من هن فتيات الغيشا؟ تراث وتقاليد يابانية.

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 08 يناير 2020

... عالم من الثقافة والفن والمتعة والجمال

مقالات ذات صلة
بالصور والفيديو: فتاتان من مصر تتحديان التقاليد المتحفظة بالعزف على الطبلة في شوارع القاهرة!
يوم التراث العالمي
أغرب العادات والتقاليد في تايلاند

تعرف الغيشا بأنهن فنانات تقليديات في اليابان يمارسن دور مضيفات يمتلكن مهارات في الفنون المسرحية اليابانية المختلفة مثل الموسيقى الكلاسيكية والرقص والألعاب. وتحظى عروض الغيشا بشعبية كبيرة وإقبالا بين الزوار الأجانب لليابان الذين يطوقون للتعرف على هذا الجزء الغامض من الثقافة اليابانية عن قرب. في هذا المقال نحاول أن نقدم لكم عالم الغيشا الحقيقي بعيداً عن الخرافات أو أفلام هوليود التي تناولت هذا الموضوع.

مؤديات الاستعراضات الترفيهية التقليدية الجميلات في زى الكيمونو

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في الماضي كانت رموز اليابان هى ”جبل فوجي“ و الـ”غيشا“ والـ”هاراكيري (قتل النفس ببقر البطن)“. الغيشا هن المضيفات من الفتيات اللاتي يقمن بإحياء الحفلات والمآدب عن طريق الأغاني والرقصات التقليدية اليابانية والعزف على آلة الـ”شاميسين“ وغيرها من الفنون. يقال إن بداية هذا الفن كانت في عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨)، حين بدأت الفتيات العاملات في محلات الشاي بكيوتو واللاتي كُنَّ يقدمن الحلوى والشاي، بمحاكاة عروض مسارح الكابوكي وأصبحن يؤدين عروض الرقص والعزف كنوع من الترحيب بزائري المعابد البوذية والشنتوية والسائحين. ولا تزال ثقافة الغيشا باقية إلى الآن في عدة مجالات ومنها السياحة حيث يتم الاستفادة من ثقافة الغيشا بشكل أساسي في كيوتو وطوكيو وأيضاً في نيغاتا وأكيتا وغيرها من المناطق الأخرى.

 

تحتاج الفتاة فترة تدريب من ٥ إلى ٦ سنوات لتحترف مهنة الغيشا، ويطلق على فتيات الغيشا في فترة التدريب اسم ”هانغيوكو“ أو ”أوشاكو“ وذلك في منطقة كانتو ومركزها طوكيو، بينما يطلق عليهن ”مايكو“ في كيوتو.

فتيات الهانغيوكو أو المايكو وهن شابات ما بين سن ١٥ إلى ٢٠ عاما ينتظرن اليوم الذي يصبحن فيه محترفات للمهنة من خلال تراكم التدريبات المختلفة في فنون الشاي وتنسيق الزهور والرقص الياباني وعزف الشاميسين والإتيكيت وغيرها. هؤلاء الفتيات في فترة التدريب يرتدين كيمونو مختلف عن ذلك الذي يرتدينه كبار الغيشا، حيث يتميز بكثرة الألوان الزاهية، كما تتميز فتيات المايكو في كيوتو بأن حزام الكيمونو ”أوبي“ يكون متدلياً متمايلاً ويصل إلى كاحل القدم بما يسمى بـ”داراري نو أوبي“. كما تشتهر فتيات المايكو بمظهرهن وهن يمشين رافعات بأيديهن أطراف الكيمونو الطويلة التي تكاد تلمس الأرض.

من ناحية أخري، عند إتمام فترة التدريب يطلق عليهن في إقليم الكانتو ”غيشا“، بينما يطلق عليهن ”غيكو“ في كيوتو، وما أن تصبح الفتاة ”غيشا“ تتغير طريقة ربط حزام الكيمونو خاصتها إلى طريقة بسيطة ويصبح طول الكيمونو أيضاً لا يختلف عن طول الكيمونو العادي.

في أمريكا عام ٢٠٠٥، تم عرض فيلم ”مذكرات فتاة غيشا Memoirs of a Geisha“ يحكي قصة حقيقية لفتاة غيشا من كيوتو قبل الحرب، وقد فاز الفيلم بثلاث جوائز أوسكار.

كورس تجريبي للـ”أوزاشيكي“ مخصص للسائحين

إذا أردت أن تستدعي فتاة غيشا، فإنه من المهم أن تتأكد إذا كان المكان يسمح بدخول فتيات الغيشا أم لا. فلا يسمح أن تدعى فتيات الغيشا إلى أي مكان، وذلك لأن الترتيبات لا بد أن تكون عن طريق فنادق ريوكان أو مطاعم تقليدية يابانية أو محلات شاي معينة.

يطلق علي الحفلات والمآدب التي تحييها فتيات الغيشا اسم ”أوزاشيكي“ وهي عادة ما تكون بمعدل ساعتين لتناول العشاء. وبشكل عام تبدأ مراسم الـ”أوزاشيكي“ بتناول الطعام أثناء مشاهدة الفنون الترفية التقليدية عن قرب حتى إذا لطف الجو تُلعب اللعب اليابانية القديمة ”ألعاب الأوزاشيكي“ والتي تتناسب مع أصوات الموسيقي في الخلفية. بشكل عام، تحيي الـ”أوزاشيكي“ مجموعة تتكون من ٢-٣ فتيات غيشا ويكون منهن الغيشا المختصة بالرقص ”تاتشيكاتا“ والغيشا المختصة بالموسيقى ”جيكاتا“.

أجر فتاة الغيشا الواحدة من ٢٠ إلى ٤٠ ألف ين، بخلاف مصاريف الطعام

يبلغ أجر فتاة الغيشا الواحدة مبلغا كبيرا يصل من ٢٠ إلى ٤٠ ألف ين، هذا بالإضافة إلى مصاريف الطعام لذا فإن الترفية الشاملة بحضور فتايات الغيشا تكون أمراً مكلفاً فعلاً. لهذا السبب الكثير من السائحين يتجهون إما إلى استوديوهات متخصصة يستطيعون بها ارتداء ملابس مثل الغيشا والتقاط الصور التذكارية، أو إلى شوارع كيوتو وينتظرون فرصة التصادف معهن.

في السنوات الأخيرة، وبعد الاستماع لرغبات السائحين، أصبحت الفنادق ومحلات الشاي وغيرها من الأماكن التي تستغل بعضا من الوقت المتاح قبل بدأ مآدب الـ”أوزاشيكي“ في الليل لتقديم كورسات تجريبية مصغرة للأوزاشيكي وغيرها من المناسبات بأسعار مخفضة، في تزايد سريع. كما توجد أيضا أماكن تنسق مع فتيات غيشا يتحدثن اللغات الأجنبية أو توفر مترجمين معهن من أجل السائحين الأجانب.

المصدر: Nippon

تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا