مناسك العمرة: تعرف عليها
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ولكن ما هي مناسك العمرة وكيف تؤديها؟
مناسك العمرة
1- الإحرام
2- الطواف
3- السعي
4- الحلق أو التقصير للتحلل من الإحرام
1- الإحرام
يعد الإحرام هو أول وأهم مرحلة للبدء في أداء مناسك العمرة عليك الاغتسال والتطيب ثم ارتداء ثوب الإحرام وهو عبارة عن إزارا ورداء أبيضين، ولا يظهر الكتف الأيمن إلا في طواف القدوم فقط وهذا للرجل.
أما المرأة تبدأ الإحرام أيضاً بالاغتسال ثم تلبس ما تشاء من الثياب بدون أي زينة وأن يتوافق مع شروط الزي الإسلامي بأن لا يكون يشف أو يصف الجسد.
ثم يصلي المعتمر ركعتين وينوي الإحرام بالعمرة وبهذا يكون بدأ المناسك ثم يقول "لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
ويبدأ الرجل في ترديد "لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" بصوت مرتفع على عكس المرأة أن تنطق بقدر ما من بجانبها فقط، ثم يكثرون من التلبية، والذكر.
2- الطواف
يعد الطواف من مناسك العمرة فإذا وصل المعتمر إلى مكة المكرمة يدخل إلى المسجد الحرام بالقدم اليمنى، ويبدأ 7 أشواط طواف حول الكعبة المشرفة بداية من الحجر الأسود.
وأثناء الطواف يقول المعتمر "بسم الله والله أكبر" بداية من الحجر الأسود كلما مر عليه في كل شوط وينتهي إليه ويستلم الحجر بيده اليمنى ولا يزاحم عليه وإذا تعذر الوصول إليه يشير إليه من بعيد، ويذكر الله ويدعوه بما يشاء.
وإذا بلغ المعتمر الحجر الأسود يردد "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
وأثناء الطواف يقوم الرجل بفعل شيئين:
1-الاضطباع: وهو أن يظهر الكتف الأيمن من ملابس الإحرام
2-الرمل: وهو الإسراع في المشي خلال الطواف مع مقاربة الخطوات أثناء الأشواط الثلاثة الأولى وفي باقي الأشواط يمشي كعادته.
وبعد الانتهاء من الطواف يتقدم نحو مقام إبراهيم ويقرأ "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" ثم يصلي خلفه ركعتين ويقرأ سورتي "الكافرون" و"الإخلاص" بعد الفاتحة وإن لم يتيسر ففي أي مكان بالمسجد الحرام.
والصلاة عند مقام إبراهيم سنة عن النبي صل الله عليه وسلم وإذا استطاع بعد الصلاة أن يشرب من ماء زمزم ويلمس الحجر الأسود يفضل ذلك.
3- السعي
بعد الانتهاء من الطواف يخرج المعتمر إلى السعي من باب الصفا ويصعد عليه مستقبلا الكعبة، ويقرأ "۞ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
ويرفع يديه بالدعاء ويحمد الله ويكبره، ويقول "لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ويكررها ثلاث مرات، ولا حرج إن اقتصرت على أقل من ذلك.
وقال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قلت : أرأيت قول الله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) قلت : فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بهما؟
فقالت عائشة : بئسما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أولتها عليه كانت: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل .
وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله عز وجل : (إن الصفا والمروة من شعائر الله) إلى قوله: ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) قالت عائشة : ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لأحد أن يدع الطواف بهما. أخرجاه في الصحيحين
ثم ينزل المعتمر من الصفا إلى المروة ماشيا، فإذا بلغ العلمين الأخضرين يسرع في مشيه إلى الهرولة وهذا للرجال فقط ثم بعد ذلك يمشي كعادته عند الوصول للعلم الثاني.
وعليه أن يكرر الأمر هكذا في كل شوط بنفس الطريقة السابق شرحها ثم يصعد على المروة ويقول ما قاله على الصفا من القرآن والتهليل ويحسب الشوط من الصفا إلى المروة والعكس يحسب شوطا آخر، ويقول في السعي ما تيسر من الذكر والدعاء أو قراءة القرآن.
4- الحلق أو التقصير للتحلل من الإحرام
فإذا أتم سعيه يحلق الرجل رأسه أو يقصر بينما إذا كان المعتمر إمرأة تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة في جميع جهات الرأس وبذلك تمت العمرة ويحل من الإحرام كاملا وترفع المحظورات، وتحل له الملابس والطيب والنكاح، وغير ذلك.
أحاديث عن فضل العمرة
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ، وَالْعُمْرَةُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ.
- حديث سيدنا جبريل عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وعلاماتها، فقد رواه ابن خزيمة والدارقطني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه زيادة ذكر العمرة مع الحج، ولفظه: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان» قال الدارقطني: هذا إسناد ثابت صحيح.
- ما رواه أبو داود (1799) والنسائي (2719) عَنْ الصُّبَيّ بْن مَعْبَدٍ «قال كُنْتُ أَعْرَابِيًّا نَصْرَانِيًّا... فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَسْلَمْتُ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ عَلَيّ فَأَهْلَلْتُ بِهِمَا، فَقَالَ عُمَرُ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواها إلا المسجد الحرام وصلاة في السمجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه».
فضل عمرة شهر رمضان
يقول النبي ﷺ: عمرة في رمضان تعدل حجة، وفي رواية أخرى : حجة معي، فهي لها فضل عظيم العمرة في رمضان والحديث صحيح، وينبغي على كل مؤمن اغتنام الفرص إذا تيسر ذلك.