة الغوانمة (بني غانم)، وهو باب صغير في الركن الشمالي الغربي للمسجد، عرف أيضاً بباب الخليل، كما تم تجديده بعد أن أحرقه متطرف يهودي عام 1998.
- باب الناظر: ويعرف أيضاً باب ميكائيل، أو باب الحبس، أو باب المجلس، جُدد مطلع القرن الثالث عشر الميلادي.
- باب الحديد: يعرف أيضاً بباب أرغون، نسبة لمجدده أرغون الكاملي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي.
- باب القطَّانين: وهو من رموز العمارة المملوكية في القدس، يعود بناؤه إلى عهد السلطان محمد بن قلاوون عام 1336 ميلادي، ويتميز بالمقرنصات الجميلة، كما يفتح على سوق القطَّانين.
- باب المطهرة: باب صغير إلى الجنوب من باب القطَّانين، يسمى أيضاً باب المتوضأ، لأنه يفضي إلى متوضأ الملك العادل.
- باب السلسلة: يعود إلى العهد الأيوبي، يقابله في الشمال باب السكينة المغلق.
- باب المغاربة: كان هذا الباب يفضي إلى حارة المغاربة قبل إزالتها عام 1967.
الأبواب المغلقة والمسدودة
- باب الرحمة والتوبة: أبرز الأبواب المغلقة، يتألف من بابين كبيرين في السور الشرقي للمسجد، يطلان على مقبرة باب الرحمة الإسلامية، ويعود أول ذكر لإغلاقهما إلى (تاريخ الإدريسي) منتصف القرن الثاني عشر الميلادي.
- باب المنفرد المسدود: يعود إلى العهد الفاطمي، في السور الجنوبي للمسجد.
- باب الثلاثي المسدود: ثلاثة أبواب مقنطرة ومتجاورة في السور الجنوبي أيضاً، وتفضي إلى المصلى المرواني، كما تعود لنفس عصر باب المنفرد.
- باب دار الخطابة المسدود: في الجدار الجنوبي، سدَّه العثمَّانيون عام 1519.
- باب السكينة المغلق: ملاصق لباب السلسلة، ويعود إلى العصر الأيوبي.
- باب الجنائز (باب البُراق): وهو الباب الأساسي لجامع البُراق الذي ذكرناه سابقاً، وسمي باب الجنائز، لأن المسلمين كانوا يُخرجون الجثة منه لدفنها في مقبرة باب الرحمة.
- باب المزدوج المسدود: في الجدار الجنوبي، كان يؤدي إلى المسجد القديم.
أروقة ومآذن ومنابر المسجد الأقصى
تنقسم الأروقة في المسجد الأقصى إلى أروقة شمالية وأروقة غربية
الأروقة الشمالية للمسجد الأقصى
تبدأ الأروقة الشرقية من باب الأسباط، وتمتد حتى المدرسة الصبيبية في الشمال الغربي، كما أنَّ هذه الأروقة بنيت بشكل متتابع، بين العهد الأيوبي، والمملوكي، وهذه الأروقة في الضلع القصير من السور، تفصل بينها أبنية الخلوات والمدارس.
الأروقة الغربية للمسجد الأقصى
وهي التي تمتد على الضلع الغربي الطويل من داخل سور المسجد الخارجي، أُنشئت كلُّها في زمن السلطان قلاوون، عام1303ميلادي، ممتدة بين باب الغوانمة، وباب المغاربة، تفصل بين الأروقة أبنية الخلوات والمدارس.
للمسجد الأقصى أربع مآذن
يعود بناء مآذن المسجد الأقصى الأربع إلى العهد المملوكي، حيث بنيَّت جميعها في الفترة الواقعة بين عام 1278 وعام 1367 للميلاد، كما تجتمع مآذن ثلاث على الجهة الغربية، وكلُّها من طراز المأذنة المربعة، وواحدة فقط في الجهة الشمالية من الطراز الأسطواني، ويعود سبب بنائها في هاتين الجهتين، إلى دراسة احتمال التربة، وارتفاع الشمال والغرب فوق الصخور، هذه المآذن هي:
المآذن الغربية
المآذن التي تمتد فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى (الضلع الطويل) هي: مأذنة الزاوية الفخرية، مأذنة باب السلسلة فوق باب السلسلة، مأذنة باب الغوانمة فوق باب الغوانمة، وهي كلُّها مآذن مربعة، تم ترميمها في العهود اللاحقة على العهد المملوكي.
مأذنة باب الأسباط
وهي المأذنة الوحيد ذات الشكل الأسطواني، تنتصب عند الجدار الشمالي فوق باب الأسباط، وتم تجديدها في العهد العثماني، وفي منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي.
هناك منبران أساسيان في المسجد الأقصى
1- منبر نور الدين زنكي (منبر صلاح الدين الأيوبي)
وهو المنبر الذي تحدثنا عنه سابقاً، قيل أنه لم يصنع في الإسلام مثله قط، حيث قام بصناعته أمهر صنَّاع حلب من الخشب، وتمت زخرفته، ونُقشت حوله نقوش متعددة في التقرب إلى الله عزَّ وجل، لكنه أحرق عام 1969.
2- منبر برهان الدين بن جماعة
هو منبر حجري، بناه قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة، بعد أن كان منبراً خشبياً يسير على العجلات، فثبته في الجانب الجنوبي من صحن الصخرة المقدسة.
قناطر وسلالم وقباب المسجد الأقصى
العديد من القناطر والسلالم الموزعة في المسجد الأقصى وهي:
- القنطرة الشمالية الشرقية
- القنطرة الشمالية الغربية
- القنطرة الغربية إلى الشمال
- القنطرة الغربية إلى الجنوب
- القنطرة الغربية
- القنطرة الجنوبية
- القنطرة الجنوبية إلى الشرق
- درج المدرسة الأحمدية
- مزلة الإمام
تتوزع القباب فوق المساجد وفي الساحات
- قبة السلسلة
- قبة المعراج
- قبة ومحراب النبي
- قبة سليمان بن عبد الملك
- قبة موسى
- زاوية الخضر
- قبة الخضر
- قبة يوسف آغا
- وقبة يوسف
- قبة الأرواح
- الزاوية المحمدية
- إيوان محمود الثاني
خلاوي ومصادر المياه الخاصة بالمسجد الأقصى
وغرف السدنة هي غرف خدمة المسجد والعناية به
- خلوة الدكري
- خلوة جان بولاد
- خلوة مصطفى آغا بن محمد
- حجرة نصر الإسلام الغزي
- حجرة إسلام بك
- الخلوة الزيركية
- خلوة قيطاس بك
- حجرة محمد آغا
- حجرة محمد بيك
- أوضة أرسلان باشا
- خلوة أحمد باشا رضوان الشمالية والغربية
- خلوة عبد الحيي الدجاني
- غرفة الشيخ فائق الدنف
- حجرة تجاه باب القطانين
- غرفة الشيخ خليل الدنف
- خلوة عبد الله بن اسماعيل السقا
- خلوة السيد حسن أفندي الحسيني
- غرفة الشيخ أمين الدنف
- خلوة عنبر البرهاني
أكثر من 27 بئراً وسبيلاً في المسجد الأقصى
يوجد داخل المسجد الأقصى عدد كبير من الآبار، جف بعضها عبر الزمن، وجُفف بعضها، فهي كما أحصاها مجير الدين العليمي الحنبلي أواخر القرن الخامس عشر للميلاد 34 بئراً، وكما أحصاها عارف العارف عام 1947 27 بئراً، نورد ما ذكره منها الدكتور محمد هاشم غوشه، وخطيب المسجد الأقصى سماحة الشيخ يوسف جمعة سلامة، في كتاب (تاريخ المسجد الأقصى) عام 2002، وعددها 32 بئراً:
- الكأس
- صهريج محمد الموصلي
- سبيل الموصلي
- بئر إبراهيم الرومي
- بركة النارنج
- سبيل اينال
- سبيل قاسم باشا
- سبيل سليمان القانوني
- سبيل خليل بن زريق
- سبيل حسن الداني الحسيني
- سبيل مصطفى آغا
- سبيل باب حطة
- بئر باب الجنة
- بئر الشيخ الخليلي
- بئر الصخرة
- بئر العصافير
- بئر الرمانة
- بئر العمدان
- بئر الجرن
- بئر الغوانمة
- بئر الورقة
- بئر أبو سعود
- بئر السروات
- بئر الخلوة
- بئر الأسد
- بئر البلاط
- بئر البحيرة
- بئر الخضر
- بئر سليمان بك
- بئر الزيتونة
- بئر جنوب مئذنة باب الأسباط
- بئر الأسعردية
المعاهد والمصاطب والمحاريب في المسجد الأقصى
تتوزع معاهد العلم والخلوات بين الأروقة وجنبات المسجد
- المدرسة النحوية
- المدرسة الغادرية
- المدرسة الدويدارية (دار الصالحين)
- المدرسة الباسطية
- المدرسة الكريمية
- المدرسة الأمينية
- المدرسة الفارسية
- المدرسة الملكية
- المدرسة الصبيبية (الزاوية الصامتية)
- المدرسة الجاولية
- المدرسة (الخانقاه)الأسعردية
- المدرسة المنجكية
- المدرسة الأغونية
- المدرسة الخاتونية (تربة ابن المهندس)
- المدرسة (الرباط) الزمنية
- المدرسة العثمَّانية
- المدرسة الأشرفية (السلطانية)
- المدرسة البلدية
- المدرسة التنكزية
- المدرسة الأحمدية
- الخانقاه (المدرسة) الفخرية
- المدرسة (الزاوية) الختنية
اختلف استخدام المصاطب بين العصور
والمصطبة؛ هي مساحة صغيرة من الأرض المبلَّطة، إما أنْ تكون مرتفعة عن الأرض، ومخصصة للجلوس، وإما أنْ تكون بنفس مستوى الأرض، كما أنَّ هناك عدد كبير من المصاطب في المسجد الأقصى، بعضها يرافقه محراب، حيث تعددت استخدامات المصاطب في المسجد، بين الصلاة وحلقات العلم، كما استخدمها المماليك كحلقات للقضاء، وهي:
- مصطبة ومحراب الظاهري
- مصطبة ومحراب جركس
- محراب سبيل مصطفى آغا
- محراب أحمد قوللري ومصطبة باب السلسلة
- مصطبة شمال شرق صحن الصخرة
- مصطبة ومحراب علي باشا
- مصطبة ومحراب الكرك
- مصطبة تجاه باب الحديد
- مصطبة ومحراب جامع البُراق
- مصطبة سبيل قايتباي
- مصطبة جامع المالكية
- مصطبة ومحراب الزاوية الفخرية
- مصطبة الكريمية
- مصطبة ومحراب قبة موسى
- مصطبة الجوزة
- مصطبة ومحراب قبة الزهور
- محراب إمام الحنفية
- مصطبة ومحراب سليمان القانوني
- مصطبة ومحراب شاهين
- محراب ومصطبة سطح النخلة
- مصطبة باب القطَّانين
- مصطبة ومحراب تجاه الخاتونية
- مصطبة ومحراب باب الغوانمة
- محراب مريم، محراب السور الشرقي
- مصطبة ومحراب يعقوب
- محراب الأرواح
- محراب القنطرة الغربية الجنوبية
- محراب داود
ختاماً... ما يزال المسجد الأقصى يحافظ على هويته المعمارية الإسلامية حتى الآن، على الرغم من محاولات الاحتلال الكثير لتهويد الأقصى ومحيطه، لكننا بمشاهدة زخارف قبة الصخرة الداخلية، نجد صورةً بديعةً من الفن الأموي، وفي زخارفها الخارجية نجد حرفةَ القيشاني.
كما نرى المآذن المملوكية منتصبةً على الأسوار الغربية والشمالية، فهذا التتابع التاريخي الذي شهدته تلك البقعة من العالم، هو ما يمنحها جماليتها وقدسيتها.