"ناموا في السيارات".. كيف قضى الأتراك ليلتهم الأولى عقب فاجعة الزلزال؟
كشف طارق الحمد، الصحفي السوري المقيم في تركيا، أن بعض المواطنين الأتراك، باتوا ليلتهم الأولى عقب الزلزال، في سيارات بأماكن بعيدة عن المباني خوفًا من الهزات الأرضية.
وضرب زلزال، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، مناطق عدة في تركيا وسوريا، صباح أمس، مما أدى إلى مقتل المئات، وأسفر عن آلاف المفقودين والمصابين، وتدمير مئات المنازل والمرافق والبنى التحتية، وذلك بحسب الإحصاءات الرسمية حتى الآن.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقال "الحمد"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس" المصرية، إن الزلزال الذي شهدته تركيا صباح أمس، كان "قويا جدًا ولم يشهده أي مواطن تركي من قبل".
ولفت "الحمد"، أن الإمكانيات في تركيا لا تقاس أو تقارن بسوريا، خاصة أن الأخيرة عاشت فترات من التدهور، ورغم هذه الإمكانيات في الجانب التركي، إلا أنها لم تؤثر على عدد الضحايا، متابعًا: «عدد ضحايا الزلزال في سوريا تجاوز الـ1700 ضحية و12 ألف مصاب و5600 مبنى انهارت».
وأشار "الحمد"، إلى أن هناك بعض الأحياء في سوريا انهارت بأكملها نظرًا لكثرة المباني القديمة، مضيفاً أن معظم المواطنين خرجوا إلى الأماكن الريفية هربًا من حدوث الزلازل أو وجود ترددات عقب هذا الزلزال.
وتواصل فرق الإنقاذ في كل من تركيا وسوريا، عملها، في ظل الظلام والبرد القارس والهزات الارتدادية، للبحث عن ناجين، أو انتشال جثث مفقودين من تحت أنقاض المباني المدمرة من جراء الزلزال الذي وقع أمس.
وبالرغم انتشار بصيص من الأمل، في أعقاب النجاحات المتتالية لفرق الإنقاذ، بعد انتشال العشرات من تحت أنقاض المباني المهدمة، غير أن ذلك لا ينفي مخاوف ازدياد عدد القتلى، والذي يرجح مسؤولو منظمة الصحة العالمية بأنه سيرتفع بلا هوادة خلال الساعات القادمة، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 20 ألف شخص على الأقل قد لقوا حتفهم.
وفي هذا الصدد، صرحت كبير مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في أوروبا، كاثرين سمولوود، لوكالة فرانس برس، قائلة "نرى دائمًا الشيء نفسه مع الزلازل، للأسف وهو أن التقارير الأولية لأعداد الأشخاص الذين لقوا حتفهم أو جرحوا ستزداد بشكل كبير في الأسبوع الذي يليه".
وتقدر الأعداد الرسمية للقتلى جراء الزلزال المميت، وفق آخر إحصائية صادرة عن السلطات التركية، بأكثر من 3500 شخص، فيما أصيب قرابة 25 ألفا آخرين على الأقل.
بينما تشير أحدث الإحصائيات عن زلزال سوريا، إلى سقوط 1602 قتيل و3649 مصاباً.
في حين تبقى كل هذه الأرقام غير نهائية، في ظل مواصلة البحث عن جثامين أو أحياء محتملين تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال، علماً بأن ظروفاً مناخية قاسية ونقصاً حاداً في المعدات تعرقل جهود البحث والإنقاذ في تركيا وسوريا على الترتيب.