مي زيادة ملهمة الأدباء عاشت حياة صاخبة وانتهت بالعزلة والجنون

  • تاريخ النشر: الإثنين، 06 يوليو 2020

من هي مي زيادة التي أحبها الكتاب والمفكرين في عصرها وكيف انتهى بها الأمر في مصحة عقلية

مقالات ذات صلة
تعرف على المنزل الأكثر عزلة في العالم.. جنة الانطوائيين
طفل إماراتي يمنح شقيقه الحياة من جديد: ما قام به ملهم
أفضل خواطر وكلمات مي زيادة الشهيرة

ماري إلياس زيادة، أو مي زيادة. الأديبة التي شغلت مكانة مميزة بين أبناء عصرها من كبار الكتاب. وكان صالونها الثقافي مهدا للعديد من الأفكار الهامة. 

ولدت ماري إلياس زيادة عام 1886 في مدينة الناصرة من أب لبناني وأم فلسطينية. درست في بدايات حياتها في فلسطين وعقب حصولها على الشهادة الابتدائية أصر والدها على أن تتابع دراستها في مسقط رأسه بلبنان. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

نبوغها المبكر: 

أدهشت مي زيادة معلميها بذكاءها وحساسيتها، وقد أتقنت الكثير من اللغات. وتمكنت في سن مبكرة من تذوق الشعر والأدب.

وجمعت بين عدة مواهب من بينها الترجمة من وإلى عدة لغات، بالإضافة إلى الكتابة وتميزت بثقافتها الغزيرة وسعة اطلاعها.

وهو ما جعلها عام 1907 تنتقل إلى مصر بصحبةعائلتها بحثا عن مكان في بلاط الصحافة، حيث أسس والدها جريدة المحروسة.

يوميات فتاة:

كتبت ماري مقالاتها تحت عنوان يوميات فتاة في جريدة المحروسة والتي أسسها والدها في القاهرة. وقد ارتفعت شعبيتها بين القراء، ونالت مكانة كبيرة ومميزة.

وكانت توقع مقالاتها بالحرفين الأولين من اسمها م.ز ثم اكتسبت اسم مي زيادة. كما كتبت في صحف ومجلات كثيرة مثل «الأهرام»، و«الهلال»، و«المقطم»، و«الزهور»، و«المقتطف»

الصالون الشهير:

تأثرت مي زيادة تأثرا كبيرا بالفكر الأوربي ، وما عُرف بالصالونات الثقافية مثل صالون مدام دوستايل ، وصالون مدام ريكاميه ، وتحمست لهذه الفكرة، فافتتحت صالونها الخاص عام 1913م ، وكان واحدا من أرقى وأشهر الصالونات الثقافية، استطاعت من خلاله أن تجمع مختلف مفكري العصر ، على اختلاف توجهاتهم  الفكرية. ومن أشهر رواد صالونها: : طه حسين وخليل مطران وأحمد لطفي السيد وأنطوان الجميل وعباس العقاد وغيرهم العديد.

شاركت مي في حركة تحرر المرأة العربية، ودعت المرأة العربية إلى التطلع للحرية والانفتاح على الغرب دون أن تنسى هويتها العربية.

وقالت مي زيادة عن هذا الأمر: "” أن المرأة المستعبدة لا تستطيع إرضاع أطفالها رضاعة طبيعية طالما أن هذا الحليب تطغى عليه رائحة العبودية”.

وكان أول كتاب تنشره هو قصائد مكتوبة بالفرنسية بعنوان (أزاهير حلم) وقد نشرته باسم مستعار

ثم تلاه العديد من المجموعات الشعرية مثل “كتاب المساواة” و”كلمات وإشارات” و”ابتسامات ودموع”

ملهمة الأدباء:

كانت مي زيادة تتمتع بشخصية فريدة وثرية، وملامح جميلة راقية، وهو ما جعل الكثير ممن قابلوها يقعون في حبها، وإن كانت أغلب القصص حب من طرف واحد هو طرف المحبين.

من بين من أحبوها مصطفى صادق الرافعي، الذي اعتاد أن يعبر عن مشاعره له بكتابات مفعمة بالمشاعر والأشواق.

وكذلك المفكر الكبير عباس محمود العقاد، والذي تراوحت علاقته بها بين الصخب والهدوء. وقد كتب عنها في روايته الوحيدة سارة.

أما صاحب مجلة الرسالة أحمد حسن الزيات فقد تحدث عنها بقوله: " تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتة أو لمحة أو ابتسامة".

الحب الوحيد في حياة مي زيادة:

كان الشاعر جبران خليل جبران هو الحب الوحيد في حياة مي زيادة. وتبادلا العديد من الرسائل الجميلة، والتي تعد قطعا أدبية بليغة. 

والغريب أنها لم تقابله في حياتها أبدا، حيث كان يعيش في مهجره، وكان حبهما عذريا عبر الورق فقط. لكن قلبها ظل متعلقا به. لكن مراسلاتهما استمر حوالي 20 عاما.

حياة صاخبة ونهاية منعزلة:

فقدت مي والدها عام 1930، وفي العام التالي فقدت حبيبها جبران الذي مات في مغتربه، وفي عام 1932 رحلت والدتها، وهو ما شكل صدمات متتالية لم تتحملها مي.

عادت إلى لبنان، وهناك أدخلها أقاربها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية سعيا للاستيلاء على أملاكها. لكنها استطاعت إثبات سلامتها العقلية والخروج من المستشفى. بعد حملات صحفية شنتها الصحف اللبنانية.لكن التجربة كانت شديدة القسوة. عادت مي إلى القاهرة لتموت وحيدة عام 1941