معجزة بالإمارات: طفل ينتصر على سرطان نادر بعد رحلة علاج شاقة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 14 فبراير 2025
مقالات ذات صلة
معجزة الطفل (إيلي) الذي ولد بدون أنف
أميرة ويلز تعلن انتهاء رحلة علاجها الكيميائي من السرطان
السعوديون يودعون الطفلة ليان الدخيل بعد رحلة صراع مع مرض نادر

في قصة ملهمة تروي تفاصيل بطولية، تغلب الطفل محمود البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف على سرطان الخلايا العصبية، وهو شكل نادر من سرطان الأطفال، وذلك بعد رحلة علاج طويلة وشاقة، استمرت أكثر من عام ونصف.

وفي التفاصيل، واجه الطفل محمود، معركة صحية صعبة بعد تشخيص إصابته بورم الخلايا العصبية، وهو نوع نادر من السرطان يصيب الأطفال دون سن الخامسة، حيث خضع لسلسلة من العلاجات المكثفة، شملت العلاج الكيميائي، والجراحة، وزرع نخاع العظم، والعلاج الإشعاعي، وصولًا إلى العلاج المناعي، ليتماثل أخيرًا للشفاء

رعاية متكاملة في الإمارات

ولعبت مدينة برجيل الطبية (BMC) في الإمارات دوراً محورياً في علاج محمود، حيث تكاتف أكثر من 14 تخصصاً طبياً لتوفير رعاية متكاملة له، وبفضل الجهود الحثيثة للفريق الطبي، والدعم المستمر من أسرته، إضافةً إلى البنية التحتية المتقدمة للرعاية الصحية في الدولة، تمكن محمود من تجاوز هذا المرض الخبيث واستعادة عافيته.

والد الطفل يروي تفاصيل معاناته

وروى والد الطفل تفاصيل تشخيص نجله بالسرطان، قائلاً في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "عانى محمود من أعراض غامضة مثل الإمساك، والحمى المرتفعة، والضعف العام، وصعوبة التنفس، وعدم الرغبة في الحركة. وبعد سلسلة من الفحوصات، تبين أن الورم نما بالقرب من الجزء الخلفي من رئته اليمنى، والتف حول النخاع الشوكي".

وأضاف: "مع تأكيد التشخيص، أدركت العائلة أن رحلة العلاج ستكون طويلة ومعقدة، لذا وقع اختيارهم على مدينة برجيل الطبية، نظراً لما توفره من خيارات علاج متطورة تحت سقف واحد، تتيح التعامل مع الحالات المعقدة لسرطان الأطفال بفعالية".

رحلة علاجية دقيقة لإنقاذ حياة الطفل

وفور تشخيص الطفل، أشرف الدكتور زين العابدين، استشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظم لدى الأطفال، على وضع خطة علاجية شاملة لمحمود، استناداً إلى أحدث التقنيات الطبية.

وبدأت رحلة العلاج في أغسطس 2023 بإجراء اختبار وراثي جزيئي في OncoHelix Co-Lab، والذي ساعد في تخصيص العلاج وفقاً لحالة محمود، تلا ذلك أربع جلسات من العلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم، قبل خضوعه لعملية جراحية معقدة لاستئصاله، خاصةً وأن موقع الورم، بالقرب من الرئة والحبل الشوكي، شكل تحديًا كبيرًا للفريق الجراحي.

بحلول نوفمبر 2023، أنهى محمود آخر جلسة علاج كيميائي، وفي الشهر التالي خضع لعملية زرع نخاع العظم الذاتي لتعزيز جهازه المناعي.

بين فبراير ومارس 2024، تلقى 12 جلسة من العلاج الإشعاعي، وأخيراً، من يونيو 2024 إلى يناير 2025، أكمل برنامج العلاج المناعي، الذي استهدف القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.

نهاية سعيدة بعد معركة صعبة

بفضل العناية الطبية المتقدمة والتشخيص المبكر، تمكن محمود من التغلب على هذا المرض الخبيث، ليصبح اليوم بصحة جيدة، لتكون قصته ليست مجرد انتصار طبي، بل شهادة حية على كفاءة الرعاية الصحية في الإمارات، ودليل على قوة الأمل والإصرار في مواجهة أصعب التحديات.