ملوك الأردن: مسيرة عطاء طويلة
تعتبر الأردن مملكة دستورية، ولكن مع ذلك يتمتع الملك ببعض الصلاحيات أكثر مما يحدث في الدول الملكية الدستورية، فهو مخول بسلطات تنفيذية وتشريعية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ليس هذا كل شيء، بل يعتبر الملك هو رئيس الدولة والقائد العام للقوات العامة المسلحة، وله الصلاحية في اختيار كلاً من رئيس الوزراء و تعيين أعضاء في مجلس الشيوخ هناك.
وخلال السطور القادمة، ستنتعرف على تاريخ ملوك الأردن بدءً من الملك المؤسس وصولاً بالملك عبدالله الثاني الملك الحالي للبلاد.
الملك المؤسس عبدالله بن الحسين
ولد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، في مكة المكرمة عام 1882م، ومنذ الطفولة اطلع الأمير عبدالله - آنذاك على تاريخ القبائل وأعراف البدو.
حصل الملك عبدالله، تعليمه في كلاً من مكة واسطنبول فجمع خليط مختلف بين الثقافتين، ما بين الإيمان والطموح والخبر والحكمة التي من خلالها استطاع تأسيس الأردن.
خلال الثورة العربية كان الملك المؤسس، واحداً من قادتها، وبعد أن أعلن فيصل ملكاً على سوريا ظل الأمير عبدالله في صحبة والده في مكة، ولكن نهاية الحكم العربي في دمشق بعد معركة ميسلون دفعت به للقدوم إلى شرق الأردن.
جاء الملك المؤسس إلى أرض الأردن مجاهداً، وقضى شهيداً على أرض القدس الطاهرة.
وقد ترك الملك المؤسس مجموعة من الآثار الأدبية في الأردن ومنها مذكراتي، الأمالي السياسية، من أنا، بين الدر المنثور والمنظوم، جواب السائل عن الخيل الأصائل، وقد جمعت في كتاب الآثار الكاملة.
الملك طلال بن عبدالله
ولد جلالة الملك طلال بن عبدالله في مكة يناير 1909، وتلقى دراسته الأولية في عمان، وعين مرافقاً لوالده أمير البلاد برتبة ملازم فخري، التحق بكلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا، وتخرج برتبة ملازم، التحق بجده الشريف الحسين بن علي أثناء فترة نفيه إلى قبرص حتى عودته إلى عمان، ونودي به ملكا دستوريا على المملكة الأردنية الهاشمية عام 1951.
خلال أقل من سنة حكمها جلالة الملك طلال بن عبدالله، أنجز الدستور الأردني لعام 1952م، قدم الكثير لبلاده من دعم وحكمة وتطور، وفي عهد أقر حق التعليم المجاني، وأنجزت العديد من التشريعات.
ولكن تعذر استمرار جلالته في الحكم بسبب مرضه، فكان القرار الدستوري بتشكيل مجلس الوصاية 1952، ريثما يبلغ الملك الحسين السن القانونية، بموجب الدستور.
الملك الحسين بن طلال
على مدى سبعة وأربعين عاما من قيادة جلالة الملك الحسين بن طلال،شهد الأردن نهضة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك وفقاً لما اقره موقع رئاسة الأردن الرسمي.
ولد جلالة الملك الحسين بن طلال في عمان في نوفمبر عام 1935، وحظي برعاية جده الملك المؤسس، وعقب ذلك تلقى علومه التربوية والعسكرية في مدارس الأردن وخارجها، 1952 تولى عرش المملكة الأردنية الهاشمية، فيما تولى في الثاني من 1953 ، سلطاته الدستورية في ظروف عربية ودولية حرجة ودقيقة.
واستطاع جلالته أن يحقق أعلى مستويات النهوض السياسية والاقتصادية وكان رجل الحرب والسلام.
وعلى الصعيد الإقليمي والعربي، عمل على أن يكون الأردن من المؤسسين لجامعة الدول العربية، والملتزم والمحترم لقراراتها
ترك الملك الحسين مجموعة من الآثار الأدبية والسياسية وهي: "ليس من السهل أن تكون ملكاً، حربنا مع إسرائيل، مهنتي كملك".
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية، فبراير 1999 ، يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال، وهو الحفيد الحادي والأربعون للنبي محمد، -صلى الله عليه وسلم.
ولد جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان، في يناير 1962، وهو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال، والأميرة منى الحسين.
ولملك الأردن أربعة إخوة وست أخوات تلقى جلالته علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966.
وفي إطار تدريبه كضابط في القوات المسلحة الأردنية، التحق جلالته بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، بعد عدد من الدراسات المختلفة التحق بالقوات المسلحة الأردنية برتبة ملازم أول، وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرع الأربعين.
وفي عام 1987م التحق بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن، كما أنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية، في إطار برنامج "الماجسيتر في شؤون الخدمة الخارجية".
وتقلد الملك عبدالله العديد من المناصبة، و بجانب خدماته العسكرية كضابط، فإنه تولى مهمات نائب الملك عدة مرات في أثناء غياب جلالة الملك الحسين .
تولى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور الأردني يوم ولادته.
واقترن جلالته بالملكة رانيا في العاشر 1993، ورزق جلالتاهما بنجلين؛ هما الأمير الحسين، ولي العهد، والأمير هاشم، وبابنتين هما الأميرة إيمان و الأميرة سلمى.